أنا لا أقرأ الكتب المقدسة كالتوراة و الانجيل و القرآن الا كي أعرف بعدها التأريخي وكيف كتبت وعلاقتها بالبيئة التي كتبت فيها ولماذا لازالت موجودة.. لا أشعر بالغضب أو الشفقة أو التعاطف أو الحب تجاه هذه الكومة من الاوراق.. لكن عندما يأتي أحد أقاربي ويعتقد بأن هذه الكومة من الاوراق تعطيه الحق بتقييمي أخلاقياً و إنسانياً حول كيف أعيش ولماذا أعيش وبماذا أفكر وماذا أكتب. أشعر بالشفقة تجاه هذا القريب, أشعر بالحزن على هذا القلب الطيب الذي كنتُ أعرفهُ جيداً والذي قامت كومة من الاوراق القديمة بنزع كل عاطفة و حب ورغبة بالتقارب منه تجاهي الا من أجل مايعتقده هو بأنه يفعل ما فيه سبيل هدايتي الى الطريق الصحيح مرة أخرى... الا مايعتقده هو بأن العودة الى الحضيرة وشم رائحة الاسطبل الديني التي تزكم الانوف منذ قرون هو العلاج الافضل لحالة مستعصية مثل الحالة البسامية.
أنا إنسان هادئ ومسالم, أحب أهلي و أخوتي وكل البشر من حولي... أؤلئك الذين اعرفهم والذين أتمنى أن أعرفهم.. أتمنى الخير للجميع. سواء كانوا مؤمنين بالله أو البقر أو صخرة صماء. لايهمني لون شعرهم أو مع من ينامون ليلاً أو أذا ما كانوا يطمحون لتغيير البشرية جمعاء أم فقط بعض الخبز والماء لأولادهم. أحبهم جميعاً وأتمنى من أعماق قلبي الخير و السلام لهم. لكنني أشعر بحزن عميق عندما أجد أن البعض حقيقة عاجز عن فهم أن البشر جميعاً مُختلفين. كلٌ لهُ أفكاره و آماله وطموحاته. كلٌ لهُ أهدافه و تطلعاته. بعضهم يحلم بجنة وسعها السموات و الارض وبعضهم يحلم بدراجة هوائية بسيطة يتنقل عليها بينماحبيبته خلفه تعانق خصره تحت الشمس.
أتفهم جيداً أن البعض يعتقد بأن الله الذي يؤمن بهِ هو أكثر قدسية بكثير من البقرة التي شاهدتها قبل أيام في أحدى مزارع الجنوب الاخضر. أتفهم جيداً بأن البعض يعتقد بأن كتابهِ المقدس هو كتاب أروع من هلوسات عاشق مراهق يكتب على هوامش دفتره بعض كلمات العشق الساخن لأبنة الجيران. مالا أفهمهُ هو أصرار هؤلاء الذين يؤمنون بالآلهة أو الجن و الشياطين أو الكتب المقدسة أن آلهتم هي أهم و أعظم الاشياء ليس فقط بالنسبة لهم بل يجب أن تكون كذلك للجميع وبالتأكيد لكل من في عائلتهم الصغيرة او الكبيرة, هل هو صنف جديد من الجنون ببعض الاشياء أم الرغبة بالانتماء لأكبر قطيع تدفع البعض لتخيل بأن حجم القطيع هو الدليل على مصداقية ما يؤمنون بهِ؟
هل أن عشقي الصادق و الحقيقي لأمرأة يعشقها الجميع هو أفضل من عشقي الصادق و الحقيقي لأمرأة يعشقها بسام البغدادي فقط؟ هل رأيت أحدهم يأتي ويفرض عليك أن تعشق حبيبته فقط لأنه يعتقد ان حبيبته هي أروع و أجمل و اقدس و اطهر أمرأة على وجه الارض؟ ما شأني بالآخرين؟ ما شأن الآخرين بما أعشق أو أصدق أو أؤمن بهِ أو لا؟ أحدهم يعشق زينب و الآخر يعشق هالة و أنا أعشق إيمان... ما المشكلة في ذلك؟ أحدهم يعبد الله و الآخر يعبد البقرة و أنا أعبد شئ آخر... ما المشكلة في ذلك؟
أعلم جيداً بأنك ستغضب لو جئتُ يوماً وأخبرتك بأن حذاء حبيبتي العتيق هو أشرف و أقدس من كتبك المقدسة جميعاً... أعلم جيداً أنك ستغضب كثيراً لو قلت لك بأن قطرات عرق حبيبتي هي أشهى و أعظم من الهك لو كدست عليه أنبيائه اجمعين. لكنني لا أتحدث معك بهذه الطريقة الفجة.. بل أحترم أنك تؤمن ببعض الاشياء.. أخشى أن أجرحك أو أتسبب في حزنك... أخشى عليك أن تشعر باللاحيلة عندما تعلم بأن الهك عاجز عن فعل أي شئ في هذا الكون ليس فقط لي ولك.. بل حتى لأنقاذ نفسه من كم الشتائم و الرذائل التي يستطيع أن شخص منا أن يكيلها له دون أن يتغير لون السماء أو تبتلعنا الارض. يهمني جداً شعورك تجاهي وليس تجاه ما أؤمن بهِ... فلماذا تحشر دائماً ما تؤمن بهِ في علاقتك معي أو مع من حولك؟
أن أحترمك و أحترم مشاعرك لايعني بأي حال من الاحوال بأن لربك أو لمسيحك أو لمحمدك قيمة أعلى بشكل ما من أي شخصية كارتونية أخرى. بل أحترامي لك ينبع من شعوري تجاهك بالانسانية التي تجمعنا بغض النظر عن أنتمائك العقائدي أو الجنسي, بغض النظر عن لون بشرتك أو طولك أو لغتك أو دولتك او دينك أو عائلتك أو ميولك الجنسية. أنا و أنت كلانا ننتمي لعائلة واحدة هي الإنسانية, هذا الانتماء بحد ذاته هو الانتماء الوحيد الذي لم ولن نستطيع التخلص منه حتى نترك هذه العائلة الكبرى... ونرحل عن هذا العالم.. الى السماء لو أحببت أو الى شجرة صنوبر كبيرة يتردد بين أغصانها العشرات من زقزقات الطيور و الملايين من الفراشات الملونة.
بسام البغدادي
أنا إنسان هادئ ومسالم, أحب أهلي و أخوتي وكل البشر من حولي... أؤلئك الذين اعرفهم والذين أتمنى أن أعرفهم.. أتمنى الخير للجميع. سواء كانوا مؤمنين بالله أو البقر أو صخرة صماء. لايهمني لون شعرهم أو مع من ينامون ليلاً أو أذا ما كانوا يطمحون لتغيير البشرية جمعاء أم فقط بعض الخبز والماء لأولادهم. أحبهم جميعاً وأتمنى من أعماق قلبي الخير و السلام لهم. لكنني أشعر بحزن عميق عندما أجد أن البعض حقيقة عاجز عن فهم أن البشر جميعاً مُختلفين. كلٌ لهُ أفكاره و آماله وطموحاته. كلٌ لهُ أهدافه و تطلعاته. بعضهم يحلم بجنة وسعها السموات و الارض وبعضهم يحلم بدراجة هوائية بسيطة يتنقل عليها بينماحبيبته خلفه تعانق خصره تحت الشمس.
أتفهم جيداً أن البعض يعتقد بأن الله الذي يؤمن بهِ هو أكثر قدسية بكثير من البقرة التي شاهدتها قبل أيام في أحدى مزارع الجنوب الاخضر. أتفهم جيداً بأن البعض يعتقد بأن كتابهِ المقدس هو كتاب أروع من هلوسات عاشق مراهق يكتب على هوامش دفتره بعض كلمات العشق الساخن لأبنة الجيران. مالا أفهمهُ هو أصرار هؤلاء الذين يؤمنون بالآلهة أو الجن و الشياطين أو الكتب المقدسة أن آلهتم هي أهم و أعظم الاشياء ليس فقط بالنسبة لهم بل يجب أن تكون كذلك للجميع وبالتأكيد لكل من في عائلتهم الصغيرة او الكبيرة, هل هو صنف جديد من الجنون ببعض الاشياء أم الرغبة بالانتماء لأكبر قطيع تدفع البعض لتخيل بأن حجم القطيع هو الدليل على مصداقية ما يؤمنون بهِ؟
هل أن عشقي الصادق و الحقيقي لأمرأة يعشقها الجميع هو أفضل من عشقي الصادق و الحقيقي لأمرأة يعشقها بسام البغدادي فقط؟ هل رأيت أحدهم يأتي ويفرض عليك أن تعشق حبيبته فقط لأنه يعتقد ان حبيبته هي أروع و أجمل و اقدس و اطهر أمرأة على وجه الارض؟ ما شأني بالآخرين؟ ما شأن الآخرين بما أعشق أو أصدق أو أؤمن بهِ أو لا؟ أحدهم يعشق زينب و الآخر يعشق هالة و أنا أعشق إيمان... ما المشكلة في ذلك؟ أحدهم يعبد الله و الآخر يعبد البقرة و أنا أعبد شئ آخر... ما المشكلة في ذلك؟
أعلم جيداً بأنك ستغضب لو جئتُ يوماً وأخبرتك بأن حذاء حبيبتي العتيق هو أشرف و أقدس من كتبك المقدسة جميعاً... أعلم جيداً أنك ستغضب كثيراً لو قلت لك بأن قطرات عرق حبيبتي هي أشهى و أعظم من الهك لو كدست عليه أنبيائه اجمعين. لكنني لا أتحدث معك بهذه الطريقة الفجة.. بل أحترم أنك تؤمن ببعض الاشياء.. أخشى أن أجرحك أو أتسبب في حزنك... أخشى عليك أن تشعر باللاحيلة عندما تعلم بأن الهك عاجز عن فعل أي شئ في هذا الكون ليس فقط لي ولك.. بل حتى لأنقاذ نفسه من كم الشتائم و الرذائل التي يستطيع أن شخص منا أن يكيلها له دون أن يتغير لون السماء أو تبتلعنا الارض. يهمني جداً شعورك تجاهي وليس تجاه ما أؤمن بهِ... فلماذا تحشر دائماً ما تؤمن بهِ في علاقتك معي أو مع من حولك؟
أن أحترمك و أحترم مشاعرك لايعني بأي حال من الاحوال بأن لربك أو لمسيحك أو لمحمدك قيمة أعلى بشكل ما من أي شخصية كارتونية أخرى. بل أحترامي لك ينبع من شعوري تجاهك بالانسانية التي تجمعنا بغض النظر عن أنتمائك العقائدي أو الجنسي, بغض النظر عن لون بشرتك أو طولك أو لغتك أو دولتك او دينك أو عائلتك أو ميولك الجنسية. أنا و أنت كلانا ننتمي لعائلة واحدة هي الإنسانية, هذا الانتماء بحد ذاته هو الانتماء الوحيد الذي لم ولن نستطيع التخلص منه حتى نترك هذه العائلة الكبرى... ونرحل عن هذا العالم.. الى السماء لو أحببت أو الى شجرة صنوبر كبيرة يتردد بين أغصانها العشرات من زقزقات الطيور و الملايين من الفراشات الملونة.
بسام البغدادي