مستقبل سوريا انتهى بل سوريا نفسها كدولة انتهت أساسا


 أكبر كارثة إنسانية فى القرن الحادى و العشرين و 100 ألف قتيل و 2 مليون لاجىء و (دمشق) و (حلب) و (حمص) بقوا شوية أطلال و مبانى متهدمة. معرفش إزاى ممكن الوضع يسوء هناك أكتر من كده؟! مستقبل سوريا انتهى، بل سوريا نفسها كدولة انتهت أساسا. سوريا تقصف يوميا منذ عامين، الجيش النظامى بيقصف مدنه بالطيارات الحربية و الميليشيات المعارضة بترد بالمدفعية الثقيلة و كل 15 ثانية فى سورى بيتحول لقتيل أو لاجىء. لو المجتمع الدولى متدخلش الحرب الأهلية هتستمر لسنين قادمة و نهايتها هتبقى دولة علوية فى الشمال على كام دويلة إسلامية فى الوسط و دويلة كردية فى الشرق فى حروب مستمرة. تأخر التدخل العسكرى هو اللى أدى لتحول قيادة المعارضة من الجيش الحر إلى جبهة النصرة.

تقيمنا للوضع الضحل المخيف لا نختلف عليه، و نعم، التدخل العسكري كان من المفترض أن يحدث قبل أن يركب المتطرفون الموجة. لكن الآن ظروف الواقع تتطلب إستراتيجة جديدة مدروسة تتضمن مرحلة ما بعد الضربة العسكرية.

حتي الأن ليس هناك من يعرف مدي الضربة الأمريكية المتوقعة هل ستكون لتدمير مستودعات الأسلحة الكيميائية كرسالة ردع لإيران و كوريا الشمالية و أى دولة تفكر فى استخدام أسلحة الدمار الشامل، و لا بهدف إسقاط نظام (الأسد). لو الأولى، فالحرب الأهلية ستظل مستمرة، لو الثانية فلازم يتم توجيه ضربة عسكرية للجماعات الجهادية زى (جبهة النصرة) أيضا، و من ثم الضغط على باقى الأطراف لقبول تسوية سياسية و عقد إجتماعى جديد.

إدارة بول بريمر المؤقتة للعراق سببت للدولة أخطاء رهيبة يدفع ثمنها العراق حتى اللحظة، الولايات المتحدة بالذات سجلها في إدارة الأزمات في الشرق الأوسط فاشل بإمتياز. الأفضل هو التدخل الدولي.

الإدارة الأمريكية للعراق ليها أخطاء فادحة أهمها طبعا القرار الغبى بحل الجيش العراقى، بس الأخطاء الأكبر فى المأساة العراقية كانت من صنع العراقيين انفسهم أولا، (العراق) دولة غنية بالموارد الطبيعية و البشرية كانت لتكون سويسرا الشرق الأوسط لولا غباء النظام البعثى و مغامراته العسكرية الطائشة اللى قادت للغزو العسكرى، و التركيبة الطائفية للمجتمع "كباقى المجتمعات الشرق الأوسطية" اللى بعد سنين طوال لم تستطع تعلم بعد بديهيات الحس الإنسانى المشترك من حتمية التعايش فى ظل عقد إجتماعى شامل و تسوية سياسية حقيقية.