الفترة اللى فاتت الواحد كان بيحاول يقرأ بتوسع عن الثورات الخمس الكبرى فى التاريخ الحديث حسب التسلسل الزمنى (الثورة الإنجليزية، الثورة الأمريكية، الثورة الفرنسية، الثورة الصينية، الثورة الروسية)، و إختيار الخمس ثورات دول تحديدا دونا عن باقى الثورات إعتمادا على دورهم الهام فى تشكيل العالم كما نعرفه الأن ( الخمس دول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية و الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن).
و دى ممكن تطلع منها بآلاف الدروس المهمة عن طبيعة الأفراد و المجتمعات البشرية عموما، بخلاف لذة الإطلاع على أكثر فصول الدراما البشرية تشويقا فى لحظات نشوء الأمم و إنهيار الدول و جدالات الإصلاحيين مع الراديكاليين و الفلاسفة مع رجال الدين و المحافظين مع الثوريين، و كيف تخرج الظروف الإستثنائية أروع و أبشع مافى الطبيعة البشرية فى آن واحد.
و كما هى العادة (الثورة الفرنسية) العام 1789 بتشد معظم الناس بإعتبارها مليئة بالأحداث الدرامية إلى أقصى درجة ممكنة.
و أول ملاحظة أن نهاية الموجة الأولى من الثورة الفرنسية التى قادتها البرجوازية "الطبقة المتوسطة" كانت سعيدة إلى أقصى درجة ممكنة فقد تم نزع إمتيازات النبلاء و تأميم الممتلكات الكنسية و إقرار دستور جديد يجعل من (فرنسا) ملكية دستورية على غرار (إنجلترا) مابعد العام 1688.
لدرجة أنه فى يوم 14 يوليو 1790 الإحتفال الأول بالثورة كما يخبرنا المؤرخون "راح جنود من مختلف أنحاء فرنسا يتجهون إلى (باريس) خمسون ألفا أعلامهم ترفرف وفرقهم الموسيقية تعزف وحناجرهم تدوي بالأغاني القوية، وثلاثمائة ألف من الباريسيين المثيرين للخيال يصاحبونهم، واعتلى مئتان من الأساقفة والقسس المذبح وأقسموا اليمين، وتعهد الملك بطاعة القوانين الجديدة بكل ما وسعه من جهد وصاحت الجموع "عاش الملك" وعندما أطلق المدفع طلقات التحية رفع آلاف الباريسيين ممن لم يتمكنوا من الحضور أيديهم في اتجاه ساحة (دي مارس) وأقسموا يمين الولاء، وجرت في كل مدينة فرنسية تقريبا مهرجانات مشابهة وشارك الجميع في تناول النبيذ والطعام وتعانق القساوسة الكاثوليك والبروتستانت كما لو كانوا مسيحيين على مذهب واحد، لقد أيقن الفرنسيون بإشراق عصر جديد مجيد".
لكن طبعا العصر الجديد المشرق كما يعلم الجميع سرعان ما تحول إلى كابوس طويل، فقد تطورت الأحداث تحت ضغوط الراديكاليين و تهديدات الغزو الأجنبى و نصائح المحافظين ليتم إعدام الملك.
و بعدها بقليل بدأت الموجة الثانية من الثورة التى قادها هذه المرة غلاة الراديكاليين من الإشتراكيين بمعونة البروليتاريا "العامة و الطبقات الفقيرة" و يبدأ عصر الإرهاب بذبح كل المعارضين تقريبا على المقصلة سواء كانوا نبلاء أو قسس أو زعماء إصلاحيين من الطبقة المتوسطة أو جنرالات...الخ، قبل أن يذبح الزعماء الراديكاليين بعضهم البعض و تنخرط البلاد فى سنين من الفوضى لم تنتهى إلا بإعتلاء (نابليون) عرش البلاد و يعلن نفسه إمبراطورا.
بيخلى أى ليبرالى يفكر جديا فى التعلم من تجربة اليعاقبة المفيدة فى الثورة الفرنسية، لكن دون الوقوع فى فخ ذبح الليبراليين لبعضهم البعض بعد الإجهاز على الأخرين.
الفصيل الليبرالى حاليا هو أضعف فصيل سياسى فى مصر، و بالتالى فرصة تطبيق أفكاره على أرض الواقع فى المجتمع المصرى الحالى ضعيفة جدا.
فاحنا كليبراليين مفيش قدامنا طريق غير إعتماد إستراتيجية الحلول الصعبة و إعدام غالبية الإسلاميين و الإشتراكيين و الناصريين و رجال الدين و جنرالات الجيش و الخبراء الأمنيين و الإستراتيجيين، و من ثم الحياة هتبقى أسهل و معظم العوائق هتتشال من قدامنا و نقدر نبنى (مصر) اللى بنحلم بيها من غير شوشرة كتير.
و يبقى الدرس المستفاد الأول من الثورات عبر التاريخ البشرى هو "لا تفرط فى التفاؤل يا كابتن".
و دى ممكن تطلع منها بآلاف الدروس المهمة عن طبيعة الأفراد و المجتمعات البشرية عموما، بخلاف لذة الإطلاع على أكثر فصول الدراما البشرية تشويقا فى لحظات نشوء الأمم و إنهيار الدول و جدالات الإصلاحيين مع الراديكاليين و الفلاسفة مع رجال الدين و المحافظين مع الثوريين، و كيف تخرج الظروف الإستثنائية أروع و أبشع مافى الطبيعة البشرية فى آن واحد.
و كما هى العادة (الثورة الفرنسية) العام 1789 بتشد معظم الناس بإعتبارها مليئة بالأحداث الدرامية إلى أقصى درجة ممكنة.
و أول ملاحظة أن نهاية الموجة الأولى من الثورة الفرنسية التى قادتها البرجوازية "الطبقة المتوسطة" كانت سعيدة إلى أقصى درجة ممكنة فقد تم نزع إمتيازات النبلاء و تأميم الممتلكات الكنسية و إقرار دستور جديد يجعل من (فرنسا) ملكية دستورية على غرار (إنجلترا) مابعد العام 1688.
لدرجة أنه فى يوم 14 يوليو 1790 الإحتفال الأول بالثورة كما يخبرنا المؤرخون "راح جنود من مختلف أنحاء فرنسا يتجهون إلى (باريس) خمسون ألفا أعلامهم ترفرف وفرقهم الموسيقية تعزف وحناجرهم تدوي بالأغاني القوية، وثلاثمائة ألف من الباريسيين المثيرين للخيال يصاحبونهم، واعتلى مئتان من الأساقفة والقسس المذبح وأقسموا اليمين، وتعهد الملك بطاعة القوانين الجديدة بكل ما وسعه من جهد وصاحت الجموع "عاش الملك" وعندما أطلق المدفع طلقات التحية رفع آلاف الباريسيين ممن لم يتمكنوا من الحضور أيديهم في اتجاه ساحة (دي مارس) وأقسموا يمين الولاء، وجرت في كل مدينة فرنسية تقريبا مهرجانات مشابهة وشارك الجميع في تناول النبيذ والطعام وتعانق القساوسة الكاثوليك والبروتستانت كما لو كانوا مسيحيين على مذهب واحد، لقد أيقن الفرنسيون بإشراق عصر جديد مجيد".
لكن طبعا العصر الجديد المشرق كما يعلم الجميع سرعان ما تحول إلى كابوس طويل، فقد تطورت الأحداث تحت ضغوط الراديكاليين و تهديدات الغزو الأجنبى و نصائح المحافظين ليتم إعدام الملك.
و بعدها بقليل بدأت الموجة الثانية من الثورة التى قادها هذه المرة غلاة الراديكاليين من الإشتراكيين بمعونة البروليتاريا "العامة و الطبقات الفقيرة" و يبدأ عصر الإرهاب بذبح كل المعارضين تقريبا على المقصلة سواء كانوا نبلاء أو قسس أو زعماء إصلاحيين من الطبقة المتوسطة أو جنرالات...الخ، قبل أن يذبح الزعماء الراديكاليين بعضهم البعض و تنخرط البلاد فى سنين من الفوضى لم تنتهى إلا بإعتلاء (نابليون) عرش البلاد و يعلن نفسه إمبراطورا.
بيخلى أى ليبرالى يفكر جديا فى التعلم من تجربة اليعاقبة المفيدة فى الثورة الفرنسية، لكن دون الوقوع فى فخ ذبح الليبراليين لبعضهم البعض بعد الإجهاز على الأخرين.
الفصيل الليبرالى حاليا هو أضعف فصيل سياسى فى مصر، و بالتالى فرصة تطبيق أفكاره على أرض الواقع فى المجتمع المصرى الحالى ضعيفة جدا.
فاحنا كليبراليين مفيش قدامنا طريق غير إعتماد إستراتيجية الحلول الصعبة و إعدام غالبية الإسلاميين و الإشتراكيين و الناصريين و رجال الدين و جنرالات الجيش و الخبراء الأمنيين و الإستراتيجيين، و من ثم الحياة هتبقى أسهل و معظم العوائق هتتشال من قدامنا و نقدر نبنى (مصر) اللى بنحلم بيها من غير شوشرة كتير.
و يبقى الدرس المستفاد الأول من الثورات عبر التاريخ البشرى هو "لا تفرط فى التفاؤل يا كابتن".