للتاريخ: حب الوطن و الدين ولا حب الناس و النفس

بقلم : خالد حبيب ,,
1- أيام مبارك تعرضت لكل انواع المحاربة في الاعلام و ياما اتلغي ليا برامج، لأني كنت ثائر في وقت محدش نطق، و كنت بأخلي الناس تفكر في وقت كله كان ماشي ورا الهلس. و رغم كده ساهمت في الاصلاح باعادة هيكلة عشرات المؤسسات، و عملت شغل جوه رئاسة الجمهورية لتطوير العمالة و تقييم الموظفين. لأنها بلدي. بل اننا فكرنا كمجموعة من الناس المحترفة اداريا اننا ننضم للحزب الوطني و نحاول نغير من الداخل. ماعملناهاش لكن فكرنا. لانها بلدنا.
2- بعد الثورة رجعت مرات عديدة من الامارات و حاولت اقعد مع الشباب و الأحزاب، و قعدت بالفعل مع أحزاب ليبرالية لمحاولة التنظيم و تربية الكوادر و الخطاب الاعلامي. ناس سمعت و ناس زوغت. و ما زعلتش. لأنها بلدي. و كتبت مقالات عديدة و حذرت من المد الديني، و اننا هنخسر لو ما لعبناش ديمقراطية و أحزاب و لو استمرينا في لعبة التظاهر و الشوارع، و لو استمرأنا لعبة اتهامات التآمر و تسفيه الجيش.اتهموني بكل السفالات. وما زعلتش. لأنها بلدي.
3- ليلة اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة و تسريب الخبر ان شفيق فاز، كتبت هنا اعتراضي و رفضي و خوفي و ألم ضميري، مش عشان شفيق لكن عشان الناس اللي كانت حواليه. و رغم كده أعلنت اني لو بقى رئيسي هاشتغل بكل ما عندي معاه و أحط كل ما أدعيه من خبرات للمصلحة العامة. لأنها بلدي.
4- لما الاخوان كسبوا الانتخابات احترمت النتيجة و طالبت الجميع يشتغل معاهم، بدل ما نسيبهم يضيعوا و يضيعونا، لأني مدرك ضعف امكانيات الجميع. بعيدا عن أي تمسح بدين ، بنتكلم سياسة و ادارة. و قدمت مبادرة و اتنين و عشرة للاخوان. و استجبت لطلب من مؤسسة الرئاسة بتقديم المعونة، و لما رحت رفضوا كل الأفكار، و انسحبت بكل هدوء، و فضلت أقدم مبادرة ورا التانية، بلا أي استجابة. ما زعلتش ولا يأست. برضه لأنها بلدي.
5- لما الاخوان و الرئيس استنفذوا كل الفرص و خسروا كل الحلفاء و أضاعوا حقوق البلد و الثورة، وقفت ضدهم، و مع الجهة الوحيدة اللي لسه فيها أمل في البلد، الجيش. ما همنيش مين تاني واقف في نفس الخندق، لأن كلنا مصريين، و كلنا فشلنا بدرجة أو بأخرى، و صك الثورية مالوش علاقة بطول اللسان من ناحية أو طول اللحية من ناحية تانية. و برضه لأنها بلدي.
نفسي الناس تتعلم الفرق بين حب البلد و بين حب ناس معينة. اللي بيحب البلد هيشتغل مع كل مصري و يحاول معاه، و هيحترم النظام بكل الصور و ينصح الناس بيه، و عمره ما هيغلط و يقول اشمعنى، ولا هيفضل ورا فرد أو مجموعة مهما غلطوا. حب البلد بيقول كده. و حب الدين برضه بيقول كده. بيقول العمل و الاتقان و التخطيط و التعاون و التسامح و ابداء حسن النية. قلة الادب و البطولة الوهمية مالهاش حساب عند أي حد بيحترم نفسه و بيراعي ربنا. و اللي خايف على رزق يبقى لا عارف دين ولا دنيا. ان شاء الله خير.