التخسيس عن طريق الصيام المتقطع

بقلم : محمد حجاج ,,, لسبب ما في منطقتنا العربية ننظر لزيادة الوزن و الإكثار من الطعام على أنه رمز "للعز والصحة"، مع أن الأمر هو على النقيض تماما. وضع الجسم في حالة جوع "منظم" له فوائد مباشرة على الجسم، أهمها أنه يطيل العمر !
لاحظ العلماء منذ ثلاثينيات القرن الماضي أن فئران التجارب التي تخضع لنظام غذائي أقسى من المعتاد تعيش لمدة أطول قد تصل لضعف العمر مقارنة بأقرانها، وبدأت العديد من الأبحاث في البحث عن تفسير وامكانية تطبيق مثل هذا الأمر على البشر.
أحد أشهر هؤلاء هو مايكل موسلي، طبيب بريطاني. هناك الكثير من التفاصيل في المقال في الأعلى لكن اختصاراً هناك هرمون معين يسمى IGF-1 وهو أحد العوامل الحافزة على انقسام الخلايا وبالتالي تقدمك بيولوجياً في السن. هناك دلائل تشير الى أن الإقلال من نسبة الكالوريات التي تدخل الجسم (عن طريق تناول طعام أقل) تقلل من افراز هذا الهرمون، وبالتالي تقلل من معدل عملية التقدم في العمر، إن لم تعكسها، حيث أن الأمر يبدو كما لو أن الجسم يتحول من "وضع الإنقسام و النمو" الى "وضع ترميم واصلاح الخلايا" عندما لا يجد ما يكفي من الطعام. ربما يفسر هذا أيضاً لما أن الإقلال في الطعام يؤدي على المدى البعيد إلى تقليل فرص الاصابة بالسكر أو بالسرطان.
هناك العديد من الأبحاث التي تحاول وضع نظام غذائي مبني على هذه الظاهرة. أحد هذه الأنظمة هو "نظام الصيام المتقطع"، والذي يسمح لك بتناول كلما تريده في يوم، ثم تصوم اليوم التالي بحيث لا يدخل جسمك أكثر من 500-600 كالوري (تقريباً ربع النسبة الموصى بها للانسان). هناك نظام آخر يسمى نظام الـ 5:2 ، وكما هو واضح من الإسم، أنت تأكل ما تريد لمدة خمسة أيام في الأسبوع ثم تصوم يومين، بحيث لا يدخل جسدك فيهما أكثر من 500-600 كالوري. وُجد أن كلاهما بصفة عامة له تأثير مباشر ايجابي على القراءات الحيوية للجسم، وإن كان نظام 5:2 هو الأسهل في التطبيق (كما قال كاتب المقال، يمكنك مراجعته للتفاصيل).
==================
في الحقيقة بعد أن انتهيت من هذا المقال لم أستطع منع نفسي من المقارنة المباشرة بين ما هو مكتوب فيه وبين سنة الرسول عليه الصلاة والسلام التي لا نفعلها!
يعني أنا تذكرت ذلك الرجل الذي قال له أنه ينوي الصيام طول عمره كل يوم كنوع من التعبد، عندها رد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام (فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود عليه السلام وهو أعدل الصيام)، وهذا هو نظام "الصيام المتقطع" الذي تحدث عنه المقال. ثم السنة المعروفة من صيام يومي الاثنين والخميس كل أسبوع والتي كان يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام، هي نفسها نظام 5:2 التي يتحدث عنها المقال. ثم موضوع المقال كاملاً يختزل في حديث "صوموا تصحوا"، فقط كلمتين.