نائب الرئيس الامريكي متورط فى سلسلة تفجيرات و مؤامرة لاغتيال الرئيس ، يقف ورائها مجموعة من العلماء و العسكر الذين يديرون المؤامرة بينما الواجهة الاعلامية اراجواز ارهابي ذو طابع اسلامي ترعرع فى افغانستان و باكستان ، سوف يستفيد نائب الرئيس من هذه المؤامرة بانه سوف يصبح رئيسا ً للجمهورية الامريكية عقب اغتيال الرئيس بحكم الدستور الامريكي ، و وقتذاك سوف يستفيد منه رجال لهم مصالح يديرون المؤامرة
السطور السابقة و ان كانت جزء من كتاب الخدعة الرهيبة للصحفى الفرنسي تيرى ميسان فى وصفه لتفجيرات 11 سبتمبر 2001 .. الا ان المفاجأة ان هنالك من امتلك الجرأة فى هوليود لنقل هذه الرؤية الى الشاشة الكبيرة ، حيث يعود الممثل السيناريست و المخرج الامريكي شين بلاك بكتابة و اخراج الجزء الثالث من فيلم آيرن مان ( الرجل الحديدي ) الذى طرح فى دور العرض السينمائي فى ابريل 2013
رصيد بلاك فى الاخراج هزيل للغاية ، هذا هو عمله الثاني بعد فيلم لم يحقق ايرادات تذكر و كانت البطولة لروبرت داوني جونيور ، الذى نراه فى آيرن مان يقوم بالدور الرئيسي ، و لكن رصيد بلاك فى الكتابة لا بأس به ، اذ يتضمن السلاح المميت الجزء الأول و الثاني بالاضافة الى فيلم لبروس ويليس بعنوان The Last Boy Scout عام 1991
احتاج بلاك الى ان يعيد صياغة و ابتكار واحدة من اهم الشخصيات الشريرة فى عالم آيرن مان ، الا و هو مندارين ، و فى الروايات المصورة هو شرير حقيقي من مواليد الصين قبل اندلاع الثورة الشعبية
الصينية و اسقاط الحكم الامبراطورى و ظهور جمهورية الصين الشعبية المتعارف عليها اليوم ، من ام ارستوقراطية بريطانية و والد من الصين ، يسعي مثل اغلب اشرار الروايات المصورة الامريكية الى احتلال العالم و السيطرة عليه، و قد ابتكر الشخصية ستان لى وسجل مندارين ظهوره الاول فى الروايات المصورة عام 1964
و لكن فى فيلم آيرن مان – 3 كان " مندارين " مجرد واجهة صنعها الاشرار الحقيقيين من اجل اقناع المجتمع الامريكي بان خطر التطرف الاسلامي مستمر ، اشهر نظرية سرية فى تاريخ المؤسسة العسكرية الامريكية هى انه يجب ان تكون الولايات المتحدة الامريكية باستمرار تحت التهديد من اجل استمرار امتيازات المؤسسة العسكرية و استمرار الابحاث و التطور العسكري الامريكي من دون ان يسأل اى عضو فى الكونجرس نفسه و لو لمرة واحدة متي يجب ان نتوقف عن انتاج كل هذه الاسلحة
لذا يجب كل فترة ان يكون هنالك شرير تواجهه امريكا ، بداية من سكان البلاد الاصليين الى بريطانيا العظمي ثم النازية ثم الشيوعيين و اليوم التطرف الاسلامي هو الشرير الجديد الذى تحاربه امريكا منذ 11 سبتمبر 2001 ، يستأجر القائمون على المؤامرة ممثل متوسط الموهبة من اجل الظهور فى فيديوهات مثل التى خرج بها اسامة بن لادن و ايمن الظواهرى مرارا ً و تكرارا ً ، و يحيط بهذا الممثل دائما فى الاستوديو اجواء شبيهة بافغانستان و باكستان ، و اطلقوا على شرير الاسلام الجديد اسم مندارين
بالطبع الاسم بعيد عن الثقافة العربية او الاسلامية ، مما يشير الى اصرار صانعو الفيلم على الاستعانة بـــ مندارين ولكن فى نفس الوقت اعادة ابتكار الشخصية ، عقدة نولان التى اصابت كل صانعو افلام الشخصيات الخيالية منذ اعادة ابتكاره المذهلة لشخصية الجوكر ، و هى العقدة التى كانت حاضرة فى فيلم جيمس بوند الاخير
لعب بن كينجسلى دور الارهابى الدمية ببراعة ، رغم مشاهده القليلة ، كما ان العمل عموما ً يعتبر افضل من الجزء الأول و الثاني ، و ان ظلت السلسلة عموما ً متوسطة المستوي ، يكاد يكون الشئ الوحيد المميز بها هو روبرت داوني جونيور نفسه