تقرير الBBC عن تاريخ العلاقات الأمريكية الفرنسية كان فيه نقطة مهمة جدا تتعلق بأهم ملمح من ملامح إختلاف الدولتين.
فى نهاية القرن الثامن عشر قام كلا الشعبين بثورتين غيرتا تاريخ العالم إلى الأبد، الهدف الرئيسى من الثورتين الأمريكية أو الفرنسية كان التخلص من ملوكهم الطغاة و تأسيس عقد إجتماعى جديد يحكم العلاقة بين الفرد و المجتمع و الدولة.
لكن هناك إختلاف رئيسى، فبينما كان منظر الثورة الأمريكية الفيلسوف الإنجليزى (جون لوك) و الذى شكلت أفكاره العقد الإجتماعى الأمريكى، و قبل ذلك العقد الإجتماعى الإنجليزى إبان الثورة الإنجليزية.
منظر الثورة الفرنسية كان (جان جاك روسو) و الذى شكلت أفكاره العقد الإجتماعى الفرنسى.
العقد الإجتماعى الأمريكى قام على فكرة أن الدولة شر لابد منه، و أن المرجعية النهائية هى الفرد فى مواجهة تسلط المجتمع أو الدولة، و بالتالى من الواجب تقليص دور الحكومة لأكبر قدر ممكن، و تعظيم الحريات الشخصية بإستثناء الجزء الضئيل الذى يجب تركه للدولة حصريا من أجل المصلحة العامة "الحق فى إستخدام العنف على سبيل المثال".
شعار الثورة الأمريكية كان "لن ندفع ضرائب بدون تمثيل برلمانى".
بينما العقد الإجتماعى الفرنسى قام على فكرة أن الإنسان بطبيعته كائن إجتماعى و ليس مجرد فرد يبحث عن مصلحته الشخصية، و بالتالى فالدولة ليست شرا لابد منه بقدر ما يجب أن تكون ممثلة حقيقية للمصلحة العامة للمجتمع، و من الواجب على الأفراد تقديم تنازلات أكثر من أجل المصلحة العامة.
شعار الثورة الفرنسية كان "الحرية و الإخاء و المساواة".
و ده هو محور الخلاف الرئيسى بين الليبراليين "الثورة الإنجليزية و الثورة الأمريكية" و الإشتراكيين "الثورة الفرنسية" فى مسار تطور الحضارة الغربية.
الفارق الجوهري ان الثوره الامريكيه كانت ثوره تحرير ضد المستعمر البريطاني :
بدات شرارتها باقرار قانون الدمغه و الشاي . كتاب جون لوك . كومن سينس كان له تاثير كبير علي الوعي الامريكي ولكن الاسس التي بني عليها جيمس ماديسون الدستور كانت افكار الفلاسفه التنوريين الاروبين .
اما الفرنسيه كانت ثوره ضد طغيان الملك و التميز الاجتماعي و الطبقي . و اظن مساله الضرايب كانت فرنسيه لان وفق القانون اناذاك كان ممنوا الترشح لاي شخص لا يقوم بتسديد الضرائب . علي الرغم ان ما بداء الثوره كانت الطبقه البرجوازيه الا ان الزخم من البروليتاريا كان كبير جدا و ده السبب الحقيقي في ميل اهداف الثوره الي اليسار . احد اقطاب الثوره ميرابو قال ان اصعب ما في الثوره كان ايقاف اندفاعها.