عشان ننتصر تاني: انتصرنا ازاي؟

بقلم : خالد حبيب ,, عمري ما استمتعت بالأغاني الوطنية الكوميدية، اللي شايفة مصر ست ضعيفة و غلبانة و حلوة و شعرها عامل ازاي و الوحشين اللي عايزين يغتصبوها. آخري في الوطني كان أغاني عبد الحليم و وردة و شادية. لسبب بسيط، كانت أغاني بتحكي عن نصر حصل، انجاز حقيقي. زي السد العالي و التصنيع و نصر أكتوبر. كان عندك قصة تحكيها. قصة نجاح. و النجاح له أسس و قواعد و أركان. خلينا نفتكرها، عشان نحاول نعملها تاني:

1- الاعتراف بالخطأ و تحمل المسؤولية: عبد الناصر اعترف بالهزيمة و المسؤولية. أول خطوة في الاصلاح و التغيير هي الاعتراف ان في غلط. من غير تحميلها لنظرية مؤامرة أو غيره. حتى لو في مؤامرة. احنا مسؤولين.
2- التخطيط:البناء من الصفر، خطط مرحلية و قصيرة المدى و طويلة الأجل. واضعة في الاعتبار امكانيات البلد و الأوضاع المنهارة بعد النكسة، و الدعم الأسطوري من أمريكا و أوروبا لاسرائيل. بالواقعية و التخطيط و تنظيم الموارد.
3- المكاسب السريعة: عشان رجالة، و ما نعرفش كلمة يأس. أيام قليلة و كنا بننتصر في موقعة رأس العش، و ما دخلهاش عسكري صهيوني لغاية نصر أكتوبر، و زيها موقعة تفجير البارجة ايلات، و بعدها تبدأ معجزات الاستنزاف و العبور المتتالي و خطف الجنود الصهاينة و الرجوع بيهم أسرى. بناء الثقة، بالارادة و الفدائية الوقتية يفتح باب الأمل
4- العمل تحت ضغط: تخيل انت ناس بتبني مواقع و تتعلم شيل سلاح و بناء حائط صواريخ و تدريبات مرعبة على اختراق خط بارليف و ازالة ساتر ترابي، و كل ده و انت تحت سيول من اللهب، و غارات كل يوم و قنابل تترمي عليك و علي البيوت أكتر من قنابل الحرب العالمية التانية. مفيش أعذار. عملوها الرجالة.
5- العلم و التدريب: الابداع. مفيش حاجة اسمها مستحيل. حولنا السلاح الدفاعي الروسي لسلاح هجومي فعال. صواريخ سام 6 تحولت لسلاح فتاك يدمر دبابات، فرد المشاة عبد العاطي بيصطاد الدبابات. خراطيم المية كانت الحل العبقري لاختراق الساتر الترابي اللي عجز قدامه الروس. كل حاجة ليها حل.. بالعلم و التجربة.
6- الصبر: مدن كاملة اتحرقت و اتهجرت، بوسعيد و الاسماعيلية و السويس، عاشوا في بيوت أخواتهم في الشرقية و دمياط. آلاف الشهداء بما فيهم الأطفال الأبرياء في بحر البقر و غيرها. و الشعب الجميل كان صبور. شال الحمل من غير شكوى
7- الالتزام: ايام الحرب مفيش مخلوق سرق او بلطج. اللي دخل الجيش فضل مجند 6 سنين. كل خريج جامعة دخل ظابط، مش عسكري و كمان بيحاول يهرب و يكلم طنط توتو و أنكل ميمي عشان يبقى عسكري مراسلة و يخلص في سنة. عيب على ولاد الناس..
8- اتخاذ القرار: مفيش حاجة اسمها حوار مجتمعي. في حاجة اسمها تخطيط و معلومات و دراسة و تحليل، و مناقشة بدائل و توقع مخاطر و وضع حلول وقائية. و بعدين قائد و مسؤول هياخد القرار. تتخانقوا جوه الاجتماع لكن تطلعوا بالقرار و الآلية للتنفيذ و الكل ايد واحدة
9- العمل الجماعي: مفيش عمل يبقى كلهم لواءات و مفيش عسكري. لازم الكبير و الصغير. لازم تقسيم الأدوار. و كل واحد قام بدوره.
10- القيادة بالمثل: يكفي ان تتذكر الشهيد المرحوم عبد المنعم رياض، القائد اللي مات في المواقع الأمامية، و صور عبد الناصر على الجبهة. القائد بيقود من المقدمة. في قلب النار.

هي دي مصر.. بتاعت التخطيط و الصبر و الالتزام. بتاعت تحمل المسؤولية و العمل الجماعي. بتاعت الارادة و التصميم. مصر اللي احنا عايزينها. مش هنبقى في وضع أسوأ من أيام النكسة. و لو الكفاءة 10% يبقى معناها اننا عندنا 90 % فرص و مساحة للتطوير و التحسين. يعني أي حاجة هنعملها في تنمية القدرات و الكفاءات هيكون ليها مردود مباشر و مهول. لو عايزين. و قلبي بيقوللي اننا دلوقتي عايزين. صحيح مستعجلين و خايفين و متوترين.. بس عايزين.. و ان شاء الله قادرين.. ان شاء الله خير..