لماذا نخسر عندما نكون مبرراتيه؟

من اكثر الكلمات استخداما في الفتره الاخيره و في ظل التنافسيه الانتخابيه الشديده مصطلح مبرراتي و ارتبط الاسم بصوره كبيره اساسا بشباب الاخوان على اعتبار ان الناس يرون انهم شديدي التمسك بوجهات نظر قادتهم و لكن من كان يظن ان هذا هو سيكون محور الحديث فلا يكمل القراءه لانني قطعا لا اتحدث عن الاخوان فقط بل علينا جميعا ابناء التيارات السياسيه كلها فلعل الاخوان جماعه لكن مبرراتية الاشخاص اشد و اشد و اجدر بالتنبه لهذا المعنى و لعلنا لا نذكر اسماء ..... في ضوء التجربه الشخصيه ساحاول ان اصل الى اجابة السؤال لماذا نخسر عندما نكون مبرراتيه؟

لقد خضت في العامين الماضيين الاف الحوارات مع مختلف الطبقات الاجتماعيه مع الفقير و الغني و فاحش الثراء و مع العظيم و الحقير و العبقري و المجنون حرفيا و مع الكبير و الصغير و الشاب و الطفل و لذلك ما انقله اليكم نابع من التجربه التي ارغب ان تشاركوني اياها و لا خير فينا ان لم نقولها.

نقرأ الخبر باتخاذ الحزب او الجماعه للموقف الفلاني و حتى قبل ان نقرأ التعليل و مبررات القرارات في اول نقاش نخوضها يكون الموقف طبعا واضح و متطابق و هذا ليس الجزء الاكبر من المشكله ثم يأتي الاخ المتحدث الفلاني ليزل لسانه على الهواء و لا نرتاح الا عندما نوضح ان هذا الاخ لم يخطئ و لم تكن زلة لسان بل كانت طريقه محنكه منه لتوصيل المعلومه و توضحيها ثم بدأنا نتدنى اكثر و اكثر و ذلك عندما كنا نسمع عن ان مسئول الحزب في كفر البطيخ مثلا قال كذا و كذا فاصبحنا نبرره و نوضح ان هذا ليس خطأنا و في نفس الوقت ندعي اننا لسنا ملائكه طيب عرف لي ما هو الملاك سوى انه لا يخطئ ..... تجاوزنا مرحلة ان القياده لا تخطئ الى ان القياده الوسيطه لا تخطئ الى ان القياده الصغيره لا تخطئ الى ان الافراد لا يخطئون و اسقط ذلك على كل و اعني "كل" الاحزاب و  الحملات النتخابيه و لم نكن حتى نجتهد لنعرف المبررات الحقيقيه و وجهة النظر الحقيقيه التي كانت في الكثير من الاحيان مرضيه و في اغلب الاحيان كنا نجد اجوبه في كل مره نسأل فيها و لكن ما كنا نفعله كان ايسر .

البديهي ان عندما نتحدث مع الشعب مقنعينه برأي معين ان عندما نتحدث لنسرد المبررات التي تدعم هذا و لكن المذهل ان التبرير المستمر لم يكن الورقه الرابحه فوالله عندما يشعر المصري انك تستخف بعقله و تردد له نغمه مشروخه يشعر باشمئزار شديد و لذلك نخسر كثيرا بهذه الطريقه و كنت اسير على هذا المنوال و لكن وجدت انه من الافضل ان اشرح للناس التفاصيل و الموقف بالتفصيل و كيفية اتخاذ القرار داخل المؤسسه و كيف ان المؤسسه بها انتخابات ليست قائمه على فرد مثلا و ان هذا القرار قطعا يحتمل الصواب و الخطأ و لكن نحن ملتزمين و اشرحله ليه ملتزمين كنت القى اهتمام غير عادي مع من اتحدث معه ...... يعني مثلا بدلا من ان اقول له ان عدم دخول الانتخابات هو عين العقل عشان كذا و كذا و كذا اقوله هو كان فيه رأي فعلا بيقول ان لازم نخوض الانتخابات و ده رأي محترم و كل حاجه بس استقرينا للرأي الفلاني بناء على المعطيات كذا و كذا و كذا ....... كان ذلك له وقع شديد التأثير بحكم اني احترم عقلية من اتحدث اليه
نقطه اخرى غايه في الاهميه اننا كثيرا نستسهل حتى في ايجاد المبررات فنجد مبررات سطحيه لا تشكل اي شيء في عمق الموضوع فيشعر الجمهور ان كلامنا واحد و اعني بواحد انه غير متنوع و ليس غير متضارب ..... يعني ساعات بيطلع اسطوانه تبرير واحده مش حوار مشترك مبني على صوره نستكملها معا و احيانا يكون الرد مختلف تماما للسؤال و هو من علامات ذلك
نخسر كثيرا عندما نبرر و نخسر كثيرا عندما نتخلى عن الالتزام الحزبي و لكن نكسب عندما ننفتح و نجتهد في الفهم و توصيل المعلومه دون الاخلال بالراي
الذي استقرت عليه المجموعه التي تتبع لها مهما كانت صغيره
و اخيرا هذا الكلام موجه لمبرراتية الافراد قبل مبرراتية الاحزاب فهم اسوأ و اضل سبيلا  
بقلم :Mohammed Elhorishy