السوق و الإقتصاد المصري عمره ما هيحقق نمو ولا طفرة كبيرة في المستقبل و لا قدر يحقق طفرة في الماضي لأسباب متعددة سواء عدت عليه إدارة نيوليبرالية أو إشتراكية لأسباب مش متعلقة بالنظامين الإشتراكي و الليبرالي قد ما هي متعلقة بثقافة المجتمع و غباء الإدارة و خلط الدين بالإقتصاد, منها مثلا:-
1-أغلب الأنشطة في الإقتصاد المصري في السوق السوداء, إما لأنها غير قانونية بحكم العادات, أو غير قانونية بحكم الأديان, و ده طبعا مش بيخليها تتحسب في رقم الGDP ولا بيخلي الدولة تستفيد, منها مثلا (بدون تفصيل) أنشطة الإتجار بالأعضاء و الإتجار بالنباتات المخدرة, الدعارة,
-إنتا كدولة بتحارب زراعة النباتات المخدرة في سيناء و بتصرف علي منعها فلوس رغم إنها بتزود لك الرقعة الزراعية, بتساهم في إيجاد عمالة, ممكن توفر لك ضرائب, ممكن تبعث صناعة الدواء المصري من ركودها المزري, و كل ده بيصب في رقم الGDP......و ده لأن الناس شايفة إنك هتبسط الشعب و تسطله بس(رغم إني مش شايف حتي عيب في ده)
-إنتا كدولة بتحارب صناعة الدعارة و الترفيه بإنك بتنشئ لها فرع مخصوص في البوليس و بتصرف عليه عشان عبثا تمنعها في حين إن دعم الصناعة دي بيوفر أمن صحي للمجتمع من إنتشار الأمراض السرية, بيساهم في تقليل نسبة الكبت و التحرش بالبنات في الشارع, تقدر توفر للدولة ضرايب, تقدر تزود نسبة العمالة, و كل ده بيصب في رقم الGDP......و ده لإن الناس شايفة إن الإنحلال هيزيد و قلة الأدب هتتفشي (علي أساس إن الصناعة دي مثلا مش موجودة و احنا هنستحدثها أو علي أساس إن دولة زي اليابان و كوريا مشهورة تعتبر منحلة جدا بالنسبة لينا و لأخلاقنا العظيمة)
-إنتا كدولة بتحارب تجارة الأعضاء البشرية بين الشخص الميت و الحي أو بين الشخص الحي و الحي بكامل إرادتهم , رغم إن ده ممكن ينقذ حياة إنسان علي حساب إنسان تاني كده كده مات أصلا , أو بتحرم حد من إنه يساعد شخص عزيز عنده إتبرع له بجزء من جسمه عشان ينقذه, ده غير إنك كدولة ممكن تكسب فلوس من الضرايب و تقلل نسبة الوفيات عندك و تزود عمالة أكتر و تنعش القطاع الطبي اللي بقي أنيل من النيلة و نص دكاترة شغالين في بير السلم
و هلم جرا, نشاطات السوق السوداء مفيش أكتر منها في مصر....
2- الإقتصاد المصري مفيش فيه قواعد إقتصادية عامة (Economic Code) و مشتركة بين الليبراليين و الإشتراكيين زي دول أوروبا و أمريكا تخليهم يتفقوا علي قواعد معينة مشتركة يخلوها ما تتغيرش بتغير النظام الحاكم, و تحسس كل تيار منهم إن رؤيته متحققة بشكل نسبي في الإقتصاد من غير حتبي ما يكون في الحكم و دي موجودة في كل الدول النضيفة, فمثلا عمرنا ما سمعنا عن دولة كانت 100% رأسمالية من الرئيس حتي أصغر وظف لما حكم حزب اليمين هناك و بقت 100% يسارية من الرئيس لأصغر موظف لما حزب اليسار حكم, عشان كده عندنا كله بيبدأ من الصفر, و كله مقتنع إن التمكين في الدولة هو الحل لبدء تنفيذ مشروعه الإقتصادي, عشان كده لا تجربة ناصر نفعت و لا تجربة السادات نفعت
3-مفيش نظام برلماني حزبي قوي يخلي عندنا قطبين أو تلاتة رئيسيين في المجتمع و عندها برامج واضحة, بالتالي كل السياسات الإقتصادية فردية و من خيال صاحبها و ده لأن النظام البرلماني شغال بالفردي و اللي هو أصلا بيهمش الأفكار و الأحزاب في مصر, الديمقراطية مش عريقة عندنا و إحنا في مرحلة بدري قوي علي إننا نشتغل بنظام فردي
4- النظام في مصر حتي فترة متأخرة كان حاطط السلطات كلها في إيد شخص واحد هو اللي متحكم في كل حاجة , و ده ساهم في منع توزيع المسئوليات علي كل الأفراد فإتحوال الإقتصاد من نظام بيعبر عن المجتمع لنظام عبد المأمور
5-شيوع الأنظمة الإقتصادية البديلة نتيجة فشل الإقتصاد الكبير,
مفيش بلد متقدمة أو محترمة ليبرالية كانت أو إشتراكية عندها نظم بديلة زي الإقتصاد الإسلامي أو بنوك إسلامية أو النصب ده, لازم يتم محاربة الأنظمة البديلة دي إما بدمجها في السوق الأصلي أو بأي طريقة تانية بحيث ما تخالفش قواعد الإقتصاد
مش مستني أي طفرة إقتصادية أو رفاه إقتصادي من بعد الثورة إلا لما نبدأ ناخد إجراءات جريئة زي دي في الإقتصاد و نبطل خلط الإقتصاد بالدين, إحنا مش لوحدنا في العالم, السير في المكان في زماننا أصبح معناه رجوع إلي الخلف .
بقلم : عمر عادل