في بداية السنة كان في أزمة دولار كبيرة في البلد و وصل سعر الدولار لمستويات جنونية في السوق السوداء. و بما إن سعر الدولار بيأثر على حاجات كتيرة في البلد منها أسعار السلع في السوق و كمان قيمة مدخرات الناس، كانت الناس كلها مهتمة جدا بالموضوع ده من صاحب الشركة للراجل اللي محوش قرشين تحت البلاطة للناس اللي عايشة اليوم بيومه.
في الفترة دي، كتبت أكتر من مقال عن سعر الدولار و كنت بنشر تحليلات على الفيسبوك عن نفس الموضوع عشان الناس تفهم اللي بيحصل و ميضحكش عليها لأن في فترة الهيستريا اللي بيلبس في الحيط هما الناس العادية اللي مش فاهمة حاجة.
المهم في مرة لقيت واحد باعت لي رسالة على الفيسبوك طالب نمرتي عشان والده عايز يتكلم معايا بخصوص موضوع شخصي مهم جدا.
تاني يوم كنت في دبي و كان عندي إجتماعات ورا بعض و على أخر اليوم مش طايق نفسي. الساعة ١٢ بليل بتوقيت القاهرة (٢ الصبح بتوقيت دبي) لقيت حد بيتصل بيا كذا مرة ورا بعض. مردتش في الأول لكن بعد الإتصال العاشر قلقت و رديت. في الأول مكنتش فاهم مين اللي متصل لأن الراجل كان بيتكلم بشكل غريب. بعد شوية فهمت إن ده أبو الراجل اللي طلب نمرتي.
الراجل قعد يتكلم فترة طويلة و اللي فهمته إنه من الأرياف و اشتغل في السعودية ٢٠ سنة و حوش فيهم ١٠٠ ألف جنيه (و كان بيوطي صوته و هو بيقول الرقم عشان محدش يسمع). الراجل كان قلقان من اللي بيسمعه عن الدولار و عايز يعرف يعمل إيه.
كان ساعتها الدولار بـ ٧ جنيه في البنك و ٧٫٥٠-٧٫٧٠ في السوق السوداء و ده كان مستوى منطقي لكن في الفترة دي طلعت كمية إشاعات رهيبة عن إن الدولار هيوصل ١٠ جنيه في خلال أسابيع و الموضوع ده عمل هيستريا للناس. المهم قعدت أشرح للراجل إن الكلام ده مش منطقي و إن المستوى بتاع ٧٫٥٠-٧٫٧٠ في السوق السوداء ده مستوى منطقي و لو زاد شوية ممكن يقرب من ٨ جنيه لكن مش أكتر من كده. بعد ساعة كاملة الراجل بدأ يفهم و يقتنع و هدأ و سابني أدخل أنام.
تاني يوم كان عندي إجتماع طويل و مهم طول اليوم. على الساعة ٤ بتوقيت دبي، اتصل الراجل مرة تانية و فضل يسألني عن الدولار و عن الكلام اللي هو بيسمعه و أنا بقول نفس الكلام و إن الموضوع إشاعات و أكتر من ٨ جنيه ده جنون و بلاش يشتري لكن كان لازم اقفل عشان أدخل الإجتماع بسرعة.
بعد ساعتين اتصل بيا و اتكسفت مردش لأن ده راجل في مقام والدي و الموضوع متأزم جدا بالنسبة ليه. قال لي إنه سامع في التليفزيون إن فعلا الدولار هيوصل ١٠ جنيه. قلت له الكلام ده أي كلام. قال لي جملة عجيبة: "يعني اللي في التليفزيون هيكدبوا؟" طبعا جالي حالة من الذهول و حسيت إن الموضوع بقى تضيع وقت فقفلت المكالمة.
كلمني بعد ساعتين تاني و قال لي إن الدولار فعلا في بلدهم وصل ٩ جنيه في السوق السوداء لكن في واحد صاحبه حبيبه ممكن يغير له على ٨٫٥٠ عشان عشرة العمر. مكنتش عارف أقول إيه غير إني أنصحه إنه ميعملش كده لكن في الآخر كان لازم أرجع الإجتماع تاني و قولت له: "يا حاج أنا مليش مصلحة في اللي بقوله لك و على كل حالك دي فلوسك و من حكم في ماله فما ظلم."
على نصف الليل، لقيت ابن الراجل باعت لي رسالة على الفيسبوك بيشكرني على وقتي و كلامي مع والده لكن بيبلغني إن أبوه اشترى الدولار على ٨٫٥٠ جنيه.
تاني يوم على طول، تلقت مصر ٣ مليار دولار من قطر و ٢ مليار دولار من ليبيا و طبعا السوق السوداء اتبهدلت تماما و حصل حالة غريبة من الهيستريا لكن في الإتجاه المعاكس. و رجع سعر تداول الدولار في السوق السوداء للمستويات السابقة ٧٫٥٠-٧٫٧٠. و اللطيف إن بعديها على طول طرح البنك المركزي كمية دولارات رهيبة ضربت السوق السوداء بشكل كبير و طبعا الإشاعات اشتغلت لكن من الناحية التانية و بقى في ناس بتقول إن الدولار هيوصل ٦ جنيه بعد أسبوع و الناس تهتف بإسم هشام رامز (محافظ البنك المركزي) .
المهم كلمني الراجل الكبير يومها بالليل بيصوت لأن الدولار نزل و بيقولي يا ريتني سمعت كلامك و بعدين قال لي إن الدولار عندهم في البلد وصل إلى ٧٫٢٥ جنيه و الناس بتقول إنه متوقع يوصل ٦ جنيه بعد كام يوم. قعدت أقول له إن الكلام ده أي كلام و إن الدولار مستحيل يوصل إلى ٦ جنيه في الوضع الحالي و إنه بلاش يبيع على أقل من ٧٫٥٠ جنيه لأن الدولار هيرجع يطلع تاني بعد الموجة دي ما تخلص.
كلمني بعد ساعتين تاني و قال لي إن الدولار فعلا في بلدهم وصل ٧ جنيه في السوق السوداء لكن في واحد صاحبه حبيبه ممكن يغير له على ٦٫٨٠ عشان عشرة العمر. مكنتش عارف أقول إيه غير إني أنصحه إنه ميعملش كده لكن في الآخر كان لازم بردوا أخلص عشان كان عندي مكالمة تليفون مهمة و قولت له: "يا حاج أنا مليش مصلحة في اللي بقوله لك و على كل حالك دي فلوسك و من حكم في ماله فما ظلم."
مرة تانية على نصف الليل، لقيت ابن الراجل باعت لي رسالة على الفيسبوك بيشكرني تاني على وقتي و كلامي مع والده لكن بيبلغني إن أبوه باع الدولار على ٦٫٨٠ جنيه.
اتضايقت جدا بصراحة لأن الراجل في يومين خسر جزء كبير من تحويشة العمر. لكن خلاص قلت الموضوع انتهى.
بعد اسبوع رجع السوق لمستواه الطبيعي و الدولار كان ٧ جنيه رسمي و ٧٫٥٠ في السوق السوداء. و على عكس توقعي، اتصل الراجل الكبير بياَ مرة تانية. رديت عليه و أنا مش عارف أقول إيه.
وقال لي: "أنا عايز أشكرك يا ابني على مجهودك . أنا تعبتك معايا و يا ريتني سمعت كلامك. أنا قعدت أشتغل ٢٠ سنة عشان أحوش القرشين دول و خسرت ٢٠٪ منهم في يومين، يعني ولاد الحرام ضيعوا عليا شقى و غربة ٤ سنين من عمري. منهم لله".
طبعا أنا مكنتش لاقي كلام يتقال ففضلت ساكت. و في الأخر قال لي : "يا ريتك يا ابني ضغطت عليا" و قفل. و طبعا الكلام نزل عليا زي الدش.
المهم أنا قررت انشر القصة الدرامية الطويلة دي دلوقتي عشان كذا حاجة:
أولا :الموقف ده من المواقف اللي غيرت كتير في طريقة تعاملي مع الناس و كل ما أوصل لمرحلة القرف من البلد و أقول محدش بيسمع و مفيش داعي الواحد يتعب نفسه و يدخل نفسه في جدل مع الناس، أرجع و أفتكر الموقف ده و كلمة الراجل الأخيرة و أقول خليني أكتب اللي عندي يمكن تفهم حد من الناس اللي مش فاهمة و بيتلعب بيها بدل ما يضحك عليها.
ثانيا: الناس لازم تفهم إن الإقتصاد ده مش مجرد شوية أرقام معقدة بيقولها شوية ناس معاويج لابسين بدل و خلاص. الإقتصاد بيأثر في حياة الناس و أكتر الناس اللي بتتأثر هي الناس البسيطة اللي مش فاهمة حاجة. و الإشاعات بتاعت الإنجازات و الإنهيار الإقتصادي دي بتلبس الناس في الحيط. فيا ريت تبطل تنشر إشاعات عن قصد أو غير قصد.
ثالثا: لو أنت مش فاهم في الإقتصاد، مش عيب إنك تسأل عشان تحمي نفسك من إنه يضحك عليك. دي مسئوليتك يا سيدي فمتسبش الإعلام و الناس يشتغلوك.
رابعا: أنا فعلا بكتب عشان أفهم الناس اللي عايزه تفهم مش عشان الناس اللي عايزه توظف تحليل اقتصادي عشان تثبت موقف سياسي معين. الواحد زهق من الناس دي فعلا و في وجهة نظري مفيش أمل حتى في الحوار معاها. فيا ريت الناس دي تريحني و تريح نفسها عشان الواحد يعرف يفيد اللي عايز يستفيد.
في الفترة دي، كتبت أكتر من مقال عن سعر الدولار و كنت بنشر تحليلات على الفيسبوك عن نفس الموضوع عشان الناس تفهم اللي بيحصل و ميضحكش عليها لأن في فترة الهيستريا اللي بيلبس في الحيط هما الناس العادية اللي مش فاهمة حاجة.
المهم في مرة لقيت واحد باعت لي رسالة على الفيسبوك طالب نمرتي عشان والده عايز يتكلم معايا بخصوص موضوع شخصي مهم جدا.
تاني يوم كنت في دبي و كان عندي إجتماعات ورا بعض و على أخر اليوم مش طايق نفسي. الساعة ١٢ بليل بتوقيت القاهرة (٢ الصبح بتوقيت دبي) لقيت حد بيتصل بيا كذا مرة ورا بعض. مردتش في الأول لكن بعد الإتصال العاشر قلقت و رديت. في الأول مكنتش فاهم مين اللي متصل لأن الراجل كان بيتكلم بشكل غريب. بعد شوية فهمت إن ده أبو الراجل اللي طلب نمرتي.
الراجل قعد يتكلم فترة طويلة و اللي فهمته إنه من الأرياف و اشتغل في السعودية ٢٠ سنة و حوش فيهم ١٠٠ ألف جنيه (و كان بيوطي صوته و هو بيقول الرقم عشان محدش يسمع). الراجل كان قلقان من اللي بيسمعه عن الدولار و عايز يعرف يعمل إيه.
كان ساعتها الدولار بـ ٧ جنيه في البنك و ٧٫٥٠-٧٫٧٠ في السوق السوداء و ده كان مستوى منطقي لكن في الفترة دي طلعت كمية إشاعات رهيبة عن إن الدولار هيوصل ١٠ جنيه في خلال أسابيع و الموضوع ده عمل هيستريا للناس. المهم قعدت أشرح للراجل إن الكلام ده مش منطقي و إن المستوى بتاع ٧٫٥٠-٧٫٧٠ في السوق السوداء ده مستوى منطقي و لو زاد شوية ممكن يقرب من ٨ جنيه لكن مش أكتر من كده. بعد ساعة كاملة الراجل بدأ يفهم و يقتنع و هدأ و سابني أدخل أنام.
تاني يوم كان عندي إجتماع طويل و مهم طول اليوم. على الساعة ٤ بتوقيت دبي، اتصل الراجل مرة تانية و فضل يسألني عن الدولار و عن الكلام اللي هو بيسمعه و أنا بقول نفس الكلام و إن الموضوع إشاعات و أكتر من ٨ جنيه ده جنون و بلاش يشتري لكن كان لازم اقفل عشان أدخل الإجتماع بسرعة.
بعد ساعتين اتصل بيا و اتكسفت مردش لأن ده راجل في مقام والدي و الموضوع متأزم جدا بالنسبة ليه. قال لي إنه سامع في التليفزيون إن فعلا الدولار هيوصل ١٠ جنيه. قلت له الكلام ده أي كلام. قال لي جملة عجيبة: "يعني اللي في التليفزيون هيكدبوا؟" طبعا جالي حالة من الذهول و حسيت إن الموضوع بقى تضيع وقت فقفلت المكالمة.
كلمني بعد ساعتين تاني و قال لي إن الدولار فعلا في بلدهم وصل ٩ جنيه في السوق السوداء لكن في واحد صاحبه حبيبه ممكن يغير له على ٨٫٥٠ عشان عشرة العمر. مكنتش عارف أقول إيه غير إني أنصحه إنه ميعملش كده لكن في الآخر كان لازم أرجع الإجتماع تاني و قولت له: "يا حاج أنا مليش مصلحة في اللي بقوله لك و على كل حالك دي فلوسك و من حكم في ماله فما ظلم."
على نصف الليل، لقيت ابن الراجل باعت لي رسالة على الفيسبوك بيشكرني على وقتي و كلامي مع والده لكن بيبلغني إن أبوه اشترى الدولار على ٨٫٥٠ جنيه.
تاني يوم على طول، تلقت مصر ٣ مليار دولار من قطر و ٢ مليار دولار من ليبيا و طبعا السوق السوداء اتبهدلت تماما و حصل حالة غريبة من الهيستريا لكن في الإتجاه المعاكس. و رجع سعر تداول الدولار في السوق السوداء للمستويات السابقة ٧٫٥٠-٧٫٧٠. و اللطيف إن بعديها على طول طرح البنك المركزي كمية دولارات رهيبة ضربت السوق السوداء بشكل كبير و طبعا الإشاعات اشتغلت لكن من الناحية التانية و بقى في ناس بتقول إن الدولار هيوصل ٦ جنيه بعد أسبوع و الناس تهتف بإسم هشام رامز (محافظ البنك المركزي) .
المهم كلمني الراجل الكبير يومها بالليل بيصوت لأن الدولار نزل و بيقولي يا ريتني سمعت كلامك و بعدين قال لي إن الدولار عندهم في البلد وصل إلى ٧٫٢٥ جنيه و الناس بتقول إنه متوقع يوصل ٦ جنيه بعد كام يوم. قعدت أقول له إن الكلام ده أي كلام و إن الدولار مستحيل يوصل إلى ٦ جنيه في الوضع الحالي و إنه بلاش يبيع على أقل من ٧٫٥٠ جنيه لأن الدولار هيرجع يطلع تاني بعد الموجة دي ما تخلص.
كلمني بعد ساعتين تاني و قال لي إن الدولار فعلا في بلدهم وصل ٧ جنيه في السوق السوداء لكن في واحد صاحبه حبيبه ممكن يغير له على ٦٫٨٠ عشان عشرة العمر. مكنتش عارف أقول إيه غير إني أنصحه إنه ميعملش كده لكن في الآخر كان لازم بردوا أخلص عشان كان عندي مكالمة تليفون مهمة و قولت له: "يا حاج أنا مليش مصلحة في اللي بقوله لك و على كل حالك دي فلوسك و من حكم في ماله فما ظلم."
مرة تانية على نصف الليل، لقيت ابن الراجل باعت لي رسالة على الفيسبوك بيشكرني تاني على وقتي و كلامي مع والده لكن بيبلغني إن أبوه باع الدولار على ٦٫٨٠ جنيه.
اتضايقت جدا بصراحة لأن الراجل في يومين خسر جزء كبير من تحويشة العمر. لكن خلاص قلت الموضوع انتهى.
بعد اسبوع رجع السوق لمستواه الطبيعي و الدولار كان ٧ جنيه رسمي و ٧٫٥٠ في السوق السوداء. و على عكس توقعي، اتصل الراجل الكبير بياَ مرة تانية. رديت عليه و أنا مش عارف أقول إيه.
وقال لي: "أنا عايز أشكرك يا ابني على مجهودك . أنا تعبتك معايا و يا ريتني سمعت كلامك. أنا قعدت أشتغل ٢٠ سنة عشان أحوش القرشين دول و خسرت ٢٠٪ منهم في يومين، يعني ولاد الحرام ضيعوا عليا شقى و غربة ٤ سنين من عمري. منهم لله".
طبعا أنا مكنتش لاقي كلام يتقال ففضلت ساكت. و في الأخر قال لي : "يا ريتك يا ابني ضغطت عليا" و قفل. و طبعا الكلام نزل عليا زي الدش.
المهم أنا قررت انشر القصة الدرامية الطويلة دي دلوقتي عشان كذا حاجة:
أولا :الموقف ده من المواقف اللي غيرت كتير في طريقة تعاملي مع الناس و كل ما أوصل لمرحلة القرف من البلد و أقول محدش بيسمع و مفيش داعي الواحد يتعب نفسه و يدخل نفسه في جدل مع الناس، أرجع و أفتكر الموقف ده و كلمة الراجل الأخيرة و أقول خليني أكتب اللي عندي يمكن تفهم حد من الناس اللي مش فاهمة و بيتلعب بيها بدل ما يضحك عليها.
ثانيا: الناس لازم تفهم إن الإقتصاد ده مش مجرد شوية أرقام معقدة بيقولها شوية ناس معاويج لابسين بدل و خلاص. الإقتصاد بيأثر في حياة الناس و أكتر الناس اللي بتتأثر هي الناس البسيطة اللي مش فاهمة حاجة. و الإشاعات بتاعت الإنجازات و الإنهيار الإقتصادي دي بتلبس الناس في الحيط. فيا ريت تبطل تنشر إشاعات عن قصد أو غير قصد.
ثالثا: لو أنت مش فاهم في الإقتصاد، مش عيب إنك تسأل عشان تحمي نفسك من إنه يضحك عليك. دي مسئوليتك يا سيدي فمتسبش الإعلام و الناس يشتغلوك.
رابعا: أنا فعلا بكتب عشان أفهم الناس اللي عايزه تفهم مش عشان الناس اللي عايزه توظف تحليل اقتصادي عشان تثبت موقف سياسي معين. الواحد زهق من الناس دي فعلا و في وجهة نظري مفيش أمل حتى في الحوار معاها. فيا ريت الناس دي تريحني و تريح نفسها عشان الواحد يعرف يفيد اللي عايز يستفيد.