الحل لمشكلة قهرالمجتمع الذكوري ضد المرأة المصرية

بمناسبة الحركة النسوية المصرية (و العربية عموما) اللي تقريبا كل شغلها بيتلخص فى وقفات ضد التحرش (بيتم التحرش بيها) و تدوينات ضد العنف الأسري (محدش بيقرأها)، و كام ناشطة حقوقية بيطلعوا على التلفزيون يتكلموا عن القهر اللي بيمارسه المجتمع الذكوري ضد المرأة المصرية على كام صفحة على الfacebook بتدعو لانتفاضة المرأة ضد جلاديها، و كلام شاعري من نوعية "ثوري فالثورة امرأة، و العالم خرج من رحمك...الخ" ( ده بقى بيجيب followers كتير لكن طبعا لا يحقق أى نتائج على أرض الواقع).

مفيش حد يقدر يجادل أن المرأة المصرية محرومة من كثير من حقوقها و بيتم قهرها بشكل يومى سواء فى البيت أو الشارع، بس دي مشكلة مجتمعية فى الأساس قبل أن تكون مشكلة قانونية، يعني حتى بفرض وجود القوانين اللي بتحمي حقوق المرأة، التقاليد و الأعراف هتحرمها منها.
و تصوري الشخصي أن المشكلة الاجتماعية دي هي مشكلة اقتصادية بالأساس، و مش مقتصرة على الإناث فقط، بل الذكور أيضا.

طبعا مسارات التوعية المجتمعية و النضال لضمان حقوق المرأة فى الدستور و القوانين مهمة جدا، بس لربما المسار الأهم هو الاستقلالية الاقتصادية، مفيش حد هيأخد حقه مجتمعيا وهو لسه بيأخد مصروفه من ماما و بابا و معتمد عليهم معيشيا، و طبعا فى حالة الفتاة مفيش أى استقلالية على الإطلاق لأنها هتطلع من بيت الأسرة إلى بيت الزوج اللي هو برضه بيصرف على البيت، و زي ما بيقول المثل (من لا يملك غذائه لا يملك حريته).

عايز تحل مشاكلك الشخصية و مشاكل المجتمع ككل، استقل ماديا عن العيلة :

المرأة الامريكية مثلا لم تدخل القوى العاملة الا اثناء الحرب الثانية. وثانيا الحرية الاقتصادية التى تملكها المرأة العاملة تفرض على المجتمع والمشرع الاعتراف بحقها فى الحياة الكريمة. حتى الرجل فى بلاد عربستان لايملك الحرية لنفسه إذا كان عالة على والديه لاانخفاض الاجور او عدم وجود عمل اصلا. معظم المتحرشين بالنساء اما عواطلية او ليس لديهم امكانية الزواج. باختصار: شغل الناس يبطلوا خيابة.

لو كل شاب مصري (أو فتاة مصرية) وصل لسن ال21، بدأ يشتغل وهو بيدرس فى الجامعة، و بالتالى قدر يوفر الموارد المادية اللي تخليه يواجه ضغوط المجتمع (وعلى الأخص الأسرة) و تخليه يعرف يستقل بسكن منفصل و حياة مستقلة، 90% من المشاكل العاطفية و النفسية و الجنسية ...الخ اللى بتقابل الشباب المصري هتختفي، و بمرور الوقت هتلاقي نسق جديد من القيم و العادات بينتشر فى المدن المصرية (على الأقل فى أوساط شرائح أوسع من الطبقة المتوسطة).

بقلم : مصطفي بدر