و الحاصل ان الروس اهتموا بالخديوى اسماعيل و بغزواته الافريقية ، و ارسلوا الجنرال فادييف لكى يكون مستشارا ً عسكريا ً للخديوي فاصبح بمثابة وزير الجهادية
( الحربية ثم الدفاع لاحقا ً ) الفعلى فى مصر ما بين عامي 1874 و 1876 ، كما ان التقارير الروسية السرية عام 1882 اشارت الى ان الاكاديمية العسكرية فى العباسية
( وفقا ً للتقرير ) متطورة للغاية و ان الجيش المصرى افضل من الجيش التركي تدريبياً و تعليميا ً .
و انتشرت فى مصر قناصل روسية بطول عرض البلاد ترسل تقارير عن حالة الكنيسة الارثوذكسية و قناة السويس و صراع السلطة اضافة الى المعارضة الروسية الموجودة فى مصر اذ كانت الوطن الاول للمعارضة الروسية خاصة اليهود فى المنفى ، و لعبوا دورا ً تاريخيا ً فى دعم و تأسيس اليسار المصرى و الحزب الشيوعي المصري ، كما ان السلطات التركية العثمانية نفت بعض اليهود الروس من فلسطين الى مصر .
و يكفى القول ان مصر و الاسكندرية تحديدا ً كانت المحطة الرئيسية فى رحلة ارسال رسائل فلاديمير لينين السرية من سويسرا الى روسيا .
انقلب الحال لاحقا ً عقب الثورة البلشفية فى اكتوبر 1917 و اصبحت مصر مركز لمنفى القياصرة و الساسة التابعين لهم .
و كما جرى فى فلسطين استغلت روسيا كنيستها الارثوذكسية العتيقة ، عبر توطيد علاقة الكنيسة الروسية بكنيسة سيناء كما يطلقون عليها ، و المقصود هو دير سانت كاترين ، و كانت الحكومة الروسية القيصرية ترسل معونة سنوية لمطران سيناء كما اطلقوا عليه ، و كان الروس يحجون سنويا ً للدير و يسمح لمبعوثين من الدير بزيارة روسيا مرة كل عامين لجمع التبرعات .
و خلال الحرب الروسية – التركية الحادية عشر ( 1877 – 1878 ) اسر الروس 800 جندي مصرى ، و كان الروس يعاملون الاسرى العثمانيين دائما ً معاملة حسنة فى محاولة لكسبهم خاصة حينما لا يكونوا ترك الاصل كما هو الحال مع الاسرى المصريين، فاطلق الروس سراح الاسرى المصريين فى الولايات الروسية مع ضمان عدم مغادرتهم تلك البلاد لحين انتهاء المفاوضات لعودتهم ، و تقوم الحكومة الروسية بتحديد راتب شهرى للاسرى العثمانيين ، و هكذا كانوا يخالطون الشعب الروسي ويتعرفون عليه ، و ادت تلك السياسة الى تفضيل 45 عسكرى مصرى البقاء فى روسيا و بعضهم اعتنق المسيحية ، و العائدون الى مصر حكوا لاهلها عن الكرم الروسي ما جعل حب روسيا يتسلل الى قلوب المصريين .
و فى نفس الحرب اسر الاتراك بعض الجنود الروس و تمكنت بريطانيا لاحقا ً من تحريرهم و ارسالهم الى مصر للعلاج و بعض جنود جيش روسيا القيصرى مات و دفن فى مصر و الباقيين غادروها الى بلادهم .
كما ان الكلمات الروسية تسللت الى السنة عامة الشعب المصرى على ضوء اختلاط الاسرى المصريين بالشعب الروسي لمدة عامين ، و حينما بدأت بريطانيا فى قصف الاسكندرية عام 1882 انتشر فى الاسكندرية البطش بالاجانب على ضوء الدمار الذى راح يضرب المدينة الساحلية ، فكانت كلمة " انا مسكوفى " كافية تماما ً للروسى حتى يتجنب بطش الوطنيين .
فى بدايات القرن العشرين اصبحت الاسكندرية من اهم معاقل المعارضة الروسية ، اذ كانت بريطانيا توفر مأوى للمعارضة الروسية فى مستعمراتها و كانت الاسكندرية نقطة هامة ما بين سواحل روسيا الجنوبية و البحر المتوسط فى حسابات تلك الشبكة المعارضة المعقدة ، حيث كان يتم التهريب عبرها كافة الكتب و منشورات و رسائل المعارضة خاصة التى كانت تحمل توقيع فلاديمير لينين .
و قد وقف الروس الشيوعيين خلف انتفاضتين شهدتهم مصر فى هذا الزمن ، الاول اضراب 1894 الذى بدأ فى بورسعيد ، و كان للروس يد فى ازكاء روح الاضراب فى نفوس العمال حيث امتدت الاضطرابات الثورية الى عموم مصر من نهاية مايو الى منتصف يونيو 1894 ، و الانتفاضة الثانية كانت فى يناير 1907 فى الاسكندرية وكانت روسية خالصة قامت بها الجالية الروسية على ضوء القبض على بعض النشطاء الروس فى مصر .
و بدأت البوليس المصرى التحرك بارسال بعثة للتدريب فى اوروبا على تتبع و تفكيك الخلايا الثورية السرية و كان الغرض الرئيسى هو استفحال الجمعيات الروسية الثورية و الخيرية فى مصر خاصة الاسكندرية
( الحربية ثم الدفاع لاحقا ً ) الفعلى فى مصر ما بين عامي 1874 و 1876 ، كما ان التقارير الروسية السرية عام 1882 اشارت الى ان الاكاديمية العسكرية فى العباسية
( وفقا ً للتقرير ) متطورة للغاية و ان الجيش المصرى افضل من الجيش التركي تدريبياً و تعليميا ً .
و انتشرت فى مصر قناصل روسية بطول عرض البلاد ترسل تقارير عن حالة الكنيسة الارثوذكسية و قناة السويس و صراع السلطة اضافة الى المعارضة الروسية الموجودة فى مصر اذ كانت الوطن الاول للمعارضة الروسية خاصة اليهود فى المنفى ، و لعبوا دورا ً تاريخيا ً فى دعم و تأسيس اليسار المصرى و الحزب الشيوعي المصري ، كما ان السلطات التركية العثمانية نفت بعض اليهود الروس من فلسطين الى مصر .
و يكفى القول ان مصر و الاسكندرية تحديدا ً كانت المحطة الرئيسية فى رحلة ارسال رسائل فلاديمير لينين السرية من سويسرا الى روسيا .
انقلب الحال لاحقا ً عقب الثورة البلشفية فى اكتوبر 1917 و اصبحت مصر مركز لمنفى القياصرة و الساسة التابعين لهم .
و كما جرى فى فلسطين استغلت روسيا كنيستها الارثوذكسية العتيقة ، عبر توطيد علاقة الكنيسة الروسية بكنيسة سيناء كما يطلقون عليها ، و المقصود هو دير سانت كاترين ، و كانت الحكومة الروسية القيصرية ترسل معونة سنوية لمطران سيناء كما اطلقوا عليه ، و كان الروس يحجون سنويا ً للدير و يسمح لمبعوثين من الدير بزيارة روسيا مرة كل عامين لجمع التبرعات .
و خلال الحرب الروسية – التركية الحادية عشر ( 1877 – 1878 ) اسر الروس 800 جندي مصرى ، و كان الروس يعاملون الاسرى العثمانيين دائما ً معاملة حسنة فى محاولة لكسبهم خاصة حينما لا يكونوا ترك الاصل كما هو الحال مع الاسرى المصريين، فاطلق الروس سراح الاسرى المصريين فى الولايات الروسية مع ضمان عدم مغادرتهم تلك البلاد لحين انتهاء المفاوضات لعودتهم ، و تقوم الحكومة الروسية بتحديد راتب شهرى للاسرى العثمانيين ، و هكذا كانوا يخالطون الشعب الروسي ويتعرفون عليه ، و ادت تلك السياسة الى تفضيل 45 عسكرى مصرى البقاء فى روسيا و بعضهم اعتنق المسيحية ، و العائدون الى مصر حكوا لاهلها عن الكرم الروسي ما جعل حب روسيا يتسلل الى قلوب المصريين .
و فى نفس الحرب اسر الاتراك بعض الجنود الروس و تمكنت بريطانيا لاحقا ً من تحريرهم و ارسالهم الى مصر للعلاج و بعض جنود جيش روسيا القيصرى مات و دفن فى مصر و الباقيين غادروها الى بلادهم .
كما ان الكلمات الروسية تسللت الى السنة عامة الشعب المصرى على ضوء اختلاط الاسرى المصريين بالشعب الروسي لمدة عامين ، و حينما بدأت بريطانيا فى قصف الاسكندرية عام 1882 انتشر فى الاسكندرية البطش بالاجانب على ضوء الدمار الذى راح يضرب المدينة الساحلية ، فكانت كلمة " انا مسكوفى " كافية تماما ً للروسى حتى يتجنب بطش الوطنيين .
فى بدايات القرن العشرين اصبحت الاسكندرية من اهم معاقل المعارضة الروسية ، اذ كانت بريطانيا توفر مأوى للمعارضة الروسية فى مستعمراتها و كانت الاسكندرية نقطة هامة ما بين سواحل روسيا الجنوبية و البحر المتوسط فى حسابات تلك الشبكة المعارضة المعقدة ، حيث كان يتم التهريب عبرها كافة الكتب و منشورات و رسائل المعارضة خاصة التى كانت تحمل توقيع فلاديمير لينين .
و قد وقف الروس الشيوعيين خلف انتفاضتين شهدتهم مصر فى هذا الزمن ، الاول اضراب 1894 الذى بدأ فى بورسعيد ، و كان للروس يد فى ازكاء روح الاضراب فى نفوس العمال حيث امتدت الاضطرابات الثورية الى عموم مصر من نهاية مايو الى منتصف يونيو 1894 ، و الانتفاضة الثانية كانت فى يناير 1907 فى الاسكندرية وكانت روسية خالصة قامت بها الجالية الروسية على ضوء القبض على بعض النشطاء الروس فى مصر .
و بدأت البوليس المصرى التحرك بارسال بعثة للتدريب فى اوروبا على تتبع و تفكيك الخلايا الثورية السرية و كان الغرض الرئيسى هو استفحال الجمعيات الروسية الثورية و الخيرية فى مصر خاصة الاسكندرية