المسلمين الوسطيين الكيوت مش كتلة واحدة متجانسة تقدر تكلمها بإعتبارها واحدة, الكتلة دي فيها تقريبا 4 طبقات رئيسية, و كلهم مشتركين في رؤية محافظة للدين اللي هي الإكتفاء بإصلاح المفهوم الفاسد أو القديم للدين بدلا من تغييره ككل .
*جزء من الوسطيين (السلفيين الجدد) متأثر بالفقه السلفي للإسلام اللي هو أحد أهم كتل الإسلاميين, لكن بيحاول يوصله للجماهير بشكل أكثر حداثة في الشكل لكن المضمون واحد, تلاقيه سلفي ببدلة و دقن و شورت و كاب و نضارة و إحتمال يكون بيتكلم أكتر من لغة غير العربية و سافر بلاد تانية و معندوش مشاكل في الإختلاط مع الكفار و دول أكتر الوسطيين كلاسيكية و غير قابلية للتحديث مضمونا, زي سامي يوسف المغني و فاضل سليمان و سلفيو كوستا و غيرهم ....
*جزء تاني من الوسطيين (الإخوان الجدد) متأثر بالفقه الإخواني للإسلام, و اللي هو برضه جزء لا يستهان بيه من الإسلاميين, لكن برضه بيحاول يوصله للجماهير بصورة أكثر حداثة في الشكل و المضمون من السلفيين الجدد لكن مفيش مجهود إصلاحي كبير فيها, و دول نوعين أصغر,
-نوع كلاسيكي زي الشعراوي و الغزالي و الذهبي و مصطفي محمود, و دول لهم الأثر الأكبر علي غالبية الوسطيين .
-نسخة محدثة في الشكل لكن المضمون واحد زي الكلاسيكيين, معز مسعود و مصطفي حسني و عمرو خالد كمثال.
و ميزة النوع ده إنه قدر يتخلص من إتهامات الناس له بإنه متأثر بالفقه الإخواني لأن خلفيته الإخوانية براجماتية بطبعها فخليته يقدموا تنازلات بحيث الإتهام ده لا يطالهم, و تأثيره كبير علي الناس.
*جزء تالت من الوسطيين (الصوفيين) و اللي متأثرين بالفقه الإمامي و الشيعي في الإسلام , و دول برضه نسبة موجودة من الوسطيين, بيحاولوا أكتر و بيركزوا مجهودهم علي التقريب بين السنة و الشيعة , و علي الرضا بالطبقية الإجتماعية من خلال تصنيفهم لنفسهم برتب زي مريد و تلميذ و قطب و ولي إلي أخره, و دول أكتر الوسطيين كلاسيكية و غير قابلية للتحديث شكلا, ملهمش رموز حديثة تقريبا إلا يوسف زيدان و كام واحد من اللي علي شاكلته.
*جزء رابع من الوسطيين اللي هو (المعتزلة الجدد و القرآنيين) و دول متأثرين بفكر شبه منقرض في الإسلام اللي هو فكر المعتزلة اللي بيحاول يُصلح بأكبر قدر ممكن في أدوات القياس, لكن بيحاولوا يحييوه تاني و يرجعوا قاعدة العقل قبل النقل, لكنهم الأقل عدديا و بيصطدموا بحقايق في جوهر الدين فمحاولاتهم بتبقي فاشلة في الغالب لأنهم بيضطروا ينكروا معلوم من الدين زي السنة و قدسية النبي
و للأمانة هما أكتر الناس قابلية للتحديث و التطوير كونهم بيعتمدوا علي العقل, أغلب اللي عرفتهم من النوعيات دي ما طولوش و ألحدوا أو خرجوا من الإسلام , من أشهر أعلامهم ناس مفكرين زي نصر حامد أبو زيد و أحمد صبحي منصور .
و كل نوع من الأربعة دول بيحتاج خطاب مختلف, و كل واحد فيهم فشل في تغيير جوهر الإسلام, بالتالي مش هيقدر ينقل المنطقة للدولة الحضارية العلمانية, من هنا لازم أقول إن المنطقة العربية محتاجة عصر عقل مش إصلاح ديني, لازم نتعلم من تجارب الشعوب اللي قبلنا و وصلت للعلمانية و نختصر علي نفسنا السكة.
بقلم : عمر عادل.