الكارثة اللي هيصحي عليها أهل مصر وحكامها واللي بتحصل يوم بعد يوم

بقلم : احمد دسوقي ,, الكارثة اللي هيصحي عليها أهل مصر وحكامها واللي بتحصل يوم بعد يوم وساعة بعد ساعة وسط زحمة الأحداث السياسية من غير ماأي فريق من الفرقاء في مصر ياخد بالو منها
في كل يوم مصر بتفقد عقول، كل طيارة خارجة من مصر شايلها فيها عقول كتير شايفين انهم مش هيقدروا يكملوا في مصر لاحياة ولامهنة
اللي بنشوفوا في المجموعات اللي بتدي معلومات للاطباء وبتحاول ترشدهم في طريق سفرهم لأوروبا وألمانيا تحديدا، هو شئ مخيف بكل المقاييس بل هو مرعب حتي لجنرالات الدم الذين يسطون علي حكم مصر الآن لو تأملوه للحظات بعقلانية بعيدا عن ميراث الغباء العسكري
الطبيب اللي بيتبهدل كل يوم مع مدير الادارة الصحية اللي بيتخانق معاه علشان الوحدة الصحية مابتجيبشي تذاكر أد كده، الدكتور اللي بيحفي علشان ياخد أجازة لمدة كام يوم من رئيس قسم في مستشفي جامعي مفكر نفسه نصف إله وبيتعامل بمنتهي العنطزة والوقاحة، الدكتور اللي بيتضرب كل يوم وبتتقطع هدومه في الاستقبال من أهالي العيانين وبيتسبلوا الاب والام والدين والملة والمذهب والميتين والاحياء، كل واحد من دول لما يجتهد ويلاقي فرصة مع اسم كبير او دكتور محترم بيقوللوا -زي مابنسمع من زمايلنا في كل الدنيا وزي ماشفنا هنا- انا شايف ان سيرتك الذاتية مشجعة جدا واعتقد انك هتكون اضافة قوية لفريق العمل بتاعنا، فكر في الموضوع واحنا منتظرين ردك !!
نفس الدكتور دا لما يلاقي الكل بيقوللوا هنا مثلا في المانيا انت ليك ٥ اسابيع اجازة لازم تاخدهم وفلوسهم مدفوعة وممكن ينزلوا فلوس مصيف او اعياد بالشئ الفلاني، الناس دي مش هتفكر تاني كتير ترجع مصر والا لا
مصر دلوقتي في مرحلة اشبه ماتكون بحالة الاتحاد السوفيتي في حقبة طرده للعلماء المتميزين اللي اغلبهم سافروا امريكا وشالوا جنسيتها ورفعوا علمها كمان
ولما ييجي بعد كام سنة يتقال ان في عالم من اصل مصري خد جايزة من الجوايز الكبري مش هيقتدر يتجاوز الدعم والتشجيع والاحتفاء والامتنان من البلد اللي هو عايش فيها (حكومة وشعبا)
الموضوع مش متوقف علي الدعم المادي بس الموضوع مضاف ليه كمان الاحسان والمعاملة الطيبة من الامم اللي حضاراتها في حالة مد دلوقتي وهو دا احد اهم اسباب بقاء الحضارات دي عايشة وقوية
الامر دا هيشترك فيه كل الهاربين من جحيم العسكر الاغبياء في مصر دلوقتي، الاسلاميين عندهم أممية سائدة في ادبياتهم وامجادهم مش متعلقة بجنس بقدر ماهي متعلقة بعدل
الليبراليين بحق عندهم اممية راسمالية قايمة علي المنفعة ومبادئ العولمة الثقافية ومجتمعات السماوات المفتوحة
واليسار باغلب تشكيلاته بيحتفي بنماذج العدل الاجتماعي من وجهة نظره والمناضلين الاممين اليساريين موجودين وحاضرين بقوة
في النهاية سوف يجد من يحكمون مصر الآن أن الجميع يكرههم لأسباب مختلفة وأن بلادهم هي مجرد مكان آخر طارد للعقول وصحراء يحكمها بعض المتسولين
قدر الله لي هنا في ألمانيا أن أصبت بمرض استغرق علاجه أكثر من ١٢ شهر، بالطبع تكفل التأمين الصحي بجميع النفقات والتي بلغت تكلفتها أكثر من ٦٠ ألف يورو !!
النهاردة جمعني لقاء بأخ سوري وأخ غزاوي  ماتعرفشي ليه الهموم اتجمعت مع بعضها واحنا بنسأل بعض: افتكر حالك لو كنت في بلدك دلوقتي، بصراحة مكنتش ناوي أتذكر شئ من الأيام الغبرا بس الصديق السوري بدأها لما قال : كان زماني في مصر بحاول أهرب علي ايطاليا عن طريق سمسار ليبي وكان ممكن اغرق انا وعيلتي برصاص القوات الليبية او محجوز في سجن في اسكندرية لحد لما نترحل لبشار تاني
طبعا مش محتاج احكيلك الصديق الغزاوي هيقول ايه عن غزة  وعن ازمة الكهربا والمستشفيات والحصار من عسكر مصر
لكن انا فاكر كويس انو ممكن لولا لطف الله بيا كنت اكون مرمي والمقدم عاصم (محمد عبدالعزيز) بتاع امن الدولة في الزقازيق بيتلذذ زي اي حيوان سادي وانت بتقوللو انا محتاج علاج !
اوعي حد يقوللك ان الاحسان مش بيأثر في الانتماء