تصاعد الشيوعية و رد فعل الغرب من اجل لجم الشيوعية

بقلم ايهاب عمر .. يمكن القول ان الغرب كما استخدم روسيا القيصرية يوما ً من اجل لجم تركيا العثمانية ، و لما اصبحت روسيا قطبا ً دوليا ً استخدموا تركيا العثمانية للجم روسيا القياصرة ، فأن الغرب ساند كافة دول المحور – التى حاربها لاحقا ً فى الحرب العالمية الثانية – خوفا ً من الاتحاد السوفيتي و فكره الشيوعي الذى انتشر كالافيون بين الشعوب ، خاصة ان الثلاثينات شهدت الازمة الاقتصادية العالمية ، و بدت الافكار الشيوعية وقتذاك مبهرة للبعض .
اى ان الغرب خوفا ً من انتشار الشيوعية السوفيتية ، قبل بصعود اليمين القومي الإسباني على يد الجنرال فرانكو ، ثم قبل بالفاشية الايطالية على يد موسوليني ،والنازية على يد ادولف هتلر ، بل ان الغرب عقد آمالا ً كبرى على النازية الالمانية تحديدا ً فى سياق ان يقوم هتلر بالهجوم عسكريا ً على الاتحاد السوفيتي ، و ذهب الغرب الى ابعد من ذلك حينما قبل بان يقوم هتلر بالتهام النمسا و اقليم السوديت من تشيكوسلوفاكيا بل ان بعض الاطراف فى اوروبا رأت ان ضم فرنسا الى المانيا افضل من سقوطها فى قبضة الشيوعيين ، ولكن هتلر اشعل الحرب العالمية الثانية بتهوره من جهة ، و الدول الغربية خاصة رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين فشلوا فى لجم النازية لصالح ضرب السوفيت .

رغم ان رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين كان ضعيفا ً امام الرئيس و المستشار الالماني ادولف هتلر و رعى فكرة القبول بتمدد المانيا مقابل احتوائها ، الا ان القبول بتمدد المانيا و غزوها كان مقبولا ً فى اوروبا الغربية و امريكا لانها خطوات استفزازية حيال موسكو ، لقد اراد الغرب ان تكون الحرب العالمية الثانية بين المانيا و الاتحاد السوفيتي .

جوزيف ستالين كان بارعا ً ، فسارع بعقد معاهدة عدم اعتداء مع المانيا و حلفائها (1) فيما عرف بــ ميثاق مولوتوف – ريبنتروف (2) ، وبجرة قلم اصبحت اوروبا الغربية وامريكا امام جبهة سياسية تضم و المانيا و ايطاليا واليابان و النمسا وسط حياد سوفيتي، بل ان فايتسلاف مولوتوف رئيس الوزراء السوفيتي هنأ ادولف هتلر بغزو فرنسا فى مايو 1940 برسالة اتى فيها :
إن القيادة السوفيتية تبعث بأحر التهاني إلى ألمانيا وذلك لنجاحها في حملاتها، إن الدبابات الألمانية التي غزت شمال فرنسا كانت معبأة بالبنزين السوفياتي، وإن القاذفات الألمانية التي سحقت روتردام كانت مليئة بيروكسلين السوفياتي، إن الرصاص الذي قتل الجنود البريطانيين، كان بارودا سوفياتيا.

هكذا بعد ان شجع الغرب المانيا و ايطاليا و اليابان من اجل لجم الشيوعية ، وجدت اوروبا الغربية و الولايات المتحدة الامريكية انفسهم مجبرين على هدم الخطر الفاشى/النازي/الياباني ، لانه اصبح يهدد اوروبا الغربية و الولايات المتحدة الامريكية اكثر مما يهدد الاتحاد السوفيتي و الصين .