الآن و ليس غدا

بقلم : خالد حبيب ,, يوم من أصعب ايام مصر.. اللي ماتوا جسديا، و اللي ماتت ضمايرهم و عقولهم. عندي في الصفحة 5000 صديق، قلبي وجعني و انا قاعد اقرا كل شوية نعي لحد مات، و اللي بينعيه بيتكلم عن انسان جميل و نضيف. منهم اخوان و غير اخوان. و منهم ظباط و عساكر. و كلهم غلابة و محترمين، و أصحابهم بيتكلموا عنهم بكل الخير. و أصحابهم بيدعوا على أعدائهم، و بيلعنوهم. و أعداؤهم من الناس اللي ماتوا من الناحية التانية. يعني ممكن يبقى شهيد و ملعون في نفس الوقت. و كلهم مصريين. و بيوتهم ضلمة الليلة دي، و كل الليالي اللي جاية. ربنا ما يحكم على أب أو أم انهم يدفنوا ابنهم. طلب صغير.. شوية صمت و احترام لحرمة الموت و جلاله.. قراءة فاتحة. ترحم على كل مصري دمه سال. و شوية تفكير ايه اللي وصلنا لكده.. و ازاي ممكن نرجع بشر تاني، و نحل مشاكلنا.. اسوأ فرض لو ماعندناش حلول، ما نزودش الجراح ولا نقلب المواجع..اعتذار عن اي كلمة أو فكرة قلتها النهارده و انا مش في بالي حال أهالي اللي ماتوا.. ربنا يلطف بينا و ما يحكمش على حد منا بالابتلاء الرهيب ده.. انا لله و انا اليه راجعون..


تقرير في موقع الموجز بيقول بالنص ان الاخوان أحرقوا في 24 ساعة 52 كنيسة و 13 قسم و 10 محاكم، ده غير مديريات الأمن. أسئلة بسيطة:
1- هل احنا ماكناش متوقعين ردة الفعل العنيفة و الدموية و خصوصا من الجماعات المتطرفة المتحالفة مع الاخوان؟
2- هل الطبيعي ان كل الكنايس و الأقسام تكون متروكة تماما للهجوم و الحرق و السلب و النهب بلا أي حماية أو تأمين؟ هل الطبيعي الظباط و الجنود يمثل بيهم ( ولا حول ولا قوة الا بالله) زي ما شفنا ؟
3- هل ماكانش في قدرة فورية على القبض على اللي بيحرقوا كل الأماكن دي و ساعتها نسكت أصوات الاعلام الأجنبي و نثبت بالصور و الفيديو و الاعترافات الفعلية مين دول و انهم اخوان أو جماعات و نقتل الموضوع؟ 
4- هل ممكن نعمل حسابنا من دلوقتي؟ لأن من الواضح ان الكلام ده هيستمر الأيام اللي جاية؟
5- و بالمرة بالنسبة لنهب و سرقة و تحطيم محطة بنزين موبيل في البطل أحمد عبد العزيز امبارح وقت الفجر يعني وقت الحظر، هل ممكن تطبيق الحظر بكل صرامة و من قبل الجيش و الشرطة مش اللجان الشعبية؟ عشان ما نترعبش أكتر من كده؟
يا رب خير.. عايزين نطلع من كل البلاوي اللي احنا فيها، و عمرنا ما هنطلع لو كل ما بنبدأ في طريق أو عمل لا نتقنه ولا نكمله..

اتكلم عالموت و البني آدمين، يردوا عليا بمناقشة عن انتماءات سياسية و حزبية و محاولة كولومبو في اثبات من السبب. كلنا السبب و أولنا انت و اللي زيك، اللي متخيل ان الموضوع صراع و معركة بقاء، و مالهاش حل الا الاقصاء و الدم و التطهير. عايزك قبل ما تتكلم أو ترد على أي حاجة، تقضي يوم كامل بتتفرج و تسمع و بتقرا، قنوات و صحف و برامج من المعسكر اللي ضدك، معسكر المكفرة أو المتأسلمين أو العلمانيين، أو عبيد البيادة أو تجار الدين، أو الخرفان أو الطراطير. زي ما انت متعود تسميهم. من فضلك اقعد يوم بحاله متابعهم و اسمع كل تحليلاتهم و خطاباتهم و أدلتهم الموثقة، و حبهم الجارف للبلد، و وطنيتهم الرهيبة، و سمو أخلاقهم. و ارجع بعدها قوللي رأيك ايه. ولو انت رب الأسرة دي هتعمل ايه عشان تنجيها و تنقذها من غير ما تدبح حد من ولادك. ولا أقولك.. ما تقولليش رأيك ايه.. عشان أنا لا هاقتنع بده ولا بده. ماليش في السواد و الدم و التطرف و العنصرية، و التكفيرو المعارك الوهمية و البطولات التخيلية. انا بني آدم عادي و عايز أفضل كده..

مش لازم نستنى و نثبت خطورة الوضع و الارهاب، ولا نحاول نقنع رأي عام ولا غيره. التمن غالي قوي من دم و تخريب و حرق، و من فرقة مرعبة هندفع تمنها سنين في اعادة بناء الوطن. و كل صورة دم بتهيج المشاعر و كل مكالمة تليفون بتولع نار.
- وقت حظر التجول. و احكام عرفية و تمشيط و تطهير كل شبر في العاصمة و في المدن الكبرى. بلا استثناء.
- وقت انتشار شامل للجيش و الشرطة في كل الأماكن الحيوية في كل المحافظات (بعيدا عن لعبة اللجان الشعبية الخطيرة). الكنايس و المساجد و الأقسام و كل مكان عام. كارثة لو ماكناش عاملين حسابنا، و ألعن بكتير لو كنا عارفين و سبناها عشان نفضح ارهاب أو تطرف. احنا فوضنا من أول يوم لمحاربة كل ارهاب. مش عايزين الدليل يبقى من دمنا.
- وقت انسحاب كل من لديه ذرة وطنية الى منزله. واللي مصر يتحمل نتيجة اختياره. و لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة.
- وقت التوقف عن نشر أي أخبار و اشاعات تولع الدنيا أو تشعل نار كراهية.
- و قت التزام كل من يرى في نفسه المدافع عن الاسلام، بكلام الرسول و الالتزام بالمنازل وقت الفتن.
- وقت التعامل الاعلامي الصارم و المكثف و الواضح، مؤتمر صحفي دائم الانعقاد و بيان بالتطورات كل ساعة. و في وجود رجال الصحافة العالمية. و الاجابة بواقعية على كل سؤال.
- وقت خروج القائد الحقيقي للبلد يكلم الشعب، و يقول لنا بكل وضوح الموقف ، و المتوقع و التمن و المخاطر. خارطة الطريق الواقعية اللي هتحصل.

اخترنا أصعب طريق. و الله يسامح كل من وصلنا الى الموقف ده ( و أغلبهم النهارده بيتباكوا على الوضع): كل من تهاون و كل من سمح بأحزاب دينية و كل من حجب أسرار تضر الوطن و كل من حض على كراهية. دلوقتي لازم صمت تام. لازم نمسح و نبدأ من جديد. نقطة و من أول السطر. مالهاش حل تاني. مش وقت العتاب و الاتهام و تحميل المسؤولية. كلنا مسؤولون بدرجات متفاوتة. كل دم سال في رقابنا كلنا. ربنا يطلعنا منها على خير..