بوتفليقة .. ذلك الإصرار المدهش على السقوط

بقلم إيهاب عمر .. كأن الجزائر بطبقتها الحاكمة عقمت على تقديم بديل للرئيس المسن ، الكهل الذى قضى ولايته الثالثة فى مستشفيات فرنسا ، الذى اصبح خبر مشاركته شخصيا ً بالتصويت داخل الجزائر خبر عاجل تبثه الوكالة الصحفية الرسمية للدولة بإعتباره خبر الساعة كأن ما جرى فى دول الربيع العربي كان قلاقل صغيرة لا علاقة لها بما جرى فى الجزائر يوما ً ، او بعيدة جغرافيا ً عن تلك الدولة النفطية .

الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة يترشح للرئاسة طلبا ً للولاية الرابعة ، و يعد شعبه باصلاحات و ديموقراطيات ، لم يقدم عليها فى سنوات حكمه التى بدأت منذ عام 1999 و عدل دستور البلاد حتى يترشح مرة ثالثة و رابعة بعد ان كان دستور الجزائر يحدد عدد الولايات للرئيس بولايتين فحسب .

صنع الاستقرار فاصبح له الحق ان يصبح رئيس للابد ، مثله مثل كافة اقرانه الذي اختتم العالم العربي القرن العشرين بهم قادة و زعماء ، مثلما جرى فى ما سبقهم من جيل الرؤساء ، حينما كان صناعة الاستقلال او الجلاء تعني عدد لا محدود من الولايات ، رئاسة حتى الوفاة .. او الخلع . كأنهم يصنعون الاستقلال و الجلاء و الاستقرار من دون مساعدة و تضحيات الشعوب ، كأنها هبة من عندهم ، و كأن ما جرى فى مصر و ليبيا و تونس سوف يظل بعيد عنهم .

تدخل الجزائر يوم الخميس 17 ابريل 2014 نفس المرحلة التى بدأتها مصر عقب انتخابات الرئاسة 2005 ، حينما اصر الرئيس محمد حسني مبارك ان يخوض الانتخابات بكل غموضه الواضح للعيان ، وضوح الرفض لتعيين نائب لرئيس الجمهورية رغم جهوزية اللواء عمر سليمان ، غموض اى اصلاحات اقتصادية يشعر بها رجل الشارع العادي بعيدا ً عن المشاركين فى مقامرات البورصة ، و اليوم بوتفليقة يستلهم هذا الغموض العنيد بشكل واضح للغاية ، لا ملمح للمستقبل الا شخصه ..  و شخصه فحسب.

رهانه ان الشعب استوعب الدرس بعد سنوات الارهاب ، و نسي ان الجزائر لا ليبيا كانت المرشح الرابع للانفجار بعد تونس و اليمن و مصر ، و نسي ان الجزائر بالفعل شهدت اضطرابات و تظاهرات طيلة شهرى يناير و فبراير 2011 الى ان هدأت الامور بعد ان ضجر المتظاهرين من عنف الامن نسى ان قطر تأوي زعامات ارهاب التسعينات ، و تم تجنيس بعضهم و اصبحوا اليوم ضمن اجندة اقليمية طويلة الامد ، من اجل خدمة اغراض نفطية و اقتصادية لنظام دولى غربى يترنح و يلفظ انفاسه الاخيرة ، فأصبح مثل الأسد الجريح ، يضرب الصديق قبل العدو بغشم و شراسة من يعيش النزع الاخير .

ثم من قال انه يجب ان يكون الشارع للاسلاميين و التحرك و التخطيط و التنفيذ اسلاميا ً ؟ .. الم يكن حراك 2011 الجزائرى بعيدا ً عن يد الاسلاميين ؟؟

لذا يبقا السؤال .. من هو خليفة و بديل بوتفليقة ، و لما لا يتولى البديل الرئاسة الجزائرية الان بدلا ً من فتح ابواب المجهول فى زمن يبطش فيه الصديق الدولى باشرس ما لديه ؟