بمناسبة الثورة السودانية و كده، علطول فى الجامعة كنت بألاحظ أن أصحابي السودانيين المثقفين بيتكلموا بعدوانية عن (الاحتلال المصرى للسودان) و ازاي الجيوش البريطانية المصرية تحت قيادة اللورد (كيتشنر) قضوا على الدولة المهدية الوطنية و استعمروا البلد فى عهد الحكم الثنائي.
رغم أن تاريخ البلدين متداخل من العصور القديمة، من أيام الإمبراطورية المصرية فى عهد الأسرة ال18 و على الأخص الملك (تحتمس الثالث) الذي قام بغزو بلاد النوبة و الجنوب و ضمها إلى (مصر)، ثم العملية العكسية فى عهد (مملكة كوش) لما النوبيون غزوا (مصر) و أسسوا الأسرة ال25 (الفراعنة السود).
و البلدين تم تأسيس دولتهم الحديثة على ايد نفس الشخص وهو (محمد على باشا) مع الإختلاف الكبير طبعا، ف(مصر) رغم تبعيتها لأكثر من 2500 عام لإمبراطوريات مختلفة، كانت ولاية موحدة مركزية و فى بعض الأحيان أصبحت عاصمة لهذه الإمبراطوريات (الخلافة الفاطمية مثلا).
بينما (السودان) كان عبارة عن ولايات مبعثرة و ممالك منفصلة أسس منها (محمد على) دولة بعد حملاته العسكرية.
المهم هنا، هو فعليا لو افترضنا أن مجرم الحرب الجنرال (عمر البشير) و حزب (المؤتمر الوطنى) سقطا تحت تأثير الاحتجاجات الشعبية، ايه هيبقى البديل هناك؟
يعنى مع الوضع فى الاعتبار النزاعات المسلحة المتوفرة بكثرة هناك: الحرب مع (السودان الجنوبي) الذي أصبح دولة مستقلة، و الحرب فى (دارفور) و الإضطرابات فى (شرق السودان) و دول بيطالبوا بحكم ذاتي.
هل البديل هيبقى (حزب المؤتمر الشعبى) بتاع (حسن الترابي) و الإسلاميين اللى هو أساسا الأب الروحي ل(البشير) قبل أن ينقلب عليه؟
و لا حركات التمرد المسلحة زى (حركة العدل و المساواة)؟
و لا حزب الأمة بتاع (الصادق المهدي) اللى هو من سنة 1966 عمال يشكل حكومات تتشال بانقلابات عسكرية؟
الحياة صعبة فى دول العالم الثالث اللى عايشين فيها.
بقلم : مصطفي بدر
رغم أن تاريخ البلدين متداخل من العصور القديمة، من أيام الإمبراطورية المصرية فى عهد الأسرة ال18 و على الأخص الملك (تحتمس الثالث) الذي قام بغزو بلاد النوبة و الجنوب و ضمها إلى (مصر)، ثم العملية العكسية فى عهد (مملكة كوش) لما النوبيون غزوا (مصر) و أسسوا الأسرة ال25 (الفراعنة السود).
و البلدين تم تأسيس دولتهم الحديثة على ايد نفس الشخص وهو (محمد على باشا) مع الإختلاف الكبير طبعا، ف(مصر) رغم تبعيتها لأكثر من 2500 عام لإمبراطوريات مختلفة، كانت ولاية موحدة مركزية و فى بعض الأحيان أصبحت عاصمة لهذه الإمبراطوريات (الخلافة الفاطمية مثلا).
بينما (السودان) كان عبارة عن ولايات مبعثرة و ممالك منفصلة أسس منها (محمد على) دولة بعد حملاته العسكرية.
المهم هنا، هو فعليا لو افترضنا أن مجرم الحرب الجنرال (عمر البشير) و حزب (المؤتمر الوطنى) سقطا تحت تأثير الاحتجاجات الشعبية، ايه هيبقى البديل هناك؟
يعنى مع الوضع فى الاعتبار النزاعات المسلحة المتوفرة بكثرة هناك: الحرب مع (السودان الجنوبي) الذي أصبح دولة مستقلة، و الحرب فى (دارفور) و الإضطرابات فى (شرق السودان) و دول بيطالبوا بحكم ذاتي.
هل البديل هيبقى (حزب المؤتمر الشعبى) بتاع (حسن الترابي) و الإسلاميين اللى هو أساسا الأب الروحي ل(البشير) قبل أن ينقلب عليه؟
و لا حركات التمرد المسلحة زى (حركة العدل و المساواة)؟
و لا حزب الأمة بتاع (الصادق المهدي) اللى هو من سنة 1966 عمال يشكل حكومات تتشال بانقلابات عسكرية؟
الحياة صعبة فى دول العالم الثالث اللى عايشين فيها.
بقلم : مصطفي بدر