احنا مش عايزين ثورة، عايزين نعيش

بقلم : خالد حبيب ,, مش عارف أنام. أنام ازاي و انا بأقرا و أسمع و أشوف حاجات أبعد ما تكون عن مبادئ بنتشدق بيها:

- تقارير مؤكدة عن توافق و تعاون ثابت بين حكومة الاخوان و اسرائيل، مش بس كان تعاون أمني، كمان تعاون صناعي. بدل ما نركز على فتح مصانعنا مدينا ايدينا تاني ليهم
- الثورة ( قبل الاخوان) يفتحوا الباب للجماعات المسلحة تعيش و تزدهر، و مفيش مخلوق يفضح الموضوع لغاية ما الدنيا تغرق تماما، و نلاقي نفسنا بنحارب حرب الجزاير. فضحنا الموضوع بعد ما سبناه يكبر و يتوحش، عشان نغرق بيه الاخوان. و احنا بنغرق البلد معاهم
- البرادعي مع النيو يورك تايمز بيبرر اعتقالات بدون سند قانوني و التدخل العسكري ( و الاطاحة بالقوة بمرسي لأنه لم يعمل باتقان)، و لا تعليق مطلقا على 18 مصري شهيد بمعايير الثورة. عكس كل مبادئه. سياسي زي غيره. و بيكدب و يغير كلامه زي غيره. كلنا كده.
- الاخوان بيدفعوا بشبابهم و عائلاتهم للموت بالعند و رفض التوافق، و المعارضة اللي بقت سلطة بتشارك في العناد و الاحتفال المبالغ و غض البصر عن المذبحة المحتملة. صراع سلطة صريح باسم الديمقراطية و الشعب يريد
- الشباب الثوري اللي ولع الدنيا شهور عشان واحد مات، ولا فارقة معاه 18 بيموتوا. عشان مش تبعهم.
- تعتيم اعلامي مطلق على رابعة و النهضة. لو كان تعتيم على عملية ارهابية و غطاء لحل أمني كان ماشي. لكن احنا شفناهم. مصريين و فيهم غلابة زينا. مفيش رسالة واحدة اعلاميا و سياسيا تريح الناس و تفرق بين الارهابيين و الغلابة، و تخلي الشعب كله ورا السلطة و مع بعض.
- نجوم العصر اللي فات و اللي قلنا انهم اسباب الفساد و القهر و الظلم، كلهم يتصدروا المشهد، و صوت الشباب و الاعلام الثوري ينعدم، خجلا أو مصلحة
- شباب الثورة النقي الجميل، بيبرر الاقصاء و القتل و العنف، لناس كانوا معاهم في الثورة و غامروا بحياتهم عشان الثورة و الحرية و كلمة الحق
- كل الكلام عن الديمقراطية و الشرعية، و خطورة جمع السلطات التنفيذية و التشريعية في ايد واحد يتراجع و يختفي،و كله يحاول يجمل الصورة و يقول بس المرة دي ليها سبب و احنا مطمئنين ليهم عكس التانيين. بدل ما نقبلها زي ما هي. من غير تزويق.
- نفس البطء. نفس الشلل. نفس الكسل. أيام عصيبة و المرة دي الترتيب شغال للتغيير بقاله 3 شهور. ورغم كده فات 48 ساعة و لسه مفيش حكومة ولا رئيس وزراء ، و لا كبير نكلمه و يكلمنا و ياخد قرارات. و الترشيحات البرادعي و الجنزوري تاسع و العقدة. يعني مش العريان ولا الناس اللي بره و اللي قلنا الاخوان كانوا رافضينهم. و لسه سايبين الشباب بيعملوا تظاهرات كل يوم من غير منطق. السرعة فقط في اغلاق قنوات. مش دي اللي هتفرق في حال بلد. مفيش خطة.

مش بأقول حاجة. كلنا مسؤولون عن الوضع اللي وصلنا له. من أول يوم ثورة تعاملنا باستخفاف مع قنابل موقوتة و أرض ألغام زرعها نظام مبارك. انفجار الجماعات السلفية و الجهادية كان نتاج 30 سنة تعامل امني و كبت، و مرسي لما فشل في الادارة واتزنق، اعتمد عليهم أكتر و فتح باب الدم. و المعارضة ساعدته برفض التعامل معاه. أجبرته يلعب لعبة الدين اللي هو اساسا مستريح لها. الخلاصة اننا ما ينفعش نستمر نضحك على روحنا، و نقول ثورة و أهداف ثورة و مبادئ. ما بنطبقش المبادئ على طول. وقت ما بنحب و نقدر. احنا مش عايزين ثورة. احنا عايزين نعيش. عايزين ناكل و نشرب. و نربي عيالنا و يتقفل علينا باب أمان. و اللي عنده الحاجات دي ممكن بعدها يلعب ألعاب المبادئ و الديمقراطية، و يا ريت معاها البطولة و الشهرة و النجومية. و لو غيرنا حصل له حاجة وحشة، هنحاول نغيرها من بعيد لبعيد. من غير ما نتعور منها. عشان ضميرنا ما يوجعناش. لا يكلف الله نفسا الا وسعها. كل واحد يحاول يغير و يصلح في نطاقه. و لو قدر يقدم خدمة للبلد يعملها. ربنا يرحمنا جميعا..