الصورة من بعيد: البديهيات

بقلم : خالد حبيب ,, لما تطلع بره الكادر، و تبعد عن التشنج و الانفعال، و تنسى البني آدمين و تفتكر المبادئ، تقدر تاخد نفس عميق و تشوف الصورة أوضح:
1- حرب على الاسلام: كلام فارغ و هروب من الفشل. لو كانوا عايزين حرب عالاسلام كانوا سابوا الاخوان بحكمهم للبلد. فشل مطلق و أسوأ نموذج للادارة و العمل و الانتاج و التخطيط و المصداقية. محدش حارب ماليزيا في نجاحها. و بلاد زي السويد و الدنمارك قمة في النجاح من غير شعار ديني واحد. لو كان عند مرسي خطة أو قدرة كان دخل استفتاء أو انتخابات مبكرة و قدر يقنع الناس. لكن انت معندكش خطة ولا قدرة ولا حلفاء و لا في أي مؤشرات نجاح حقيقي ولا عندك أدنى سيطرة على البلد. مالهاش الا اسم واحد. رغبة في السلطة.
2- صراع سلطة: الأساس صراع سلطة، ربي أعلم بالنوايا و ممكن كل طرف ممكن يكون مقتنع انه عايز مصلحة البلد. لكن محدش فيهم قد المسؤولية و لا عارف يكسب بعمله. بالتالي كل واحد بيلعب بغيره. بدم و عواطف و مستقبل غيره، من الشباب و العائلات و الستات اللي بيحبوا البلد و الدين و الحرية. الكل يتساوى في اللعبة. بكل دمها و ذنبها
3- سلاح: الاخوان لما بيخسروا بيلجأوا لسلاح الدين، و لما يخسروا أكتر يلجأوا للشارع. و يطلقوا مارد الجماعات المتطرفة و يلعبوا بكارت خطير هو النساء و الأطفال. مش استشهاد بقدر ما هي انتحار.
4- سلاح: الليبراليين لما بيخسروا بيلجأوا لسلاح الشارع، و لما يخسروا أكتر يلجأوا للجيش و الفلول و الاعلام و البلطجة و أي حد عنده قوة أو تأثير، و يبعدوا بالبلد أميال و سنين عن أي أمل في ديمقراطية وليبرالية
5- تفويض: الجيش مش محتاج تفويض لمحاربة ارهاب أو فرض نظام. الجيش و الشرطة معاهم التفويض و قبل التفويض المسؤولية وا لالتزام. كلنا عاملين تفويض مطلق لأي مسؤول في مكانه انه يقوم بعمله و أولهم الجيش و الشرطة. بس يقوم بعمله صح. يفرق بين البلطجي و الارهابي و المواطن المسالم، اللي بيتظاهر حسب قواعد لعبة الحشد اللي اخترعناها و مش عارفين نلعب غيرها. يقدم دليل واحد يثبت خيانة الاخوان و تواطؤهم في موضوع الجنود في سيناء أو أي أمر مرتبط بالأمن القومي. ساعتها مفيش مخلوق هيقف معاهم. مفيش تفويض مطلقا لاسالة دم برئ. أكيد ممكن تحصل بالخطأ، لكن بالعمد ده موضوع تاني. و برضه ربي أعلم بالنوايا. لكن الحشد و الحشد المضاد أسوأ الخيارات، و ترك للحل في يد الغوغاء و الدهماء و الجموع بلا عقل. بنظهر أسوأ ما فينا و نبتعد عن الآدمية لنقطة اللا رجوع
6- الأخلاق: الأخلاق الحقيقية بتظهر في المواقف الصعبة. ايام مرسي كنت بانتقد افعال الليبراليين و كانوا يردوا بقمة قلة الأدب و هما بره السلطة، و كنت بانتقد افعال الاحزاب ذات الغطاء الديني اخوان و غيرهم، و كانوا بيردوا بمنتهى الذوق و رحابة الصدر. النهارده لما بأنتقد افعال الليبراليين يبردوا بمنتهى الذوق و رحابة الصدر، و لما انتقد الاخوان و الطرف ذا الغطاء الديني بتيجي الردود بقمة قلة الأدب و السفالة. يعني المشكلة في الطرفين، فينا كلنا. حلوين طول ما احنا كسبانين. للأسف مفيش أخلاق.
7- المبادئ: لا تتجزأ. احب جدا انك تبقى على طول الخط مع حرية الاعتصام و التظاهر و ان المعارض بس هو اللي ينزل الشارع و الاحتكام للجموع. أو على طول الخط رافض للتظاهر و الاستقواء بالشارع و العودة لقواعد الديمقراطية ( و ده كان رأيي من أول محمد محمود). لكن تقبل على نفسك اللي ترفضه لغيرك يبقى مفيش مبادئ. و واضح ان مفيش مبادئ
8- الشرعية: مالهاش دعوة بتفويض من جموع في الشارع أو تفويض من صندوق مع فشل متناهي في ادارة كل مرافق الدولة. لغاية ما نقرد نلعب ديمقراطية صح، تبقى الشرعية هي شرعية الانجاز
9- الثورة: كانت ثورة على الفقر و الجهل و التجهيل و الظلم و الفساد و الاحتكارات و التوريث ( في كل المجالات مش رئاسة بس)، و انعدام العدالة، و ضياع الحقوق، و تفشي الكذب و التزوير و الانحراف الاعلامي، و انعدام الكفاءة في كل المجالات، و ضياع الهيبة و المكانة الدولية، و هشاشة البنية الأساسية و القاعدة التصنيعية و الاقتصادية. التطرف الديني ماكانش كارثتنا الأولى، و في اعتقادي المتواضع انه نتيجة لكل العوامل و الكوارث الأخرى. و بعد الثورة في السنة الأولى أطلقنا المارد من خلال السماح بأحزاب دينية و سلفية و غيره. خطأ فاحش. لو خلصنا من الاخوان مش هنصحى نلاقي كل مشاكلنا اتحلت. بالأصح، ولا مشكلة هتكون اتحلت. كل ده بنهرب من مشاكلنا الحقيقية
10- الامكانيات: متواضعة لأقصى الدرجات، نظرة سريعة على تداعيات الأحداث من 3 يوليو لغاية النهارده و هتلاقي الناتج صفر أو سلبي. و نظرة للوشوش اللي بتشيل المسؤولية هتلاقي نفس الوشوش اللي قادت و ضيعت البلد سنين طويلة، و هتلاقي سوء الاختيار يتجلى في اختيار ناس عليها قضايا و كوارث مثبتة. للدرجة دي الخيال محدود و الاختيار نطاقه ضيق. قلة الحيلة و انعدام الكفاءة آفتنا الكبرى. من الجميع. كلنا محتاجين نتعلم كتير.
11- الحل لن يكون الا بشيل الكفن. القيادة تفتح صفحة جديدة. تعترف بالأخطاء و الخطايا. تطبق قوانين صارمة، و بنفس القدر و الدقة و التطبيق على كل الأطراف. الحساسية مفرطة و المشاعر ملتهبة و الدم مازال ساخنا. لو في أدلة قاطعة يتم اظهارها بدون فبركة. و لو مفيش يبقى ندوس على قلوبنا و مشاعرنا و أحزاننا و نبدأ صفحة جديدة. حالنا مش أصعب من رواندا ولا اليمن ولا جنوب أفريقيا ولا نيكاراجوا ولا أيرلندا. لازم نقفل صفحة ملوثة بالدم بدل ما نفتح معاها كتاب كله دم و مجازر.
أعتذر للاطالة و أحاول أرجع لأجازة مش عارف أبدأها. ربنا يسترها و يهدينا جميعا..ان شاء الله تعدي. نسمع بس صوت العقلاء اللي حوالينا، و صوت العقل اللي جوه كل واحد فينا. و نفتكر انها بلدنا و ولادنا..