كيف ساهم الأنجليز في تأسيس جماعة الأخوان المسلمين ؟

بقلم : محمد حسن ,, ديسمبر 1919 وصل " ألفرد منلر" مدير المستعمرات البريطاني إلي مصر إبّان إندلاع ثورة 1919 ـ وصل علي رأس وفد انجليزي لدراسة اسباب الثورة المصرية و كيفية السيطرة عليها و تجنُّبها و قطع اي فرصة علي مصر للحصول علي استقلال تام ، إللتقي ملنر عدد محدود من القيادات السياسية و التنفيذية المصرية آنذاك منهم عدلي باشا يكن رئيس الوزراء ، حينها كان سعد زغلول في منفاه و علي الفور ارسل سعد الي كل القيادات السياسية المصرية الحرة طالباً من الجميع عدم مقابلة ملنر و رفاقه لاجبارهم علي اعادته من المنفي ، فكان شرط التفاوض و مقابلة ملنر ( لا تفاوض إلّا مع سعد) ، لكن ملنر واصل العمل حيث كان من أهم الشخصيات المحورية في التاج البريطاني ، عمل في مصر لمدة اربع سنوات كاملة أصبح خلالها عارفاً بخريطة مصر الجغرافية و السياسية و أهيمة دور (الدين) فيها ، أتم مهمته في مصر و غادر متجهاً الي لندن 1920 ، إللتقي مع رئيس الوزراء (ديفيد لويد جورج) و عرض عليه و بعض القيادات السياسية الكبيرة في بريطانيا ما حدث في مصر و ما توصل إليه فريقه و الاجراءات التي يجب أن تُتَخذ ، عندما خرج ملنر من مقابلة رئيس الوزراء اجرت معه صحيفة " مانشستر جارديان "حواراً صحفياً جاء فيه " و ما هي خطتكم إذن في الحفاظ علي مصالح بريطانيا داخل مصر ؟ " ـ رد ملنر " هناك من قال ان الدين افيون ، و لكني اؤكد ان الدين قنبلة " أكتفي ملنر بهذا التصريح و تم نشره في عدد الجريدة يوم 25_4_1920 ، ايضاً وثّق هذا الحوار الصحفي جورج هيلر في كتاب " بريطانيا و العالم " .. تحدث فيه عن سياسة بريطانيا تجاه مستعمراتها و منها المملكة المصرية ..اللي قرأ مذكرات البنا الان يستطيع ان يجد إجابات لهذه الاسئلة ، لماذا قرر البنا عدم إكمال تعليمه العالي رغم (تفوقه) و قرر العمل بالتدريس بشهادة متوسطة لا تتيح له إلا تدريس الخط العربي ؟ لماذا قرر البنا ان يعمل في مدينة الاسماعيلية بالتحديد التي كانت مقراً لشركة قناة السويس و ادراتها الاجنبية (البريطانية و الفرنسية) ؟ لماذا تبرعت الادارة الاجنبية " المستعمرة" لقناة السويس لحسن البنا بملغ قدره 500 جنية و هو مبلغ ضخم حينها لبناء و تأسيس مقر للجماعة ؟ .. أعتقد الامر واضح