بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر 1973

مذكرات قادة الجيش المصري (السادات، الشاذلي، الجمسي) على اختلافاتهم بتؤكد توجه استراتيجي حقيقي لإستعادة (سيناء) عسكريا. الجيش المصري حقق إنجاز عسكري متميز فى المرحلة الأولى من الحرب (عبور قناة السويس و السيطرة على خط بارليف و 10-15 كيلومتر شرق القناة)، بس المرحلة الثانية (التقدم إلى الممرات) فشلت فشل ذريع و كانت السبب فى حدوث الثغرة و الهجوم المضاد من الجيش الإسرائيلي و عبوره إلى غرب القناة و حصار الجيش الثالث و مدينتي (الإسماعيلية) و (السويس) اللى أجبر (السادات) على قبول قرار وقف إطلاق النار.

بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر 1973، دى الخريطة النهائية لنتيجة حرب أكتوبر 1973 عسكريا، و أحب أوضح نقطتين:

1- حرب أكتوبر 1973، و تاريخنا كله سواء الديني ممثلا فى التاريخ الإسلامي أو القومي ممثلا فى التاريخ المصري بحاجة إلى نظرة حيادية بعيدا عن أى مبالغات دينية أو قومية أو انحيازات شخصية، لأننا لازم نكون حياديين إلى أقصى درجة ممكنة علشان نعرف نفهم الماضي و بالتالي نعرف نبني الحاضر.
مش هتقدر تفهم نصوص اتفاقية فض الاشتباك الأولى بين مصر و إسرائيل (سحب 70 ألف جندي مصري و 1000 دبابة من سيناء، و إبقاء 7 آلاف جندى و 30 دبابة فقط لاغير، مقابل سحب الإسرائيليين قواتهم من غرب القناة)، و ماتلاها من اتفاقية فض الاشتباك الثانبة و اتفاقية كامب ديفيد و معاهدة السلام، من غير ما تكون حيادى فى تعاملك مع حرب أكتوبر 1973.

2- الوضع السياسي الحالي ملوش علاقة بحرب أكتوبر 1973، لو هنتكلم على قيادات الجيش المصري الحالية الفريق أول (عبدالفتاح السيسي) و الفريق (صدقي صبحي) فدول ملهمش أي علاقة بالحرب لأنهم اتخرجوا من الكلية الحربية العام 1977 و 1976، يعنى بعد انتهاء الحرب أساسا، و أخر قيادات الجيش المصرى فى حرب 1973 الفريق أول (حسني مبارك) بيتحاكم حاليا فى اتهامات تتعلق بفترة رئاسته للجمهورية.


الوضع العسكرى يوم 24 أكتوبر 1973 بعد إتفاق وقف إطلاق النار على الجبهتين المصرية و السورية.
المنطقة باللون الأحمر شرق قناة السويس حررها الجيش المصرى، و المنطقة باللون الأخضر استولى عليها الجيش الإسرائيلى غرب قناة السويس و شرق هضبة الجولان.

رغم إتفاق وقف إطلاق النار، استمرت المناوشات على الجبهتين دون أى تغير على الأرض حتى توقيع إتفاقية فك الإشتباك بين مصر و إسرائيل يناير 1974، و سوريا و إسرائيل مايو 1974 و يبقي أن حرب اكتوبر كان الغرض الرئيسى منها كسر الجمود السياسى وعمل مفاوضات مع اسرائيل لانه لا يتفاوض الا القوى وسيناء كان من المستحيل استعادتها بالكامل عسكريا لانك كنت بتحارب امريكا وليس اسرائيل فقط يعنى حرب اكتوبر هى من صنعت كامب ديفيد اللى استعدنا ارضنا بتلك الاتفاقية ومناحم بيجين مات مكتئبا بعدها وقال لا اصدق انى اعطيت السادات سيناء بالكامل مقابل قطعة ورق :)
بقلم : مصطفي بدر