مؤكد :: الموقف الان كما يلى ، عقب لقاء كاثرين آشتون مع محمد مرسي استبعد المجتمع الدولى امكانية التواصل ثانية مع الرجل ، نظرا ً لانه مغيب و ساذج و لم يتفهم بعد حقيقة الموقف ، و انه يطالب بعودة كل شئ بلا استثناء الى ما قبل 30 يونيو !
تقرر التفاوض مع قيادة اخوانية اخرى ، و تبين للجميع ان مجموعة خيرت الشاطر هى الاكثر تشددا فى الميادين و هى التى تقود التصعيد ، لذا تقرر مقابلة الشاطر و البدء فى التفاوض معه
طيب التفاوض على ايه ؟
لاءات الدولة المعلنة مع المسئولين الاجانب هى :: لا عودة لمرسي ، لا عودة للدستور ، لا عودة للبرلمان ، لا تنازل عن خارطة الطريق
الزوار الاجانب اقتنعوا بنسبة 100 % بالاربع مبادئ ، و لكن يبقى فكرة مصير مرسي ، اعادة دمج الاسلاميين فى العمل السياسي
اللى حاصل ان الدولة عبر المسئولين الاجانب بتعرض حاجات مش مقبولة للدولة نفسها ، بس عشان عارفين ان الاخوان هيرفضوا فبيعرضوها بقلب جامد ، يعني عرض المشاركة فى الوزارة بثلاثة وزراء مقابل فض الاعتصامين جرى بالفعل ، و طبعا الرفض الاخواني كان واضح و صريح
الدولة كانت ممكن تخبى اللقاءات دي ، لكن خليتها علنية عشان الناس تفهم ، و من جهة تانية فتح الباب للزيارات و حتى الوساطات بما فيهم القطرية ، دا جاء فى اطار ثقة الدولة فى ان الاخوان هيبوظوا اى جلسة تفاوض او صفقة ، لان جنوب العظمة اللىى عندهم هيخيلهم استحالة يقبلوا بصفقة يبدو فيها انهم خسرانين
العروض و الصفقات اللى الدولة قدمتها للاخوان عبر الاجانب – و اللى معروف للقائمون على الدولة انه الاخوان هيرفضوها – خلت الدولة و النظام الجديد يكتسب شرعية دولية و اعتراف دولى يوما بعد يوم ، على اعتبار انه فيه طرف مرن عايز يقدم شئ المجتمع الدولى شايفه كاف تماما كمرحلة انتقالية ، و طرف يعرقل تلك الصفقات و يطالب بكل شئ او بان يخرج منتصرا من معركة هزم فيها بجدارة
المجتمع الدولى على ضوء الهرتلة الاخوانية حط سقف زمني للازمة و بعد كدا تبقا الوساطات خلصت و اللى عايزين تعملوه اعملوه ، بتتقال للطرفين ، بس فعليا دا معناه ان الدولة هتفض الاعتصامات الهزيلة الهزلية الجارية
الخلاصة :: الوفود الاجنبية و الوساطات و حتى بعض العروض و الصفقات المقدمة من النظام الجديد اكسبت النظام اعترافا دوليا ً محى الجهود الدبلوماسية التى قام بها التنظيم الدولى للاخوان و عدد من الدول ذات قيادة اخوانية مثل قطر و تركيا و تونس من اجل ادانة مصر و جيشها فيما جرى يوم 3 يوليو
ثانيا اظهر للمجتمع الدولى و العرب صلف و غباء الاسلاميين و انهم لا يريدون حل الازمة و انهم من يعرقل الخروج من الازمة
ثالثا حصلت الدولة على سقف زمني مدعوم دوليا من اجل التحرك حيال الفوضى فى الشارع
رابعا .. الخلاف على مصير مرسي و عزل الاسلاميين من المشهد اظهر الطابور الخامس للغرب ، و لم يكن هذا الظهور امام اجهزة الدولة جديدا ً ، و لكنه كان شعبيا ً هذه المرة بامتياز ، فى ظل مرور البلد باكبر حالة عداء و غضب شعبي حيال الاسلاميين و كل من يدافع عنهم او يتعاون معهم
و على راس هذا الطابور نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي و حازم الببلاوي و عددا من وزرائه ، و من المؤكد انه سوف يتم الاطاحة بهم فى اقرب تعديل وزاري
اقصاء الارهابيين لظروف دولية و نظرا لخدماتهم التى قدمها للغرب و الاستعمار على مدار عقود لا يمكن ان ياتي دفعة واحدة ، و قد تبقى بعض الاحزاب الدينية على الساحة بضعة اشهر ، او ان يتم الافراج على سعد الكتاتني تحديدا نظرا لاهميته لامريكا و كونه رجل امريكا داخل الاخوان كما نصت واحدة من برقيات ويكليكس و قد ترجمتها فى كتابي الثورة المصرية الكبري
فى كل الاحوال الدولة المصرية الوطنية انتصرت على مشروع استعمارى كبير ، و انتصرت على جهود غربية قطرية لاعادة دمج الاسلاميين فى العمل السياسي و بدعم شعبي ، و اظهرت امام الشعب قبل اى طرف آخر عمالة الاسلاميين و تواطؤ النخبة
الاسلاميين فشلوا فى اظهار مصر على انها سورية ثانية ، و خسروا الكثير من التعاطف الدولى فى هذه المرحلة ، و لكن بعض الاطراف بدات للتحرك من اجل صناعة قيادات و حركات اسلامية جديدة تحل محل المنهارة فى لعبة التآمر على مصر ، و قطر رمت ثقلها خلف ابو الفتوح و حزب مصر القوية ، و جارى تسويقه لامريكا
هنالك فيلق جديد فى صفوف ثوار يناير ، نزل فى يونيو حتى لا يخسر سمعته الثورية المزيفة ، ثم فوجئ بنجاح الثورة ، و من ثم يحاول فرملتها و ضربها من داخل الصفوف الثورية ، و شق الصف الثوري ، عبر الادعاء بان الجيش او غيره سرق يونيو ، او ان يونيو كل غرضها اعادة رجالات مبارك للحكم يجب منع هذا الفيلق الجديد من شق ثورة يونيو ، و لكن ما يطمئني ان الشعب اليوم يقف خلف القيادة الحقيقية ليونيو و لا يلتفت لمن افشل على الشعب ثورة يناير يوما ما
هذا الفيلق سوف يحاول عقب انحسار الموجة الاخوانية الجارية الى السعي لتفجير انتفاضات خلال المرحلة الانتقالية من اجل الحصول على بعض المكاسب السياسية ، و التى لن تصب الا فى مصلحة الاسلاميين مجددا ، بل و لا استبعد ان يكون هنالك تنسيق اخواني و لو فى مرحلة لاحقة معهم
ختاما ً يجب التأكيد على نقطة هامة ذكرتها فى اكثر من مقال من قبل .. فشلت نخبة يناير فى قيادة ثورة يناير فى المرحلة الانتقالية الاول ، و فشلت فى ان تسقط مرسي دون مساعدة الجيش ، و فشلت فى ان يكون لها خيارات وطنية و هى فى الرئاسة و الوزارة خلال المرحلة الانتقالية الثانية
مع هذا الفشل .. ارى انه من السخافة و الانحطاط ان نرى من يتألم من رؤية عسكري سابق يترشح للرئاسة و يفوز بها ، او ان يصرخ احدهم ناعتا ً اى مسئول سياسي بانه فلول