من كتاب الامبراطورية الروسية - إيهاب عمر.. فى مايو 2000 قسم الرئيس فلاديمير بوتين روسيا الى 7 مناطق فيدرالية ، و بالتالى اصبحت كل رؤساء و حكام الجمهوريات و المقاطعات خاضئعين لحاكم عسكري او مفتش فيدرالى يقوم الرئيس بتعيينه ، و عادة ما يكون من رجال بوتين المخلصين من المؤسسات الامنية سواء الجيش او المخابرت الروسية .
عام 2004 الغى انتخاب حكام الاقاليم و المناطق الروسية و اصبح بالتعيين ، ثم الغى التقييد بفترات رئاسية ، فاصبح حكام المناطق الروسية همهم الاول و الاخير ارضاء رأس الدولة ، لانه قادر على اقالتهم فى اى وقت ، و قادر على تركهم فى مناصبهم العليا مدي الحياة .
الغى بوتين امتيازات رئيس الوزراء الذى كان منافسا ً ليلتسن فى سنواته الاخيرة ، واليوم بالكاد تذكر اى صحيفة اجنبية اسم رئيس الوزراء الروسي بعد ان كان اسمه يذكر اكثر من يلتسن فى سنواته الاخيرة .
قبل ساعات من ظفره بمنصب رئيس الجمهورية التقى رئيس المؤقت فلاديمير بوتين بـ زعماء الفساد النيوليبرالى يوم 28 فبراير 2000 و قال لهم بالنص " لن اتحمل تدخلكم فى الدولة " ، من قبل بتهديد بوتين المبطن نال الخروج الآمن ، و من رفض نكل به بوتين بالاحكام القضائية حتى صفى امبراطوريتهم ، كان اغلبهم يهود ، بوريس بيريزوفسكي هرب الى لندن و فلاديمير جوسينسكي هرب الى اسرائيل حيث يحمل الجنسية الاسرائيلية و كذلك هرب ليونيد نيجزلين الى اسرائيل ، ميخائيل خودوكوفسكي القى القبض عليه فى 25 اكتوبر 2003 و تم تصفية امبراطوريته الاعلامية و النفطية باحكام قضائية ، يمكن القول ان بعض ساسة روسيا و الغرب كان يظن فلاديمير بوتين نيوليبراليا ً الى ان قام بتصفية امبراطورية خودوكوفسكي عام 2003 ، اى ان بوتين استطاع لثلاث سنوات ان يخفى توجه السياسي كـ يمين قومي روسي خلف قناع نيوليبرالى .
تأوه النيوليبراليين و انصار الدولة الديموقراطية من احكام بوتين ضد الفساد ، معللين الامر بان التنكيل برجال الاعمال سوف يؤدى الى هروب الرأسمال الاجنبي ، الا ان الرئيس بوتين رد فى احدي حوارته بالقول ان الجميع يخضع للقانون و لا استثناء .
ثم تم شراء شركة غاز بروم لشركة سيب نفط التى كان يملكها رومان ابراموفيتش و نظرا ً لان الكثير من رجال الاعمال و النيوليبراليين فى روسيا و اوكرانيا و جورجيا كانوا من اليهود ، أدب بوتين يهود روسيا و قلم اظافرهم يوم سجن نائب رئيس المؤتمر اليهودي فى روسيا فلاديمير جوسيتسكي.
اصدر قانون الاحزاب عام 2001 لكي ينهى فوضى تأليف كل حانة او جميعة خيرية لحزب سياسي و ائتلاف انتخابي ، ثم رعى اكثر من حزب ، و اصبحت هنالك احزاب " صنع فى الكرملين " من اجل منافسة الشيوعيين او تمرير قرارات لا يريد بوتين ان ينفرد حزب الاغلبية بتمريرها امام الرأى العام المحلى او الدولي و مع ذلك خرجت ضده مظاهرات فى يناير 2005 ، على ضوء تحويله الدعم العيني الى دعم نقدي .
جنرالات الكرملين ، ظنوا انهم اختاروا رجل ضعيف لخلافة يلتسن من اجل الحكم عبره، كما فعلت مراكز القوي فى مصر عقب وفاة جمال عبد الناصر ، و كما فعلها السادات بثورة التصحيح فى 15 مايو 1971 ، فعلها بوتين فى بضعة اسابيع ، و ما ان حلت نهاية عامه الرئاسي الاول ، حتى كانت مراكز القوى فى الكرملين و البرلمان و الوزارة و الجيش فى بيوتهم .
و في نوفمبر 2003 قام بوتين بالسماح باعتقال رجل الاعمال الشهير ميخائيل خودوركوفسكي رئيس شركه " يوكوس " العملاقه للبترول و كان الرجل يعد رئيس لوبي الصناعه و الرأسمالية الروسية الوالية للكرملين و التي ساندت الرئيس الروسي السباق بوريس يلتسن في تدعيم اركان حكمه في مقابل امتيازات راسماليه .. وقد كون ثروته عبر مرحله الخصخصة التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي .. و ما هي ايام الا وتتكشف الاحداث ان اعتقاله جاء في خطه بوتين من اجل القضاء علي الفساد داخل الاقتصاد الروسي ليكون منافساً لاقتصاديات اوروبا الموحدة و التي كانت في تلك الاثناء تناقش مسودة دستورها الموحد .
كما أن ميخائيل خودوركوفسكي قد اخطاً حين راح يمول المعارضه مادياً داخل مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) في حين ان بوتين يستعد لانتخابات برلمانية في ديسمبر 2003 يعقبها انتخابات رئاسيه في مارس 2004 .. و علي الفور اعلن ميخائيل خودوركوفسكي عقب القبض عليه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسيه عام 2004 ( القانون الروسي لا يمنع المسجون من الترشيح للانتخابات ) مما جعل صقور الكرملين يؤيدون بوتين في مخططه حيث ان ميخائيل خودوركوفسكي منافس قوي لبوتين بماله الوفير ثم ما لبث ان قام ميخائيل بمحاوله استقطاب الولايات المتحدة الامريكية لمشكلته حين اعلن من داخل سجنه انه علي استعداد لبيع اسهم من شركته لشركه موبيل الامريكية مما اثار خوفا مضاعفا لدي صقور الكرملين.
اما فلاديمير بوتين نفسه فقد بدا في اقصاء رجال يلتسن من الكرملين و تصعيد رجاله علي حسابهم .. و كان واضحا انه في حال فوز بوتين بالرئاسه في مارس 2004 انه سوف يكون قد حقق انتصارا مذهلا علي كل خصومه كما انه سوف يشكل ادارة خاضعة تماما له مما يسمع لبوتين بتنفيذ رؤيته الخاصه في معالجه الامور و هو شي لم يظهر بشكل كاف سواء في الفترة الرئاسيه الاولي او حينما كان رئيسا للوزراء ، و هكذا لاحت بوادر أزمة سياسية هي الأسوأ في روسيا منذ عشر سنوات، بعدما أسفر اعتقال الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي عن انقسام حاد في الأوساط السياسية والاقتصادية اذ تاكد لدي الجميع ان ما يفعله فلاد بوتين كما يسمي في روسيا بأنه فعلا انقلاب في سياسة الكرملين تجاه "الحرس القديم" في روسيا .
ثم خطا بوتين خطوة اضافية في المواجهة القائمة بين صقور الكرملين بقيادته و بين لوبي المال و الاقتصاد و البترول عندما أعلن رفضه الاجتماع مع سياسيين وممثلين عن أوساط الاعمال لبحث تداعيات قضية مجموعة "يوكوس" النفطية ، وشدد على
انه " لن تكون هناك اي مساومة حول عمل أجهزة القضاء " . الى ذلك و سار مخطط بوتين كما يرام و بدا الانقلاب في سياسة الكرملين الحرس القديم و هي مجموعات الضغط التي حافظت على نفوذ سياسي واسع منذ عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن .
اثبت بوتين للمجتمع الروسي انه ليس جورباتشوف او يلتسن الضعيف ، فقد فر احدي عناصر المخابرات الروسية الى لندن و يدعي الكسندر ليتفيننكو عام 2006 ، فقامت المخابرات الروسية بقتله بالسم ، كذلك الامر مع الصحفية المعارضة لسياسة بوتين فى الشيشان آنا بوليتكوفسكايا عام 2007 .
هكذا لم يكتفى بوتين باحياء القومية الروسية و الامبراطورية الروسية و الكنيسة الروسية الارثوذكسية فحسب ، بل و استخدم المطرقة الامنية بقسوة ، و فى نفس الوقت صنع حزب روسيا الموحدة كــ ديكور ديموقراطي ليبرالى لحكم البلاد .
عام 2004 الغى انتخاب حكام الاقاليم و المناطق الروسية و اصبح بالتعيين ، ثم الغى التقييد بفترات رئاسية ، فاصبح حكام المناطق الروسية همهم الاول و الاخير ارضاء رأس الدولة ، لانه قادر على اقالتهم فى اى وقت ، و قادر على تركهم فى مناصبهم العليا مدي الحياة .
الغى بوتين امتيازات رئيس الوزراء الذى كان منافسا ً ليلتسن فى سنواته الاخيرة ، واليوم بالكاد تذكر اى صحيفة اجنبية اسم رئيس الوزراء الروسي بعد ان كان اسمه يذكر اكثر من يلتسن فى سنواته الاخيرة .
قبل ساعات من ظفره بمنصب رئيس الجمهورية التقى رئيس المؤقت فلاديمير بوتين بـ زعماء الفساد النيوليبرالى يوم 28 فبراير 2000 و قال لهم بالنص " لن اتحمل تدخلكم فى الدولة " ، من قبل بتهديد بوتين المبطن نال الخروج الآمن ، و من رفض نكل به بوتين بالاحكام القضائية حتى صفى امبراطوريتهم ، كان اغلبهم يهود ، بوريس بيريزوفسكي هرب الى لندن و فلاديمير جوسينسكي هرب الى اسرائيل حيث يحمل الجنسية الاسرائيلية و كذلك هرب ليونيد نيجزلين الى اسرائيل ، ميخائيل خودوكوفسكي القى القبض عليه فى 25 اكتوبر 2003 و تم تصفية امبراطوريته الاعلامية و النفطية باحكام قضائية ، يمكن القول ان بعض ساسة روسيا و الغرب كان يظن فلاديمير بوتين نيوليبراليا ً الى ان قام بتصفية امبراطورية خودوكوفسكي عام 2003 ، اى ان بوتين استطاع لثلاث سنوات ان يخفى توجه السياسي كـ يمين قومي روسي خلف قناع نيوليبرالى .
تأوه النيوليبراليين و انصار الدولة الديموقراطية من احكام بوتين ضد الفساد ، معللين الامر بان التنكيل برجال الاعمال سوف يؤدى الى هروب الرأسمال الاجنبي ، الا ان الرئيس بوتين رد فى احدي حوارته بالقول ان الجميع يخضع للقانون و لا استثناء .
ثم تم شراء شركة غاز بروم لشركة سيب نفط التى كان يملكها رومان ابراموفيتش و نظرا ً لان الكثير من رجال الاعمال و النيوليبراليين فى روسيا و اوكرانيا و جورجيا كانوا من اليهود ، أدب بوتين يهود روسيا و قلم اظافرهم يوم سجن نائب رئيس المؤتمر اليهودي فى روسيا فلاديمير جوسيتسكي.
اصدر قانون الاحزاب عام 2001 لكي ينهى فوضى تأليف كل حانة او جميعة خيرية لحزب سياسي و ائتلاف انتخابي ، ثم رعى اكثر من حزب ، و اصبحت هنالك احزاب " صنع فى الكرملين " من اجل منافسة الشيوعيين او تمرير قرارات لا يريد بوتين ان ينفرد حزب الاغلبية بتمريرها امام الرأى العام المحلى او الدولي و مع ذلك خرجت ضده مظاهرات فى يناير 2005 ، على ضوء تحويله الدعم العيني الى دعم نقدي .
جنرالات الكرملين ، ظنوا انهم اختاروا رجل ضعيف لخلافة يلتسن من اجل الحكم عبره، كما فعلت مراكز القوي فى مصر عقب وفاة جمال عبد الناصر ، و كما فعلها السادات بثورة التصحيح فى 15 مايو 1971 ، فعلها بوتين فى بضعة اسابيع ، و ما ان حلت نهاية عامه الرئاسي الاول ، حتى كانت مراكز القوى فى الكرملين و البرلمان و الوزارة و الجيش فى بيوتهم .
و في نوفمبر 2003 قام بوتين بالسماح باعتقال رجل الاعمال الشهير ميخائيل خودوركوفسكي رئيس شركه " يوكوس " العملاقه للبترول و كان الرجل يعد رئيس لوبي الصناعه و الرأسمالية الروسية الوالية للكرملين و التي ساندت الرئيس الروسي السباق بوريس يلتسن في تدعيم اركان حكمه في مقابل امتيازات راسماليه .. وقد كون ثروته عبر مرحله الخصخصة التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي .. و ما هي ايام الا وتتكشف الاحداث ان اعتقاله جاء في خطه بوتين من اجل القضاء علي الفساد داخل الاقتصاد الروسي ليكون منافساً لاقتصاديات اوروبا الموحدة و التي كانت في تلك الاثناء تناقش مسودة دستورها الموحد .
كما أن ميخائيل خودوركوفسكي قد اخطاً حين راح يمول المعارضه مادياً داخل مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) في حين ان بوتين يستعد لانتخابات برلمانية في ديسمبر 2003 يعقبها انتخابات رئاسيه في مارس 2004 .. و علي الفور اعلن ميخائيل خودوركوفسكي عقب القبض عليه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسيه عام 2004 ( القانون الروسي لا يمنع المسجون من الترشيح للانتخابات ) مما جعل صقور الكرملين يؤيدون بوتين في مخططه حيث ان ميخائيل خودوركوفسكي منافس قوي لبوتين بماله الوفير ثم ما لبث ان قام ميخائيل بمحاوله استقطاب الولايات المتحدة الامريكية لمشكلته حين اعلن من داخل سجنه انه علي استعداد لبيع اسهم من شركته لشركه موبيل الامريكية مما اثار خوفا مضاعفا لدي صقور الكرملين.
اما فلاديمير بوتين نفسه فقد بدا في اقصاء رجال يلتسن من الكرملين و تصعيد رجاله علي حسابهم .. و كان واضحا انه في حال فوز بوتين بالرئاسه في مارس 2004 انه سوف يكون قد حقق انتصارا مذهلا علي كل خصومه كما انه سوف يشكل ادارة خاضعة تماما له مما يسمع لبوتين بتنفيذ رؤيته الخاصه في معالجه الامور و هو شي لم يظهر بشكل كاف سواء في الفترة الرئاسيه الاولي او حينما كان رئيسا للوزراء ، و هكذا لاحت بوادر أزمة سياسية هي الأسوأ في روسيا منذ عشر سنوات، بعدما أسفر اعتقال الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي عن انقسام حاد في الأوساط السياسية والاقتصادية اذ تاكد لدي الجميع ان ما يفعله فلاد بوتين كما يسمي في روسيا بأنه فعلا انقلاب في سياسة الكرملين تجاه "الحرس القديم" في روسيا .
ثم خطا بوتين خطوة اضافية في المواجهة القائمة بين صقور الكرملين بقيادته و بين لوبي المال و الاقتصاد و البترول عندما أعلن رفضه الاجتماع مع سياسيين وممثلين عن أوساط الاعمال لبحث تداعيات قضية مجموعة "يوكوس" النفطية ، وشدد على
انه " لن تكون هناك اي مساومة حول عمل أجهزة القضاء " . الى ذلك و سار مخطط بوتين كما يرام و بدا الانقلاب في سياسة الكرملين الحرس القديم و هي مجموعات الضغط التي حافظت على نفوذ سياسي واسع منذ عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن .
اثبت بوتين للمجتمع الروسي انه ليس جورباتشوف او يلتسن الضعيف ، فقد فر احدي عناصر المخابرات الروسية الى لندن و يدعي الكسندر ليتفيننكو عام 2006 ، فقامت المخابرات الروسية بقتله بالسم ، كذلك الامر مع الصحفية المعارضة لسياسة بوتين فى الشيشان آنا بوليتكوفسكايا عام 2007 .
هكذا لم يكتفى بوتين باحياء القومية الروسية و الامبراطورية الروسية و الكنيسة الروسية الارثوذكسية فحسب ، بل و استخدم المطرقة الامنية بقسوة ، و فى نفس الوقت صنع حزب روسيا الموحدة كــ ديكور ديموقراطي ليبرالى لحكم البلاد .