المعلقين العرب وأسبانيا.. لغز يبحث عن حل

الرعيل الأول من معلقي الكرة كانت علاقتهم متوترة بكل ما هو خارج محيط بيتهم وناديهم والقهوة اللي بيقعدوا فيها، لا كانوا بيشوفوا ماتشات عالمية ولا يقروا أخبارها، وكنت تحس بالتوريطة اللي بيتورطها حمادة إمام ومحمود بكر وغيرهما لما التلفزيون يذيع كأس العالم ولا بطولة أوروبا ويستعين بيهم.. لا خلاف طبعا على ضرورة وجود معد يكتب لهم أسماء اللاعبين ويشيلوه الليلة لو في غلط، ولا خلاف على النطق الخاطئ اللي كان أي حد بيعرف يقرا انجليزي بيلاحظه، لكن كان الأمتع هو لحظات اكتشافك إنهم ميعرفوش نجوم العالم كله يعرفهم.. على غرار مقولة حمادة إمام الشهيرة: ستيف ماكماكمااماما... هانقول ستيف!

المهم المرحلة دي عدت بما فيها من حسنات وسيئات، وجاءت بعدها المرحلة اللي عايشينها: معلق الانترنت، اللي فاتح اللاب توب قدامه وعمال يقول أرقام ونتائج صعب جدا يكون لها قيمة أو العقل يحتفظ بها، وطبعا ملامح المرحلة هو التظاهر بالغربية: الأسماء كلها تنطق كما في بلادها حتى لو الأذن العربية متعودة على العكس، المرحلة اللي بقي يوفنتوس إسمه جوفنتوس ومشجعي الميلان بقى اسمهم ميلانيستا وبرشلونة بقى بارسيلونا وهكذا.

الطريف بقى واللي بافكر فيه، هو إن نفس المعلقين المتغربنين اللي عندهم الهوس ده، يوصلوا لحد الأندية الأسبانية المنتمية لمدن أندلسية، وينقح عليهم العرق العربي غير المفهوم.. مينفعش تقول سيفليا لازم إشبيلية، وفالادوليد هي بلد الوليد، وكوردوبا هي قرطبة.. طيب يا عم الحاج المدن دي أهلها بيقولوا عليها الإسم اللي انت بتنفضله، والاسم العربي ده اتلغى من قبل ما يخترعوا الكورة أصلا.. طيب خللي عندك ذرة منطق أو عقل.. الحقيقة الأمر لغز غير مفهوم.. وبالمناسبة: يمكنكم الآن على الجزيرة الرياضية متابعة مباراة بين "بارسيلونا" و"بلد الوليد"!
بقلم : أحمد شوقي