سيدة مصرية تحصل على الدكتوراة فى الذكاء الصناعى

بقلم : محمد حجاج ,, سيدة مصرية تحصل على الدكتوراة فى الذكاء الصناعى, مشروعها يطور نظام المرور فى تورونتو كندا "اساس نظام مرور متطور جدا و إلكترونى" و تحصل على التكريم و هى تحمل طفلها, شئ جميل و خبر على سبيل التغير .

أصبحت أصادف الكثير من المصريين المبدعيين بالخارج هذه الأيام :) بعد ماهر القاضي - طالب دكتوراة بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس- واكتشافه الذي يؤدي لانتاج بطاريات يكاد يكون شحنها فورياً مع الحفاظ على الطاقة المخزنة لمدة طويلة، يأتي هذه المرة وجه نسائي لا يقل إبداعاً عن ماهر، سماح الطنطاوي


سماح حصلت على الدكتوراة في أنظمة النقل الذكية من جامعة تورونتو - كندا، وتعمل حالياً كزميل أبحاث ما بعد الدكتوراة بنفس الجامعة. حصل بحث رسالة الدكتوراة الخاص بها - و المتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي و نظرية الألعاب Game Theory في جعل إشارات المرور أكثر ذكاءً - على اهتمام دولي، وخاصة بعد أن حصلت عنه على المركز الأول في مسابقة أفضل رسالة دكتوراه من IEEE تخصص أنظمة النقل الذكية. ما القصة ؟ إشارات المرور الحالية تستخدم مجسات Sensors مدمجة بالأرصفة لجمع المعلومات في المناطق المطلة على تقاطعات مرورية، ومن ثم ترسلها لمركز تحكم ليقوم بتحليلها يرسل هو مرة أخرى الإشارات المناسبة لتعديل الأضواء المرورية. ماذا فعلت سماح؟ ببساطة، قامت بقلب هذا النموذج في التحكم رأساً على عقب. فبدلاً من تبادل البيانات باستمرار بين المجسات وبين مركز تحكم بعيد، فان النظام الذي قامت سماح بابتكاره يقوم بمعالجة البيانات تلقائياً في نفس موقعها دون ارسالها الى أي مكان، وفي الوقت الحقيقي أيضاً! (أي بدون تأخير، حيث أن ارسال البيانات و استقبالها مرة أخرى في الأنظمة الموجودة حالياً يؤدي الى تأخر في اتخاذ القرارات). هذا يعني أنه على عكس الأنطمة التقليدية التي تصاب بشلل كامل عند حدوث عطل في مركز التحكم، فان نظام سماح لن يتأثر. هذا ليس كل شئ، الجزء الأهم هو التالي: الأنظمة المرورية الحالية تقوم بتنظيم حركة المرور بناءً على معلومات متعلقة بتقاطع مروري معين، دون أن تأخذ في الاعتبار أي تقاطعات أخرى مجاورة، أي أن سياسة التخطيط للمرور محلية. النظام الذي ابتكرته سماح يقوم بفعل العكس، في الحقيقة هو أشبه بفريق كرة القدم بالضبط، حيث "تتواصل" اشارات المرور في التقاطعات المتجاورة بعضها ببعض، بحيث تتعاون جميعها في اتخاذ القرارات المرورية الأصلح لهم كمجموعة، بعد ذلك تتواصل "المجموعات المرورية" مع بعضها البعض، يستمر هذا التواصل المتتابع الى أن نصل لأفضل سياسة مرورية يجب اتخاذها لكل اشارات المرور في نطاق جغرافي كبير (في مدينة كاملة مثلاً) دفعة واحدة ! تم تطبيق هذا النظام -و الذي يتكلف تركيبة من 20 ألف الى 40 ألف دولار- في 60 تقاطع مروري بتورونتو في ساعات الذروة، وكانت النتائج مذهلة: 40% انخفاض في تأخير اتخاذ القرارات المرورية، 26% وقت أقل تقضيه السيارات في التحرك عبر هذه التقاطعات .

 هذه الإضافة التي قدمتها لم تكن لتحترم إلا في بلاد تقدس أعمار أهلها وتحترم أوقاتهم ..أتخيل الآن كم الاستهتار والهزل الذي كانت ستلقاه مثل تلك الدراسة ببلدنا ..فأسعد من أجل هذه السيدة كونها قدمتها خارجه