كتقليد يومى منذ عام تقريبا ، أحاول تخيل هذه الصورة الذهنية لتخفيف وطأة المشاكل اليومية :
حيز الصورة يكبر شيئا فشيئا انطلاقا من غرفتى ليصبح المنزل ثم الشارع فالمدينة فكوكب الأرض بالكامل حيث سبعة مليارات شخص بعضهم يعيش فى فصل الصيف و البعض يعيش فى فصل الشتاء .
بعضهم فى هذه اللحظة يرى ضوء الشمس الباهر و البعض الأخر يستعمل كشافا لاختراق الظلام الدامس ، فى كل دقيقة هناك عشرات الملايين يمارسون أعمالهم اليومية سواء انقاذ مريض على وشك الموت فى احدى غرف عمليات الطوارىء بالبرازيل أو التأكد من سلامة بنية الصرف الصحى فى احدى مدن اندونيسيا أو بيع المواد المخدرة فى شوارع الفلبين أو ادارة معرض سيارات رياضية فى فرنسا .
هذا الشيخ الواقف على منبره يحذر المستمعين الخائفين من خطيئة الزنا فى باكستان ، و هذان العاشقان التركيان اللذان يمارسان الجنس فى ذات اللحظة بدون عقد زواج .
هذا القسيس الكاثوليكى الذى يلقى عظة باحدى كنائس انجولا عن المصير اللعين الذى ينتظر غير المؤمنين ، و سيدة الأعمال الجنوب افريقية التى تدير عملا ممتازا و بيتا سعيدا بدون الحاجة للايمان باله .
نصف مليون أسرة تتألم يوميا بسبب موت أحد افرادها ، و مليون أسرة أخرى سعيدة بمجىء فرد جديد ..
مئات اللغات و 192 دولة عضو فى الأمم المتحدة و جرائم قتل و سرقة و أعمال خيرية و نفقات تسليح و بشر حالمون و أخرون فقدوا القدرة على الحلم .. ملياردير صينى فى الأربعينات من عمره يدخن سيجاره الكوبى فى هونج كونغ و عجوز كوبى فى السبعين من عمره لم يذق من الطعام الا أسوأه ..جنرال أميركى يضع خططه العسكرية لمواجهة الصين فى المحيط الباسفيكى ، و مراهق روسى يحلم بشراء جهاز الأيباد الجديد ..طالب جامعى مصرى قلبه تحطم بسبب تخلى حبيبته عنه رغم كل ذكريات أكل الترمس على الكورنيش ، و مصرفى يونانى فى الخمسين من عمره وجد نفسه بسبب ظروف التقشف الاقتصادى بدون وظيفة يستطيع أن يعول بها أسرته ..راهب بوذى يدعو للسلام فى التبت ، و سفاح استرالى يسترجع تلذذ ذكرى قتله لضحاياه
تكبر الصورة أكثر فاذا بكل هؤلاء أفراد ضمن احدى الانواع البيولوجية الحديثة نوعا ما فعمرها لا يتجاوز ال200 ألف عام (108 مليار بشرى ، منهم سبعة مليارات من الأحياء ) يعيشون على سطح صخرة عملاقة تسبح فى الفضاء عمرها 4.6 مليار عام و تدور حول نفسها كما حول نجم متوسط الحجم يسميه الأرضيون بالشمس .ثم تكبر الصورة أكثر لترى نجم الشمس هو الأخر مع حوالى 100 مليار نجم أخر - بكل الكواكب و الأقمار التى تتبعهم - يدورون حول مركز مجرة درب التبانة . ثم تكبر لتجد امتدادا قد يكون لانهائيا للكون لا تتجاوز معرفتنا به حتى اللحظة 4% من حجمه ، و قد يكون الكون هو الأخر جزء من عدد لانهائى من الاكوان
هنا تصل الى النقطة الحاسمة حيث يستحيل على الدماغ البشرى الاستيعاب أو رسم صورة ذهنية ، فتعود عكسيا عبر المكان و الزمان من أكوان متعددة لانهائية الى الكون الحالى الذى بدأ قبل 13.7 مليار سنة ثم الى مجرة درب التبانة ثم الى نجم الشمس ، تبحث بلهفة عن كوكب الأرض ، تخترق الغلاف الجوى ، أين القطعة الجغرافية التى نسميها مصر .أين مدينتى ؟ شارعى فبيتى ..قدح القهوة الساخن مازال فى يدى اليمنى ، شاشة الحاسب الآلى ماتزال أمامى
رحلة لابأس بها ، و ان كانت تترك مليارات النهايات المفتوحة بلا اجابة يقينية سواء عن طبيعة ال96% الباقية من حجم الكون أو عن مصير جهاز الأيباد الذى يحلم به المراهق الروسى .
حيز الصورة يكبر شيئا فشيئا انطلاقا من غرفتى ليصبح المنزل ثم الشارع فالمدينة فكوكب الأرض بالكامل حيث سبعة مليارات شخص بعضهم يعيش فى فصل الصيف و البعض يعيش فى فصل الشتاء .
بعضهم فى هذه اللحظة يرى ضوء الشمس الباهر و البعض الأخر يستعمل كشافا لاختراق الظلام الدامس ، فى كل دقيقة هناك عشرات الملايين يمارسون أعمالهم اليومية سواء انقاذ مريض على وشك الموت فى احدى غرف عمليات الطوارىء بالبرازيل أو التأكد من سلامة بنية الصرف الصحى فى احدى مدن اندونيسيا أو بيع المواد المخدرة فى شوارع الفلبين أو ادارة معرض سيارات رياضية فى فرنسا .
هذا الشيخ الواقف على منبره يحذر المستمعين الخائفين من خطيئة الزنا فى باكستان ، و هذان العاشقان التركيان اللذان يمارسان الجنس فى ذات اللحظة بدون عقد زواج .
هذا القسيس الكاثوليكى الذى يلقى عظة باحدى كنائس انجولا عن المصير اللعين الذى ينتظر غير المؤمنين ، و سيدة الأعمال الجنوب افريقية التى تدير عملا ممتازا و بيتا سعيدا بدون الحاجة للايمان باله .
نصف مليون أسرة تتألم يوميا بسبب موت أحد افرادها ، و مليون أسرة أخرى سعيدة بمجىء فرد جديد ..
مئات اللغات و 192 دولة عضو فى الأمم المتحدة و جرائم قتل و سرقة و أعمال خيرية و نفقات تسليح و بشر حالمون و أخرون فقدوا القدرة على الحلم .. ملياردير صينى فى الأربعينات من عمره يدخن سيجاره الكوبى فى هونج كونغ و عجوز كوبى فى السبعين من عمره لم يذق من الطعام الا أسوأه ..جنرال أميركى يضع خططه العسكرية لمواجهة الصين فى المحيط الباسفيكى ، و مراهق روسى يحلم بشراء جهاز الأيباد الجديد ..طالب جامعى مصرى قلبه تحطم بسبب تخلى حبيبته عنه رغم كل ذكريات أكل الترمس على الكورنيش ، و مصرفى يونانى فى الخمسين من عمره وجد نفسه بسبب ظروف التقشف الاقتصادى بدون وظيفة يستطيع أن يعول بها أسرته ..راهب بوذى يدعو للسلام فى التبت ، و سفاح استرالى يسترجع تلذذ ذكرى قتله لضحاياه
تكبر الصورة أكثر فاذا بكل هؤلاء أفراد ضمن احدى الانواع البيولوجية الحديثة نوعا ما فعمرها لا يتجاوز ال200 ألف عام (108 مليار بشرى ، منهم سبعة مليارات من الأحياء ) يعيشون على سطح صخرة عملاقة تسبح فى الفضاء عمرها 4.6 مليار عام و تدور حول نفسها كما حول نجم متوسط الحجم يسميه الأرضيون بالشمس .ثم تكبر الصورة أكثر لترى نجم الشمس هو الأخر مع حوالى 100 مليار نجم أخر - بكل الكواكب و الأقمار التى تتبعهم - يدورون حول مركز مجرة درب التبانة . ثم تكبر لتجد امتدادا قد يكون لانهائيا للكون لا تتجاوز معرفتنا به حتى اللحظة 4% من حجمه ، و قد يكون الكون هو الأخر جزء من عدد لانهائى من الاكوان
هنا تصل الى النقطة الحاسمة حيث يستحيل على الدماغ البشرى الاستيعاب أو رسم صورة ذهنية ، فتعود عكسيا عبر المكان و الزمان من أكوان متعددة لانهائية الى الكون الحالى الذى بدأ قبل 13.7 مليار سنة ثم الى مجرة درب التبانة ثم الى نجم الشمس ، تبحث بلهفة عن كوكب الأرض ، تخترق الغلاف الجوى ، أين القطعة الجغرافية التى نسميها مصر .أين مدينتى ؟ شارعى فبيتى ..قدح القهوة الساخن مازال فى يدى اليمنى ، شاشة الحاسب الآلى ماتزال أمامى
رحلة لابأس بها ، و ان كانت تترك مليارات النهايات المفتوحة بلا اجابة يقينية سواء عن طبيعة ال96% الباقية من حجم الكون أو عن مصير جهاز الأيباد الذى يحلم به المراهق الروسى .
