كيف تحولت الليبرالية مصر إلي زبادي في الخلاط ؟!!

سبحان الله لما تيجى تتفحص التيارات الفكرية المختلفة فى مصر، تلاقى أنه فى الأغلب مواقفهم متسقة مع أفكارهم و نظرتهم للعالم.

يعنى مثلا تقدر تفهم مواقف الإشتراكيين و الشيوعيين المعارضة للدولة فى أى وقت، من رؤيتهم التقليدية للدولة كونها مجرد أداة فى يد الطبقات الحاكمة لقهر الطبقات الأكثر ضعفا و فقرا.

كذلك الإسلاميين اللى عايزيين يحققوا حلم عودة الخلافة سواء بإستخدام العنف كما الجهاديين، أو سياسة المهادنة و التكيف كما السلفيين، وهو يستندون فى ذلك إلى كتب التراث الإسلامى.

نفس الكلام بالنسبة للناصريين الحالمين بالدولة العسكرتارية الأمنية التى ترعى المصلحة العامة للمجتمع، أو أنصار اليمين الفاشى اللى عايزين دولة عسكرتارية أمنية قوية تحقق نهضة إقتصادية سريعة دون أن تعطلها ديموقراطية ليبرالية هشة.

بس تيجى عند الليبراليين، و تلاقى الموضوع بقى زبادى خلاط.

ثم أن اللى أعرفه عن الليبرالية، بيقول أن المفترض كل الليبراليين يكونوا متفقين على هذه الأفكار من حيث المبدأ:

1- دولة دستورية علمانية "حريات الفكر و العقيدة"، لا يتداخل فيها الدين مع الهيكل الإدارى للدولة أو سياساتها.

2- دولة ديمقراطية مدنية "الحريات السياسية"، يخضع فيها العسكريون لسلطة المدنيين المنتخبين، حيث المؤسسة العسكرية كما كل مؤسسات الدولة مؤسسة خاضعة لأوامر السلطة التنفيذية المنتخبة، و تخضع لرقابة السلطة التشريعية المنتخبة.

3- تقليص دور الحكومة لأقصى قدر ممكن، و الإتجاه إلى آليات السوق الحر "الحريات الإقتصادية". و دى نقطة فيها خلاف بين الليبراليين أنفسهم، حيث الخلاف الرئيسى بين الليبراليين الكلاسيكيين و الليبراليين الإجتماعيين.

طبعا أنا أول واحد عارف أن الكلام ده ينفع على الورق بس، و أن المجتمع المصرى غير مهيأ فى الوقت الحالى لأى نقطة من النقاط الثلاث المذكورة، و أن الدستور الحالى الجارى إعداده لن يحقق و لا واحدة منها.

بس مش معقول علشان تبقى "ليبرالى مصرى واقعى" تتخلى عن بديهيات الخطاب الليبرالى أساسا، و بدل محاولة تطويع الواقع ليتفق مع نظرتك للعالم، يتم بتر الأفكار علشان تتكيف مع الواقع، خاصة و أن الواقع المصرى حاليا و لسنين قادمة هش و فى مهب الريح و عرضة لتغييرات كبيرة.