بقلم : إيهاب عمر : بعد ما الكتلة الشعبية انصرفت عن الميادين يوم 11 فبراير 2011 .. عشان كل واحد يشوف شغله ، عدد من الشباب لا يتجاوز 500/2000 نفر اعتبروا نفسهم الجناح الثقافى للميدان و انه نضالهم الرهيب الفظيع هو السبب فيها اساسا ، على اعتبار انه منهم الناشط و منهم اللى نشر له كتاب تأوهات فاتحسب علينا كاتب و اللى قرا له روايتين فافتكر انه كدا بقا مثقف ، المهم العيال دي لمت نفسها ف الغرز و القهاوي عشان تحط باثر رجعي بورنامج سياسي لثورة 25 يناير.
طبعا الموضوع كان صعب .. عشان اساسا العيال دى عندها احتقار للشعب .. هما شايفين انهم كانوا بيتسحلوا عشان الحرية وقت ما كان الشعب بيلعب بلاى ستيشن ، و انهم ارقى منه لانه فى الوقت اللى كان الشعب همه ماتش الاهلى و الزمالك هما كانوا فى الندوات الثقافية بيناقشوا الكبت الجنسي عند الشعب اللى مش متقبل رواياتهم و عريهم و علاقاتهم الشاذة .. و بكدا يبقا الشعب هو اللى عنده كبت زى ما هو واضح .
انا مش هتكلم عن خصائص العيال دي و لا حتى اساميهم ، عشان انا يوم ما هتكلم مش هتكلم بتسجيلات و لا وقائع و لا اى حاجة انا هخش فى سيرة اعراض عدل .. ما المبتدأ بتاعي فى الحوار دا عشان كدا و انا بجد بتكلم جد مش تهريج انا مأجل كلامى عن العيال دي بالاسم عشر سنين ع الاقل قدام لانى فعليا هخسر الجميع .. بس فى المجمل عيال دماغها فارغة و القراية كانت بالنسبة لها غلط ، الشوباب فيهم حتى لو فوق الاربعين لسا معتبر ان السيجارة هى معيار الرجولة و ان الشتايم كخاتمة كل جملة هى معييار التجربة الانسانية ، يعني الزمن متوقف عندهم عند المرحلة الاعدادية.
البنات الموضوع ملعبك شوية عشان لما الهرمونات تضرب مع ادعاء العلمانية و الانفتاح مع وجود خلفية وهابية لا يلاحظها الا اللى تعاملوا مع الاشكال دي ع المستويات العائلية و يفهموها بس انا مش هكمل التوصيف فى الحوار دا عشان احنا مأجلين سيرة الاعراض كما سبق.
المهم يا سيدي العيال اتلمت فى جلسات مشبوهة ، و كان دايما فى جلسات دي حاضر واحد مشبوه كلامه هو اللى بيمشى ، الواحد دا تارة يكون شغال فى قناة الجزيرة و اخواتها ، او تارة اخري لسا راجع من قطر ، او من فرنسا او من امريكا او الاردن او حتى تونس ، و دايما شايف ان حكم الاسلامين ارحم من حكم العسكر و انه لا صوت يعلو على صوت الديموقراطية و الحكم دايما للصندوق.
بس يا سيدي .. و بعد الجلسات دي طلعوا لنا بالبورنامج العبقري .. آل يا خويا الشعب نزل فى يناير 2011 عشان الديموقراطية و ضد حكم العسكر .. و طبعا زي ما هو صدفة انه مفيش جلسة مشبوهة من دول كان حاضرها حد مشبوه .. انه النص دا تحديدا يبقا متفق مع كل اهواء مشروع الشرق الاوسط الكبير و الاسلامي .. و اهو كله اكل عيش.
للاسف ناس طيبة كتيرة مشيت ورا الكلام دا على اعتبار انه اى ثورة لازم تبقا ديموقراطية .. على اعتبار انه الحرية = ديموقراطية و دا مش صحيح .. و انه طالما مبارك عسكري سابق يبقا الثورة كانت ضد الحكم العسكري و كل دا مش صحيح.
اللى نزل الميادين بجد و اختلط بالناس ، بعيدا عن فكر المؤامرة و التربص بالموجودين و بناء افكار مسبقة قبل النزول هيكتشف ان الثورة دي كانت ضد الفساد .. الضجر المطلق الصافى النقى من الفساد .. مفيش حد نزل الا و كان اتلسع من فساد الشرطة او القضاء او النيابة او الجهاز الحكومي او دولة رجال الاعمال المتدثرة بالحكومة او فساد قوانين كل حاجة فى البلد تقريبا
لو كانت ثورة ضد حكم عسكري ما نهض الشعب يوم تولى "المجلس الاعلى للقوات المسلحة" ادارة شئون البلاد .. بل ان الشعب وافق و نهض يومذاك لسبب واحد بس .. واحد بس .. هو انه الجيش فى نظر الشعب هو المؤسسة الوحيدة اللى لم يطلها بعد الفساد اللى نزلوا ضده.
اما الديموقراطية .. فهي بعيدة كل البعد عن آمال و رغبات الشعب المصري القريب من الشعب الروسي فى هذا الشان ، بعد ظهور بوتين على الساحة الروسية و توقير الشعب له بدا المفكرين الروس يدرسوا هو ليه الشعب الروسي بيحب الحاكم القوي على حساب الديموقراطية ، محدش قال وقتها انتوا كدا بتهينوا الشعب و لا لاحسى بيادة و لا كل كلام الجاهلية دا .. بعد استعراض لتاريخ الشعب الروسي وجد المفكرين فى تلك الحلقة البحثية ان الشعب الروسي يميل الى ان تكون السلطة فى يد حكومة قوية مركزية على نهر الفولجا دائما بل ان الشعب الروسي حينما يجد الحاكم ضعيفا فانه يثور طلبا للحاكم القوي.
الديموقراطية مش هيا المسار الوحيد لما بعد الثورات بل هو اغبي مسار بعد الثورات ، مفيش صندوق اتعمل بعد اى ثورة الا و كان البوابة لعودة النظام السابق بعد دورة انتخابية واحدة فاشلة للثوار ، و شعبنا فى موضوع الديموقراطية دا زي الشعب الروسي ، احنا شعبنا مش شعب ايدولوجي عشان ينزل يعمل ثورة فكرية ، و شعبنا معملش ثورات الا على الحكام الضعفاء ، امتا الناس اتحركت ضد مبارك ؟؟ لما خلاص بقا فيه حالة عامة انه بيودع و هيسلمها فى صيف 2011 لابنه ، من اول الثورة على الملك بيبي ذو التسعين عاما لحد مرسي الهزق المسخرة كانت الثورة ضد الحاكم الضعيف الاضحوكة الهرم.
فلما تشوف الشعب و لا ثوار من يناير 2011 مع رجل قوي من المؤسسة العسكرية .. يا ريت تفتكر كلامي دا .. لانه فيه ناس مغرضة و هيتعرى اعراضها يوما ما ، لعبت دور قذر و سافل فى بيع ثورة الشعب ، و حاولت تفهمك يا اللى نزلت و لا يا اللى منزلتش و معجبكش اللى حصل ان الموضوع ضد مؤسسة عسكرية و لا طلبا ً لدستور امريكي .. مفيش اى حاجة من الكلام دا .. الناس نزلت ضد الفساد و هتفضل تنزل ضد الفساد .. و الناس ممكن تغفر اى حاجة للحاكم لو كان قوى و مسيطر ع البلد صح ... دا شعبك من عصر ما قبل الاسرات الى اليوم.