حديث مهم الى بعض طبقتى الأغنياء ماديا والأغنياء ثقافيا

بقلم : هاني ساب ,, أستلفت أنتباهى تساؤل أحد أساتذة الطب المفكرين عن دور الصراع الطبقى فيما تشهده مصر منذ الثورة حتى الأن وأخذت أفكر مليا فيما ذكرة عن احتماليات الصراع الطبقى واسترجعت شريط ذكريات الثورة منذ 28 يناير حتى الأن فوجدته بالفعل ملىء بالصراع الطبقى حتى ولو لم نرى ذلك بدقه الطبقات دى بالذات تخوض حربا بالوكالة ضد الدولة المصرية أو تستغل سواء بقصد او بدون قصد ضد الدولة المصرية والناس دى أول ناس هيصيبها الضرر وهتكون عاملة زى الدبة اللى قتلت صاحبها.

بعض أفراد الطبقات دى عايشين فى دور الحقوقيين الأشتراكيين اللى بيدوروا على العدل والحرية والأخاء والمساواه و تحرير العبيد والكلام الكبير اللى بيشوفوه فى الدول اللى اتعلموا فيها فى الغرب ولكنهم بينسوا ان فيه قواعد منظمة للحقوق ..ومش معنى انى فقير ان يكون ليا الحق أنى أجيب عربية كبدة أو كشرى أقعد بيها فى أى ميدان فى مصر..أنا مش عارف البرادعى مثلا هيتصرف ازاى لو واحد جاب عربية كبدة وقعد بيها امام فيلته.

بعض أعضاء الطبقات دى حاسيين أنهم فى حرب ضد وزارة الداخلية والجيش (القوى الغاشمة المستبدة فى رأيهم ) ومش واخدين بالهم أن القوى دى هى اللى بتحميهم وان لولا القوى دى حزام العشوائيات المحيط بالقاهرة ممكن ينتهك كل حاجة فيهوم ولازلت أتذكر ايام الثورة الأولى حيث كانت "التكاتك..حمع توكتوك " تسير فى اتجاه واحد من شارع جامعة الدول العربية حيث المناطق الأكثر ثروة الى مناطق محيطة أقل ثورة محملة ببضائع منهوبة من محلات جامعة الدول.

الشرطة وأجهزة الدولة هى اللى حامية طبقات الأغنياء ماديا مش علشان الأغنياء ماديا "كوسة وواسطة " ولكن علشان الناس دول هم اللى عندهم الحاجات اللى تتحمى..هم اللى عندهم الممتلكات اللى هى مطمع للى معندوش الممتلكات..والطبقات دى وجودها ضرورى لأنها بتشغل الطبقات العاملة وبتفتح بيوت ناس..يعنى لما تهدم الطبقة دى مفروض تعيش فى حالة من الأشتراكية الفقيرة اللى فشلت فى العالم كله وعلى فكرة أى حد معاه فلوس دول العالم بترحب بيه علشان بيخلق فرص عمل.

الشرطة وأجهزة الدولة هى اللى حامية المثقفين (سواء أغنياء ماديا وثقافيا أو ثقافيا فقط ) من الرعاع..واحد مثقف بتاع كتب وثقافة مالهوش فى السنج والمطاوى والخناقات..لو مفيش شرطة سيتم انتهاكه وانتهاك كل ما يخصه من قبل من يمتلك القوة البدنية أو السلاح..فاكرين لما عمرو حمزاوى وبسمة تم ترويعهم وسرقتهم فى 6 أكتوبر بعد الثورة مباشرة ؟؟
وطبعا الشرطة هى اللى حامية بقية المواطنين وحزب الكنية اللى هو ممكن يكون كتلة جامدة لا تهتم بالسياسة ومبارك كان يعتبرهم مؤيدين له تلقائيا ومن بعد مبارك كان يعتبرهم كذلك.. البرادعى أعتبرهم مؤيدين له وحازم أبو اسماعيل مؤيدين له..والحقيقة ان هؤلاء الناس مش مؤيدين لأى حد غير لقمة العيش والشعور بالأمان.

لاحظ أن الطبقات المثقفة والغنية أصبحت تستخدم ألفاظ جديدة عليهم..يعنى مثلا تفاجىء أن كلام بعضم أصبح لا يخلو من شتيمة قذرة وكأن الشتيمة توكيد للثورية..لاحظ ان فى الماضى كان أغلب أعضاء تلك الطبقات يطلقون على الشرطة أسماء شرطة أو بوليس أو أمن...أما الأن فبعضهم أصبح يطلق عليها كلمات مثل "الداخلية" أو "الحكومة " وهى كلمات مش عيب ولكنها كلمات تتفق مع ما اصطلح ان يستخمه الحرامية والباعة الجائلين المطاردين من الشرطة عليها.
أى ان مصطلحات المطاردين من الشرطة أنتقلت الى طبقات غير مطاردة من الشرطة
وهم يخوضون حرب بالوكالة ضد الشرطة..هم فى الصدارة ولكن خلفهم يأتى المطاردون والرعاع وذوى المصلحة المادية ناهيك عن ذوى المصلحة السياسية ومهاجمى الدولة المصرية لصالح حلم دولة الخلافة تماما مثلما حدث فى يوم 28 يناير كان المثقفون فى صدارة المشهد ولكن خلفهم اتى الرعاع فحرقوا ونهبوا وسرقوا المحال والمولات الكبيرة وروعوا الأمنين وخلفهم ولكن بعد شهور أتى انصار الأسلام السياسى ففعلوا نفس الأنتهاك ولكن بشكل أخر..ومن كان فى المقدمة من البداية أنهم أنتم ايها الحمقى الذين تظنون انكم فى عداء مع الدولة وتفتحون الطريق لأنتهاكها وانتهاككم.

لاحظ أن الصراع الطبقى أمتد الى كل شىء فى القاهرة..,واصبح بعض أعضاء الطبقات المهمشة من غير المثقفين يتم استغلاله بفجاجة ضد الدولة والحقوقيين مش شايفين انهم بيهدموا كيان الدولة..يعنى لما كل واحد ميدفعش كهربا ولا نور ولا ايجار محلات ولا ضرايب وكل واحد يتظاهر بحجة الفقر..طيب نلغى بقى الدولة ونبطل تحصيل موارد للدولة ونقعد كلنا نسرق من بعضنا ونخلى جنود أجهزة الشرطة والجيش تروح قراها..مفيش دولة..وكل جماعة تفرض سيطرتها على مكان..يعنى مثلا المنيا هتجد قوى الأسلام السياسى هتفرض سيطرتها..القاهرة سيتم تقسيمها بين الثوار المتطرفين وبين البلطجية والرعاع والأسكندرية كذلك..الناس اللى معاها فوق المليون يورو ممكن 10 دول على الأقل ترحب بيهوم..ونقعد كام سنة كده..دولة ممزقة..مفيش فيها سلطة مركزية..هو أفغانستان والصومال فين دلوقتى؟؟بعد تمزق الدولة المركزية بقالهم سنين بيحاولوا يجمعوا شتات دولة ولكن دون جدوى

وكلامى طبعا مش معناه ان المطالبة بمزيد من الحريات حاجة وحشة ولكن معناه ان فيه حاجة أسمها فقة الأولويات لو كنت بتتكلم بلغة الدين ولو كنت بتتكلم بلغة المنطق والعلم فى حاجة أسمها هرم ماسلو اللى هو بيقول أهم حاجة انك تحافظ على الأحتياجات الفسيولوجية والأمان وبعدها فى الأهمية يأتى متأخرا بقية الأشياء.