ولما وجعتهم كلمة رعاع

بقلم : خالد حبيب ,, قلت ان اللي بيتظاهروا و يكسروا القانون رعاع. الكلمة وجعت ناس كتير، و سمعت منهم الكلام المعتاد بتاع انت اتغيرت و اشمعنى و الكيل بمكيالين. و بالمرة 30 علامة تعجب و بالمرة انا مصدوم. رغم ان الواحد طول عمره كلامه واحد. و قلت نفس الكلام ايام مظاهرات و مليونيات كل جمعة و محمد محمود و غيرها.و نقوله تاني:

1- أي حد يكسر القانون و النظام عن عمد ينطبق عليه وصف الرعاع و الدهماء و الغوغاء. مالهاش علاقة بمين السبب و لا غيره.اللي باخد فلوس من جيبك يبقى حرامي. بس. و تنطبق برضه عاللي بيكسر اشارة و يمشي عكس الاتجاه. كلهم لا مؤاخذة في تعريف اللغة رعاع. ما تزعلش

2- كل من تظاهر تحت مسمى ان السلطة غاشمة أو غير عادلة أو القانون ظالم يحاول يغير الوضع بالأساليب الشرعية و السلمية، و لو معاه الأغلبية و الحق هينجح. لو هو لوحده يبقى ( الم تكن أرض الله واسعة)

3- اللي بيقول اشمعنى أيام فلان و ببرر انه يغلط عشان غيره كان بيغلط. أسوأ النماذج. من أول يوم ثورة و الناس الطبيعية رافضة كل المظاهرات ما بعد التنحي لأن في وسائل تانية كانت متاحة بالديمقراطية. ايام مبارك ماكانش في أي وسيلة و آخر انتخابات تم تزويرها بالكامل. بلاش خلط و مقارنات خادعة.

4- اللي بيقول لا تحاسب رد الفعل، بيدي الحق لأي حد انه ينتقم بكل عنف عشان ده رد فعل. و تبقى غابة. و اللي بيقول الفعل بدأ من الحكومة الحالية بينسى ان الفعل بدأ من سنين و عقود. و مش هأقف عند مرسي و بس. لكن لو طبقت نفس المنطق هاقول ان كل من مات في ايام مرسي او لم يحصل على حقه كان من حقه يتظاهر و يضرب قانبا و يموت غيره عشان رد فعل

5- اللي بيتكلم النهارده على حق التظاهر و ورونا هتعملوا ايه واخد من الديمقراطية أبسط و اقل درجاتها و مظاهرها. الديمقراطية اساسها العمل الجماعي و الافكار و المبادئ وا لاستراتيجيات للادارة وا لاقتصاد و العدل.

6- اللي بيقول انهم بيتظاهروا عشان القانون تم حرقه بازالة مرسي ناسيين ان مرسي نفسه كسر القانون مرارا، و كنا قابلين لو كان عمل أي حاجة لمصلحة الناس و البلد و الثورة. ما حصلش. و لغاية آخر لحظة رفض مليون مبادرة و أبعد عنه كل القوى الوطنية اللي كانت معاه من يوم فيرمونت. و الاستفتاء على رئيس من مظاهر الديمقراطية المتحضرة. و هو رفض كل حاجة. و برضه 30 يونيو ماكانش فيها نقطة دم.

7- اللي احنا فيه نتاج 30 سنة قمة الفشل و الافساد من اام مبارك، لكن اللي حصل من النخبة في الشنة الأولى كمل علينا. و لما مرسي نجح كان في ايده أكبر فرصة، و للأسف حرق كل مراكب الثورة و فتح الباب لتطرف مخيف بندفع تمنه النهارده في سيناء و في كل حتة. و فتح باب اللعب بالمظاهرات و الحشود. و للأسف بقى في دم في رقبته زي اللي قبله. ما ينفعش النهارده بكل بساطة ناسه و اللي بيؤيدوه يقولوا مالناش دعوة و فين حق امواتنا. اللي فشل يدفع التمن بتاع فشله و يدفع تمن الدم اللي سمح بيه، قبل ما يطلب حقه.

8- اللي شايف ان الدنيا كلها ضده اعلام و قضاء و شرطة و جيش و نقابات و غيره، يا ريت يفكر اذا كان كل الناس دي خونة و متآمرة ( و كنا أغلبنا مساندين له قبل كده)، و لا هو فعلا عنده غلط و كبير. و أرجوك ما تعملش مصدوم و تكتشف ان البلد كلها خربانة و ظالمة. الكلام ده مش من امبارح بس. كنت ساكت ليه وقتها. ولا موت ناسك يفرق عن موت ناس غيرك.

9- اللي شايف ان الشرطة و الجيش كفرة و ظالمين و مش عايز يحترمهم يبقى يسيب البلد و يروح بلد تانية، و برضه هناك هيضطر يحترم الجيش و الشرطة بتاعتهم. فيه ملايين المتطرفين و المحافظين اللي عايشين في ديار الكفر بس بيحترموا القوانين بتاعتها. اديني عقلك. اللي شايف ان الشرطة الجيش كلهم فاسدين غلطان. و اللي شايفهم كلهم ملايكة غلطان. هما زينا و مننا فيهم الكويس و الوحش.

10- لو عندك حل حقيقي متكامل و متخيل ان اللي انت بتعمله هيوصل البلد للنجاة و الحرية و العدل انا اكيد معاك، لكن الواقع بيقول عكس كده، و لو انت كل همك حقك الفردي أو ما تتخيا انه حقك، و بتسبغ عليه ألوان الدين و الوطنية، و ماعندكش الصورة النهائية عاملة ازاي، يبقى حسبي الله و نعم الوكيل، لأنك بتدخلنا في نفق مظلم مالوش آخر.

ارجو تقعد تفكر شوية كده، و تكتب مبادئك على ورقة، و تشوف اذا كنت طبقتها بنفس الدقة وال صرامة على كل العصور و الناس. و قوللي اذا منت بتغير المبدأ و تثبت الأشخاص، و لا بتثبت المبدأ و عشان كده مش فارق معاك الأشخاص. عن نفسي أنا من النوع التاني، وبأحاول أثبت عليه. و دفعت تمنه كتير. و من ضمن اللي دفعت قلة أدب و ردود فيها قلة ذوق و اهانة، و استحمال انك تشرح من اول ما قابيل قتل هابيل و تفسر الماء بعد الجهد بالماء،ده غير اللي دفعته من مستقبل و حقوق في زمان ماكانش فيه أبطال. و لو انت مش عارف كده يبقى انت في المكان الغلط.. اتكل على الله و ما تضيعش وقتك.