يقلم : دسوقي أحمد ,, الدعوات المنتشرة هذه الأيام من باحثين وأكاديميين إسلاميين للتوقف عن التظاهرات والاعتصامات والالتفات للبحث في أسباب الإخفاق وسبل تجديد الوعي وبناء الأمة من جديد هي دعوات طيبة ومخلصة بل إني أدعي أنها ضرورية لبدء مرحلة جديدة للحركة الإسلامية.
لكن الآفة الأخطر التي تكتنف هذه الدعوة هي الإغراق في تنظير بعيد كل البعد عن التطبيق العملي والتغافل عن تناسب رد الفعل المرحلي المطلوب من الأمة
هذا التغافل سببه في الأساس هو اعتقاد البعض ببدعية مرحلية الأحكام من وجهة نظره لكنني لن أدخل في هذا الخلاف الفقهي الشهير بل سأعرض جانبا علميا تجريبيا يعضد ماأراه
لدينا نحن معاشر الأطباء قوانين طبية أكاديمية شهيرة للغاية في التعامل مع الأمراض
مثلا : لاتعالج العرض لكن ابحث عن سبب المرض
الفهم النظري لهذا القانون بصورة مجردة بعيدا عن إعمال العقل (العلمي) في إمكانية التطبيق ومدي مناسبة رد الفعل المرحلي قد يؤدي بكل بساطة إلي سقوط المريض وموته بالكلية
فلايمكن أن تقابل مريضا يشتكي من (عرض حاد) يهدد حياته ثم تطلب فحوصات أو أدوات تشخيصية دون التدخل الآني والفعال لإنقاذ الحياة المهددة بالخطر !!
مثال ذلك حالات الحمي المرتفعة وحالات عدم انتظام أي من الوظائف الحيوية بصورة مهددة للحياة كحالات تلاحق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب وحالات الصدمات التنفسية، العصبية، الدورية والقلبية
وكلها بالمناسبة في الأعم الأغلب غير واضحة الأسباب وتحتاج إلي بحث ربما يطول
هاهنا تتدخل المنهجية العلمية لتضع تفسيرين مهمين وقيدين لازمين :
الأول أن معالجة الأعراض والبحث عن الأسباب قد يتوازيا وليس ثمة إلزام للتوالي إلا في حالات مايسمي بالعلاج الاختياري
الثاني أن القانون مقيد (علي أن يتناسب ذلك مرحليا مع الحاجي والضروري ويقدر كل بقدره)
ودون هذين القيدين يمكن تخيل أن صديقا طبيبا يعمل بنفس العقلية التي لاتري وجوب التناسب المرحلي للأحكام -كما هي الصورة النظرية التي يبثها لنا بعض إخواننا الباحثين- وقد جاءه مريض يشتكي مثلا من حمي تأتي علي كل وظائفه الحيوية بتأثير شديد الضرر فيقوم بسحب عينات مزرعة الدم والانتظار من 5-7 أيام لتأتيه الإجابة عن المضاد الحيوي الدقيق الذي ينبغي إعطاؤه للمريض !!
أو أن يأتينا مريض مصاب باضطراب دقات القلب الذي يسبب له نوبة إغماء واضطراب النفس الحاد الذي قد يحتاج إلي تنفس صناعي فيقوم الزميل المعالج بطلب أدوات تشخيصية من نوعية مراقبة خطوط القلب بجهاز هولتر لمدة 24 ساعة وذلك للبحث عن أسباب عدم انتطام القلب !!
وبالطبع فإن حجته ساعتها حين نحاججه بوجوب تناسب رد فعله مع المرحلة الصحية التي يمر بها المريض فإنه سيرفع لنا القانون الأكاديمي الشهير ويصرخ بنا :
إنني أبحث عن الأسباب أيها الأوغاد المتعجلون !!
ولا أدري هل فقه زميلنا الطبيب هذا مما درسه (بصورة أكاديمية) عن ردود الغعل الفسيولوجية المنعكسة التي تصدر من أقصر الطرق دون العودة إلي المركز ؟ ألم يثر فضوله أن حالات الاصابة بالعدوي الجرثومية البكتيرية تجعل أول مايتداعي من (مقاتلات الجهاز المناعي) هي (خلايا غير تخصصية) تبحر في دماء الشخص وتتجه للدفاع دون انتظار (الخلايا المتخصصة) التي يتأخر قدومها حتي يشرع الجهاز المناعي في مراجعة سجلاته المرضية وتحليلها واتخاذ الإجراء المناسب باستدعاء الخلايا المتخصصة !!
هذا التداعي البديع لمنطق الدفاع حال الاصطلام يجعل من الدعوة الحالية للبحث في الأسباب وتكوين خطة جديدة بأساليب جديدة أمرا جديرا بالاحترام وبعيد عن مظان الاختلاف ، لكنه يجعل من التخلي عن المقاومة الآنية الحالية لسلطات الانقلاب هو من حماقات الأطباء الذين يؤديهم سوء التقدير العملي لقتل المريض تحت دعاوي البحث عن العلاج المحكم !!
بالطبع فإن البحث في صور المقاومة وأنواع المضادات والإجراءات الحالية والآنية هو أمر مفتوح للنقاش لكني لاأعتقد أن أحدا سوف يترك الجراثيم تعبث والمرض يستفحل بدعوي البحث عن السبب الحقيقي وتكوين خطة العلاج
لكن الآفة الأخطر التي تكتنف هذه الدعوة هي الإغراق في تنظير بعيد كل البعد عن التطبيق العملي والتغافل عن تناسب رد الفعل المرحلي المطلوب من الأمة
هذا التغافل سببه في الأساس هو اعتقاد البعض ببدعية مرحلية الأحكام من وجهة نظره لكنني لن أدخل في هذا الخلاف الفقهي الشهير بل سأعرض جانبا علميا تجريبيا يعضد ماأراه
لدينا نحن معاشر الأطباء قوانين طبية أكاديمية شهيرة للغاية في التعامل مع الأمراض
مثلا : لاتعالج العرض لكن ابحث عن سبب المرض
الفهم النظري لهذا القانون بصورة مجردة بعيدا عن إعمال العقل (العلمي) في إمكانية التطبيق ومدي مناسبة رد الفعل المرحلي قد يؤدي بكل بساطة إلي سقوط المريض وموته بالكلية
فلايمكن أن تقابل مريضا يشتكي من (عرض حاد) يهدد حياته ثم تطلب فحوصات أو أدوات تشخيصية دون التدخل الآني والفعال لإنقاذ الحياة المهددة بالخطر !!
مثال ذلك حالات الحمي المرتفعة وحالات عدم انتظام أي من الوظائف الحيوية بصورة مهددة للحياة كحالات تلاحق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب وحالات الصدمات التنفسية، العصبية، الدورية والقلبية
وكلها بالمناسبة في الأعم الأغلب غير واضحة الأسباب وتحتاج إلي بحث ربما يطول
هاهنا تتدخل المنهجية العلمية لتضع تفسيرين مهمين وقيدين لازمين :
الأول أن معالجة الأعراض والبحث عن الأسباب قد يتوازيا وليس ثمة إلزام للتوالي إلا في حالات مايسمي بالعلاج الاختياري
الثاني أن القانون مقيد (علي أن يتناسب ذلك مرحليا مع الحاجي والضروري ويقدر كل بقدره)
ودون هذين القيدين يمكن تخيل أن صديقا طبيبا يعمل بنفس العقلية التي لاتري وجوب التناسب المرحلي للأحكام -كما هي الصورة النظرية التي يبثها لنا بعض إخواننا الباحثين- وقد جاءه مريض يشتكي مثلا من حمي تأتي علي كل وظائفه الحيوية بتأثير شديد الضرر فيقوم بسحب عينات مزرعة الدم والانتظار من 5-7 أيام لتأتيه الإجابة عن المضاد الحيوي الدقيق الذي ينبغي إعطاؤه للمريض !!
أو أن يأتينا مريض مصاب باضطراب دقات القلب الذي يسبب له نوبة إغماء واضطراب النفس الحاد الذي قد يحتاج إلي تنفس صناعي فيقوم الزميل المعالج بطلب أدوات تشخيصية من نوعية مراقبة خطوط القلب بجهاز هولتر لمدة 24 ساعة وذلك للبحث عن أسباب عدم انتطام القلب !!
وبالطبع فإن حجته ساعتها حين نحاججه بوجوب تناسب رد فعله مع المرحلة الصحية التي يمر بها المريض فإنه سيرفع لنا القانون الأكاديمي الشهير ويصرخ بنا :
إنني أبحث عن الأسباب أيها الأوغاد المتعجلون !!
ولا أدري هل فقه زميلنا الطبيب هذا مما درسه (بصورة أكاديمية) عن ردود الغعل الفسيولوجية المنعكسة التي تصدر من أقصر الطرق دون العودة إلي المركز ؟ ألم يثر فضوله أن حالات الاصابة بالعدوي الجرثومية البكتيرية تجعل أول مايتداعي من (مقاتلات الجهاز المناعي) هي (خلايا غير تخصصية) تبحر في دماء الشخص وتتجه للدفاع دون انتظار (الخلايا المتخصصة) التي يتأخر قدومها حتي يشرع الجهاز المناعي في مراجعة سجلاته المرضية وتحليلها واتخاذ الإجراء المناسب باستدعاء الخلايا المتخصصة !!
هذا التداعي البديع لمنطق الدفاع حال الاصطلام يجعل من الدعوة الحالية للبحث في الأسباب وتكوين خطة جديدة بأساليب جديدة أمرا جديرا بالاحترام وبعيد عن مظان الاختلاف ، لكنه يجعل من التخلي عن المقاومة الآنية الحالية لسلطات الانقلاب هو من حماقات الأطباء الذين يؤديهم سوء التقدير العملي لقتل المريض تحت دعاوي البحث عن العلاج المحكم !!
بالطبع فإن البحث في صور المقاومة وأنواع المضادات والإجراءات الحالية والآنية هو أمر مفتوح للنقاش لكني لاأعتقد أن أحدا سوف يترك الجراثيم تعبث والمرض يستفحل بدعوي البحث عن السبب الحقيقي وتكوين خطة العلاج