بقلم : Evra Morgan ... يوم الحَد اللي فات، واحد ساب في كنيسة ظرف تبرع فيه 18 سِنْت (الدولار = 100 سنت).
كنيسة First United Methodist Church في وسط البلد هنا بتقدم خدمة كل يوم حَد، تقدم وجبة لـ 150 مُشرَّد من السارحين في الشارع.
بعد ما خلّصوا خدمة اليوم لقوا في طبق التبرعات الظرف ده وجواه 18 سِنت سايبه واحد من المُشَرَّدين اللي كانوا حاضرين، ومكتوب عليه:
Please don't be mad I don't have much, I'm homeless. God bless
(رجاءً ماتزعلوش، أنا ماحيلتيش كتير. أنا مُشرَّد. ربنا يبارك)
الكنيسة أعلنت رسميًا من يومها عن شكرها لصاحب التبرع، وقدمت له دعوة رسمية يكشف عن هويته عشان الكنيسة تشكره شخصيًا وتساعده لحد النهاردة ماحدش ظهر.
لا زال التبرع - القليل في رقمه لكن مهول في قيمته - من مجهول.
---------------
وريت الحدوتة لأبويا، حكى لي حاجة شبيهة حصلت معاه أوائل التسعينات:
أول ما صَبَح قسيس، واحدة مسنة في الكنيسة عنده فضلت 5 سنين تدّي له كل أسبوع تبرع 3 جنيه، وتوصيه "جنيه ونُص لمباني الكنيسة، وجنيه ونُص لخدمة محو الأمية" لأنها كانت اتعلمت في خدمة محو الأمية إياها. ومانقطعتش السِت عن تبرعها إلا لما أبويا سافر أمريكا.
--------------
كتب خليل جبران في رائعته "النبي" ضمن ما كتب عن العطاء:
إنك إذا اعطيت فإنما تعطي القليل من ثروتك.
فإذا أعطيتَ من ذاتك أعطيتَ حقًا.
وهل الخوفُ من الحاجة إلا الحاجةُ ذاتها؟
بعض الناس يعطي القليل مما عنده من كثير.
أولئك يعطون تباهيًا بالعطاء، فتذهب نياتهم المستورة بطيبات عطاياهم.
وبعضهم لا يملك إلا القليل فيجود به كله.
أولئك هم المؤمنون بالحياة وما فيها من خير، فلا تفرغ خزائنهم أبدًا.
وبعضهم يعطي فَرحًا، وفرحته جزاؤه، أو يعطي مكابدًا، وفي مكابدته تطهيرٌ له.
وبعضهم يعطي ولا يحس مكابدة، ولا يلتمس فرحًا، ولا يدري أن العطاء فضيلة. أولئك يعطون كأنهم ريحان الوادي يبث عطره في الفضاء.
جميلٌ أن تعطي مَن يسألك، وأجمل منه أن تعطي مَن لا يسألك وقد أدركتَ عَوَزَه.
ما أكثرَ ما تقول: لَتَصْبُوَنَّ نفسي إلى العطاء، ولكن لا أعطي إلا مَن يستحق.
ليس ذلك قول الأشجار في بستانك، ولا القطعان في مرعاك. إنها تعطي لتحيا؛ لأن الامتناع عن العطاء سبيل الفناء.
مَن استحق أن ينهل من محيط الحياة لجدير بأن يملأ كأسه من جدولك الصغير.
فالحق أن الحياة هي التي تُعطي الحياة، ولستَ أنت، يا مَن تظن أنك مُعْطٍ، سوى شاهدٍ.
كنيسة First United Methodist Church في وسط البلد هنا بتقدم خدمة كل يوم حَد، تقدم وجبة لـ 150 مُشرَّد من السارحين في الشارع.
بعد ما خلّصوا خدمة اليوم لقوا في طبق التبرعات الظرف ده وجواه 18 سِنت سايبه واحد من المُشَرَّدين اللي كانوا حاضرين، ومكتوب عليه:
Please don't be mad I don't have much, I'm homeless. God bless
(رجاءً ماتزعلوش، أنا ماحيلتيش كتير. أنا مُشرَّد. ربنا يبارك)
الكنيسة أعلنت رسميًا من يومها عن شكرها لصاحب التبرع، وقدمت له دعوة رسمية يكشف عن هويته عشان الكنيسة تشكره شخصيًا وتساعده لحد النهاردة ماحدش ظهر.
لا زال التبرع - القليل في رقمه لكن مهول في قيمته - من مجهول.
---------------
وريت الحدوتة لأبويا، حكى لي حاجة شبيهة حصلت معاه أوائل التسعينات:
أول ما صَبَح قسيس، واحدة مسنة في الكنيسة عنده فضلت 5 سنين تدّي له كل أسبوع تبرع 3 جنيه، وتوصيه "جنيه ونُص لمباني الكنيسة، وجنيه ونُص لخدمة محو الأمية" لأنها كانت اتعلمت في خدمة محو الأمية إياها. ومانقطعتش السِت عن تبرعها إلا لما أبويا سافر أمريكا.
--------------
كتب خليل جبران في رائعته "النبي" ضمن ما كتب عن العطاء:
إنك إذا اعطيت فإنما تعطي القليل من ثروتك.
فإذا أعطيتَ من ذاتك أعطيتَ حقًا.
وهل الخوفُ من الحاجة إلا الحاجةُ ذاتها؟
بعض الناس يعطي القليل مما عنده من كثير.
أولئك يعطون تباهيًا بالعطاء، فتذهب نياتهم المستورة بطيبات عطاياهم.
وبعضهم لا يملك إلا القليل فيجود به كله.
أولئك هم المؤمنون بالحياة وما فيها من خير، فلا تفرغ خزائنهم أبدًا.
وبعضهم يعطي فَرحًا، وفرحته جزاؤه، أو يعطي مكابدًا، وفي مكابدته تطهيرٌ له.
وبعضهم يعطي ولا يحس مكابدة، ولا يلتمس فرحًا، ولا يدري أن العطاء فضيلة. أولئك يعطون كأنهم ريحان الوادي يبث عطره في الفضاء.
جميلٌ أن تعطي مَن يسألك، وأجمل منه أن تعطي مَن لا يسألك وقد أدركتَ عَوَزَه.
ما أكثرَ ما تقول: لَتَصْبُوَنَّ نفسي إلى العطاء، ولكن لا أعطي إلا مَن يستحق.
ليس ذلك قول الأشجار في بستانك، ولا القطعان في مرعاك. إنها تعطي لتحيا؛ لأن الامتناع عن العطاء سبيل الفناء.
مَن استحق أن ينهل من محيط الحياة لجدير بأن يملأ كأسه من جدولك الصغير.
فالحق أن الحياة هي التي تُعطي الحياة، ولستَ أنت، يا مَن تظن أنك مُعْطٍ، سوى شاهدٍ.