الأخوان و المشروع الإسلامي و تزوير التاريخ الإسلامي

و بمناسبة المشروع الإسلامي، فى توجه عام عند أغلبية الشعب المصري حاليا لاعتبار أن أيديولوجية الإخوان لا تعبر عن الإسلام الحقيقي بعكس الفهم الأزهري الصحيح للإسلام، و ده طبعا على اعتبار أن (حسن البنا) و لا (سيد قطب) اخترعوا الكلام ده من تلقاء أنفسهم و مش جايبينه من بطون كتب التراث الإسلامية اللي بيتم تدريسها فى الأزهر!

و الحقيقة أن النسخة الإخوانية من المشروع الإسلامي تعد نسخة عادية جدا، و هي بتعبر عن عقلية الريف المصري بالمناسبة، مش العقلية البدوية النجدية كما النسخة السلفية مثلا (اللي هما حاليا بيكتبوا الدستور) أو بالطبع النسخة الجهادية الأكثر شراسة.

المشروع الإسلامي عموما هو مشروع بناء إمبراطورية، طبعا الكلام ده فى العصر الحالي مجرد تهيؤات و أحلام يقظة بحكم تخلف العالم الإسلامي مقارنة ببقية الحضارات العالمية، بس من 1400 سنة ده اللى حصل بالظبط.
أى حد قرأ النسخة الرسمية من التاريخ الإسلامي فى كتب التراث هيلاحظ أن مفيش أحداث فى أول 100 سنة غير حركة توسعات عسكرية وهجرات، و أسماء قادة عسكريين و قائمة بالمعارك التي خاضوها و البلاد التي فتحوها.

دور الدين الإسلامي الأهم كان توحيد القبائل العربية لتبدأ واحدة من أكبر حركات التوسع العسكري و الهجرات الكثيفة فى التاريخ البشري (على غرار حركة الفتوحات العسكرية و الهجرات الجرمانية و المغولية و التركية)، امتدت فى أقل من 100 سنة من شمال الهند و حتى جنوب أوروبا مرورا بالشرق الأوسط و شمال أفريقيا، و غيرت التركيبة السكانية و الثقافية لهذه المناطق إلى اللحظة الراهنة.

و مفيش دليل أكبر على كده من أن المصادر الأصلية للدين نفسه غير موجودة حاليا، أقدم سيرة ذاتية اتكتبت لنبي الإسلام (محمد بن عبدالله) كانت بعد وفاته بأكتر من 100 سنة (سيرة ابن إسحاق)، و دي فترة زمنية كافية لاختلاق أسطورة من العدم لو أحببت.
المشكلة الكبري ان مفيش اي كتاب او مرجع ممكن تثق فيه لان اغلبهم وبنسبة كبيرة جدا كل كتباتهم تعرضت اما للتحريف او عدم الامانة في النقل او حتي تأثر الكاتب نفسه باهواء شخصية .

جدير بالذكر: أن سيرة بن اسحق لم تصلنا، وصلت من خلال نسخ معدله من تلاميذه (بدورها لم تصلنا) و التي تم الأقتباس منها بعد تعديلها (كمان مره) في سيرة بن هشام (200 سنه بعد الهجره) و تأريخ الأمم و الملوك للطبري (300 سنه بعد الهجره)
بقلم: مصطفي بدر