خيالات التدخل العسكرى الغربى فى مصر

من غرائب الزمان و عجائب المكان أن لسه فى نسبة كبيرة من المصريين خايفين من التدخل العسكرى الغربى فى مصر، و أنهم يصحوا بكره الصبح يلاقوا جنود المارينز بيشربوا شيشة على قهاوى ميدان رمسيس.

و الحقيقة أنا مش فاهم القلق ده جاى منين، تعال كده نتصور أسوأ سيناريو مستقبلى ممكن و بعدين نشوف تبعاته.
تتفاقم الأزمة السياسية المصرية بشكل خطير، و تحت ضغوط الإقتصاد المتهاوى تندلع إحتجاجات ضخمة و تنشأ حالة فوضوية عارمة فى جميع المحافظات بعد إنهيار سلطة الدولة و تبدأ مرحلة "حرب الجميع ضد الجميع".

الغرب ساعتها عنده 3 أولويات مهمة تتعلق بالدولة المصرية :

1- أمن (إسرائيل)، و ده مش هيتغير كثيرا على أى حال، ف(سيناء) الجزء المصرى الملاصق للحدود الإسرائيلية تعج حاليا بالميليشيات الجهادية أساسا، و سيادة الدولة المصرية هناك تتعرض للهجوم بقذائف الأر بى جى و الصواريخ يوميا.
الجيش الإسرائيلى أكد تقاريرا منذ حوالى الشهر تتحدث عن تغيير عقيدته العسكرية من قتال الجيوش النظامية إلى محاربة التنظيمات و الميليشيات المعادية التى تنتهج أسلوب حرب العصابات، بسبب تغير الوضع فى الدول المجاورة بعد أحداث الربيع العربى.

2- ضمان عدم تأثر (أوروبا) بالإضطرابات فى جنوب البحر المتوسط، و هذا قد يعنى تدفق ملايين اللاجئين إلى داخل حدودهم، و دى محتاجة إجراءات أمنية داخلية مش عسكرية.

3- ضمان تدفق النفط من الشرق الأوسط و حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس، وهنا المشكلة الحقيقية.
و دى ممكن معالجتها إما بالبحث عن بدائل أخرى قد تكون أقل كفاءة و أكثر تكلفة، زى مثلا مشروع خط السكة الحديد الجارى تنفيذه حاليا بالتعاون بين (الصين) و (إسرائيل) اللى هيربط ميناء إيلات المطل على خليج العقبة و البحر الأحمر بالبحر المتوسط.

أو تدخل عسكرى غربى محدود لإحتلال منطقة قناة السويس فقط لاغير، أى حاجة غير كده تكلفة على الفاضى ملهاش أى لازمة، و الكلام ده الإنجليز فهموه من بتاع 70 سنة على فكرة.
سكان الجزء الشمالى من وادى النيل ممكن يقعدوا يقتلوا فى بعض 50 سنة قدام لو عاوزين على غرار الحرب الأهلية السودانية، مفيش حد عنده إستعداد يدفع تكلفة إحتلال بلد تعدادها السكانى 85 مليون بموارد ضئيلة و أساطير كبيرة.

عزيزى المصرى البحراوى أو الصعيدى، الإسكندرانى أو القاهرى، متخافش عمرك ما هتصحى الصبح، تلاقى أحد الجنود المارينز بيشرب شيشة كنتالوب جنبك على القهوة.