بقلم : محمد حجاج ,, أكره السياسة وكنت قد قررت الابتعاد عنها لكن ظروف اليوم ستدفعني للخوض قليلاً فيها..
"لا يحق لك محاكمتي فأنا رئيسك حتي الآن .. وما حدث في مصر انقلاب عسكري"، هكذا رد مرسي على القاضي أثناء المحاكمة. تذكرت أن صدام حسين قد رد بكلمات مشابهة على قاضيه، لذا دفعني الفضول للقراءة قليلاً عن محاكمة صدام، وقد خرجت بملاحظتين أو خاطرتين عن الموضوع:
الملاحظة الأولى:
==========
القضية الرئيسية في محاكمة صدام تسمى "قضية الدجيل".
الدجيل هي أحد القرى العراقية التي تسكنها أغلبية شيعية، لذا تُعَد أحد مراكز القوة لـ "حزب الدعوة الاسلامي" الشيعي. في عام 1982، تعرض صدام حسين لمحاولة اغتيال في قرية الدجيل ابان الحرب العراقية-الايرانية (أعتقد السبب واضح)، لكن المحاولة فشلت. كان رد فعل صدام متمثلاً في حملات دهم واعتقال موسعة، انتهت باعتقال 1500 منهم ومقتل 143.
كانت التهم التي وجهت لصدام حسين بسبب هذه الواقعة :جرائم حرب، وانتهاك لحقوق الأنسان، و الضلوع في إبادة جماعية .. وهنا أتوقف قليلاً.
اذا كان قتل 143 شخص واعتقال 1500 يعد ضلوع في "ابادة جماعية" (مع ملاحظة أنه مُسبب، أي أن صدام لم يفعل هذا من تلقاء نفسه بغض النظر عن صحة ما فعله)، فماذا نسمي مقتل أكثر من 5000 شخص و اعتقال 15000 ؟ حفاظ على أمن الوطن ؟ أي وطن بالضبط؟
ثم السؤال الأهم، كيف نسمي من جعل ممن قام بهذا الفعل "بطلاً قومياً"؟
الملاحظة الثانية:
==========
من الانتقادات التي وجهت للمحاكمة أنها ركزت على قضية ثانوية ذو بعد محلي وهي قضية الدجيل في حين تركت قضايا كبيرة ذات أبعاد إقليمية مثل حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية واستعمال الأسلحة الكيمياوية في حلبجة شمال العراق. لماذا؟ يرجح البعض أن هذه المحاكمة تمت بهذه الصورة بناءً على اقتراحات من الولايات المتحدة وليس على أولويات الشارع العراقي، وكان الهدف منها هو الأبتعاد عن القضايا التي تبرز تورط الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى في دعم صدام حسين وبناء ترسانته العسكرية من الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية للحيلولة دون نقل المحكمة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومن ثم لا تطول القضية و يسهل التخلص منه.
وبما أن الانقلاب هو "جرو" أمريكا، فلا أتعجب من أن التهم "مفصلة" على المقاس الذي يريدونه !
مثلاً، يترك السيسي قاتل المتظاهرين، ثم يحاكم الرئيس بتهمة "التحريض" على قتل المتظاهرين في الاتحادية..باستثناء الثمانية الذين قتلوا ممن ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين ! خبل ما بعده خبل.
مع العلم أن المتظاهرون قد وصل بهم الأمر لالقاء الملتوف "داخل" القصر ومحاولة "خلع" بواباته في ذلك الوقت.
ثم تتجلى النزاهة القضائية في أكثر صورها اشراقاً بالسماح باستخراج 7 تصاريح فقط لحضور محاكمة 15 متهما بما فيهم الرئيس، في حين تم في المقابل استخراج قرابة 600 تصريح للمدعين بالحق المدني المتضامنين مع النيابة ضد المتهمين، والإعلاميين!
الخلاصة:
======
- كما انشغل القضاء العراقي "النزيه" بمحاكمة صدام و ترك المحتل الأمريكي الذي تسبب في مقتل أكثر من 130000، من الطبيعي أن ينشغل القضاء المصري (النزيه أيضاً) بمحاكمة مرسي و ترك السيسي صاحب الانقلاب العسكري، وأنهار الدماء التي لم تجف بعد، والمعتقلات التي فاضت بمن فيها !
- أغبى ما حدث في الفترة السابقة هو محاكمة مرسي و الظروف التي أحاطت بها (نقل مقر المحاكمة في آخر لحظة، المظاهرات، سجال مرسي ضد القاضي وتظاهر المتهمين في القفص، بل قرأت أنه أصدر أمراً بعزل وزير الدفاع !)،ذلك لأنها أثبتت أن الرجل ثابت لم يتغير لحظة عما كان يتحدث عنه في خطابة الأخير منذ أربعة شهور، وهذا بالتأكيد سيكون له رد فعل ايجابي على رافضي الانقلاب بصفة عامة، و مؤيدي شخص الرئيس بصفة خاصة.
"لا يحق لك محاكمتي فأنا رئيسك حتي الآن .. وما حدث في مصر انقلاب عسكري"، هكذا رد مرسي على القاضي أثناء المحاكمة. تذكرت أن صدام حسين قد رد بكلمات مشابهة على قاضيه، لذا دفعني الفضول للقراءة قليلاً عن محاكمة صدام، وقد خرجت بملاحظتين أو خاطرتين عن الموضوع:

==========
القضية الرئيسية في محاكمة صدام تسمى "قضية الدجيل".
الدجيل هي أحد القرى العراقية التي تسكنها أغلبية شيعية، لذا تُعَد أحد مراكز القوة لـ "حزب الدعوة الاسلامي" الشيعي. في عام 1982، تعرض صدام حسين لمحاولة اغتيال في قرية الدجيل ابان الحرب العراقية-الايرانية (أعتقد السبب واضح)، لكن المحاولة فشلت. كان رد فعل صدام متمثلاً في حملات دهم واعتقال موسعة، انتهت باعتقال 1500 منهم ومقتل 143.
كانت التهم التي وجهت لصدام حسين بسبب هذه الواقعة :جرائم حرب، وانتهاك لحقوق الأنسان، و الضلوع في إبادة جماعية .. وهنا أتوقف قليلاً.
اذا كان قتل 143 شخص واعتقال 1500 يعد ضلوع في "ابادة جماعية" (مع ملاحظة أنه مُسبب، أي أن صدام لم يفعل هذا من تلقاء نفسه بغض النظر عن صحة ما فعله)، فماذا نسمي مقتل أكثر من 5000 شخص و اعتقال 15000 ؟ حفاظ على أمن الوطن ؟ أي وطن بالضبط؟
ثم السؤال الأهم، كيف نسمي من جعل ممن قام بهذا الفعل "بطلاً قومياً"؟
الملاحظة الثانية:
==========
من الانتقادات التي وجهت للمحاكمة أنها ركزت على قضية ثانوية ذو بعد محلي وهي قضية الدجيل في حين تركت قضايا كبيرة ذات أبعاد إقليمية مثل حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية واستعمال الأسلحة الكيمياوية في حلبجة شمال العراق. لماذا؟ يرجح البعض أن هذه المحاكمة تمت بهذه الصورة بناءً على اقتراحات من الولايات المتحدة وليس على أولويات الشارع العراقي، وكان الهدف منها هو الأبتعاد عن القضايا التي تبرز تورط الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى في دعم صدام حسين وبناء ترسانته العسكرية من الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية للحيلولة دون نقل المحكمة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومن ثم لا تطول القضية و يسهل التخلص منه.
وبما أن الانقلاب هو "جرو" أمريكا، فلا أتعجب من أن التهم "مفصلة" على المقاس الذي يريدونه !
مثلاً، يترك السيسي قاتل المتظاهرين، ثم يحاكم الرئيس بتهمة "التحريض" على قتل المتظاهرين في الاتحادية..باستثناء الثمانية الذين قتلوا ممن ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين ! خبل ما بعده خبل.
مع العلم أن المتظاهرون قد وصل بهم الأمر لالقاء الملتوف "داخل" القصر ومحاولة "خلع" بواباته في ذلك الوقت.
ثم تتجلى النزاهة القضائية في أكثر صورها اشراقاً بالسماح باستخراج 7 تصاريح فقط لحضور محاكمة 15 متهما بما فيهم الرئيس، في حين تم في المقابل استخراج قرابة 600 تصريح للمدعين بالحق المدني المتضامنين مع النيابة ضد المتهمين، والإعلاميين!
الخلاصة:
======
- كما انشغل القضاء العراقي "النزيه" بمحاكمة صدام و ترك المحتل الأمريكي الذي تسبب في مقتل أكثر من 130000، من الطبيعي أن ينشغل القضاء المصري (النزيه أيضاً) بمحاكمة مرسي و ترك السيسي صاحب الانقلاب العسكري، وأنهار الدماء التي لم تجف بعد، والمعتقلات التي فاضت بمن فيها !
- أغبى ما حدث في الفترة السابقة هو محاكمة مرسي و الظروف التي أحاطت بها (نقل مقر المحاكمة في آخر لحظة، المظاهرات، سجال مرسي ضد القاضي وتظاهر المتهمين في القفص، بل قرأت أنه أصدر أمراً بعزل وزير الدفاع !)،ذلك لأنها أثبتت أن الرجل ثابت لم يتغير لحظة عما كان يتحدث عنه في خطابة الأخير منذ أربعة شهور، وهذا بالتأكيد سيكون له رد فعل ايجابي على رافضي الانقلاب بصفة عامة، و مؤيدي شخص الرئيس بصفة خاصة.