شيكابالا هو الشيطان الذي رفض أن يكون كالملائكة

بقلم : أحمد شوقي ,, المنظومة تدعم أصحاب القيم لأنهم الأكثر إفادة.. فهم الأكثر قدرة على جمع الأموال والحفاظ على الهدوء والمثالية وكبح جماح الجماهير، ولأنهم استجابوا بالفعل لنداء التدجين فصاروا طواعية تروسا في آلة تهذيب أشواك الكرة لخدمة مصالح السادة. وهم حلقات إتزان يتم توظيفها بذكاء بحيث تنال الحد الأدنى من تقدير جميع الجهات ليتم استخدام هذه الثقة في الوقت المناسب لشحن الرأي العام تجاه أمر ما، فستجد ملايين الأهلوية يقدرون حازم إمام وملايين الزمالكوية يحترمون أبو تريكة، ولكنك لم ولن تجد مشجعا أحمر الأهواء يكن أي قدر من الحب للاعب كشيكابالا.

الأمر يستحق الدراسة بالفعل.. بحكم التاريخ والنتائج لا يجب أن يضع جمهور الأهلي شيكابالا في اعتباره بأي صورة، فهو بالفعل لم يقدم خلال سنوات قيادته لدفة الموهوبين في نادي الأبيض ما يمكن أن يثير حنق الطرف المنتصر دائما. والنزعة الشيفونية الحمراء التي تدعي إن "الأهلي فوق الجميع" ليس من المنطقي أن تنبطح لتضع رأسها برأس لاعب محدود الثقافة والإنجازات كالنجم الأسمر. ولكن القضية أعقد بكثير من لاعب يهزمني فأكرهه أو آخر أهزمه فلا أضعه في اعتباري.. الحكاية هي حكاية نجم يرفض الاعتراف بما يتم صبه في آذان الجميع ليلا ونهارا.. الحكاية حكاية شاب لا يتحدث أحد طوال الخمسة أعوام الماضية عنه دون أن ينصحه بأن ينتبه لأخلاقياته فيجمع كل هذه النصائح ليتبول عليها في غرفة الملابس قبل أن ينزل الملعب ليخلب عقول الآلاف بموهبته.

شيكابالا وأمثاله يمثلون لهم الرفض الذي لا يقدرون عليه.. شيكابالا هو الشيطان الذي رفض أن يكون كالملائكة ويقول نعم واختار أن يكون "روحاً أبدية الألم" تتلقي قدح كل الأطراف.. شيكابالا هو دون كيشوت الذي حمل سلاح موهبته ووقف به ليقاتل الجميع.. ما يؤلمهم حقا هو إنه ينتصر عليهم معنويا كل لحظة.. يزيدون من جرعة النصائح فيضاعف جرعة التجاهل.. يعاقبونه لهتافه مع الجماهير شاتما إياهم فيتلاعب بهم ويرقص مع الجماهير دون ترديد كلمات تضعه تحت طائلة عقابهم.. يحاولون إقصاءه وإخصاءه فيظل متواجدا رغم أنوفهم ضاربا بكل ما يؤمنون به عرض الحائط معتمدا على موهبة نادرة وحب جماهيري جارف يصعب تجاهله.. شيكابالا يصيب كرامتهم في مقتل كل مرة ينزل فيها الملعب فيهتف الجمهور الذي فهم اللعبة بشكل تلقائي مخبرا إياهم أن "الشيكابالا يقولكم.. يلعن أبوكم كلكم".

من أقرب ما كتبت لقلبي.. مائة سنة زمالك.. مائة سنة شيكابالا