الطب من مآسي مصر

بقلم : يحيي موسي ,, إيه نوعية الأخطاء الطبية اللي ممكن تتعرّض لها ف مستشفى داخل مصر ( حكومي أو خاص أو استثماري أو بتنجاني ) ؟

بتعرفوا تعدّوا لغاية كام ؟

1- تدخل من باب المستشفى و ما حدّش يسجّل بياناتك ( الاسم و تاريخ الميلاد و رقم الدخول ) و دا يخلّيك جوّا المستشفى عرضة لإنك تتعامل جوّا المستشفى على إنّك مريض تاني ... مش مصدّق ؟ .. طيب انزل لرقم اتنين

2- تدخل تعمل عملية زايدة يعملولك بواسير .. آه و رحمة دار سيدي حصلت .. دا بسبب رقم واحد اللي ما صدّقتنيش فيها

3- تدخل تكشف عن طبيب و يشخّص حالتك و يكتب لك علاج من غير ما يسأل عن شوية حاجات من ضمنها ( هل بتاخد أدوية تانية ف البيت ) و النتيجة إنك تاخد دوا مميت لأنه خطر استخدامه مع دوا تاني انت بتاخده ف البيت

4- تدخل تكشف عند طبيب و ما يقيسلكش درجة الحرارة و النبض و نسبة السكر العشوائي .. أغلب الدكاترة بيكتفوا بقياس الضغط و الكشف بالسمّاعة .. فيه قايمة كوارث ممكن تنتج عن دا

5- تدخل تكشف عند طبيب و يكتب لك العلاج من غير ما يقول لك هاتاخده لمدة قدّ إيه .. أو ما تاخدوش مع نوعيات أكل إيه .. مثلاً دوا زيّ الوارفرين ( دوا مضاد للتجلّط ) ما ينفعش تاخده و انت واكل جرجير .. قيس على كدا كتير

دي عيّنة من الأخطاء اللي ممكن تعاني منها بس و انت على باب الاستقبال و ف حجرة الكشف الأوليّة ( باستثناء رقم اتنين )

يعني و انت لسّه ع الباب

و دي بس جزء م الأخطاء اللي ليها علاقة بروشتة الطبيب فقط

يعني ما قلتلكش الأخطاء اللي ممكن تتعرّض لها من بقية أعضاء الطاقم الطبي زي التمريض مثلاً

و ماجبتلكش سيرة عن الأخطاء اللي ممكن تتعرّض لها ف بقية أنحاء المستشفى

ف المعمل

ف الصيدلية

ف غرفة الآشعة

ف غرفة العمليات

ف غرفة الرعاية المركزة

ف عنابر الحجز الداخلي

ف الحمّامات ( آه و النعمة ف الحمّامات )

بشكل عام تقدر تقول إنك ف أي مستشفى ف مصر مافيش خطوة بتخطوها داخل المستشفى إلا ما بيتمّ ارتكاب خطأ طبي واحد على الأقلّ تجاهك لحد ما تخرج تاني .. إن خرجت

و المفجع إن الأخطاء دي كلّها بلا استثناء معروفة و المستشفى كلها من مديرها لعمّ هوجن بتاع الجراج واعيين بيها

و المأساوي إنها كلّها بلا استثناء أيضاً أخطاء يسهل علاجها ( أو على الأقل الحدّ منها ) بدون تكلفة مادية .. فقط بقليل من الضمير .. قليل جداً منه ( كأن تستشير الآخرين و ما تعملش نفسك علّامة ) .. و بشيء ما من الإحساس بقيمة حياة البني آدم

بل إن أحياناً حتّة قطنة متعاصة كحول بتبقى هيّ الفيصل بين حياة مريض و مقتله

بالمناسبة دي أحكيلكم قصة حقيقية حصلت مع طبيب تخدير ف العمليات

الطبيب دا دخل أوضة العمليات لقى كل حاجة جاهزة و حقنة المخدّر اللي هاينيّم بيها المريض جاهزة على ترابيزته و كلّه تمام

دخل الجراح

بتاع التخدير خد الحقنة و حقن المريض

هوبّ المونيتور قعد يجعّر و يطلق صفارات إنذار و شوية و المريض مات

بعدها اكتشفوا إن الراجل حقن المريض بحقنة بنزين كان عامل المستشفى معبّيها عشان ينضّف بيها ترابيزة الجراحة ليلة العملية .. و ساب بقيتها على ترابيزة التخدير

هذا و بالله التوفيق